العبادات و المعاملات
أكثر ما يعيب الليبراليون على المتدينين أن هناك إنفصام بين العبادات و المعاملات، فتجدهم يحافظون على الصلوات و الصيام و قراءة القرآن لكن من الممكن أن يكذبوا او يغشوا او يتعدوا على الآخرين إما لفظيا او جسديا أو مصادرة للحقوق، و هذا الإتهام الذي لا يخلو من إجحاف، فليس كل المتدنيون كذلك، و أيضا لا يعكس إتهامهم أنهم ملائكة في جانب المعاملات، فهم لم يفلحوا في هذه و لا تلك، أقول هذا الإتهام لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام، فالعدو قد يخبرك بسلبياتك أكثر من الصديق، و قد صدق من قال:
عداتي لهم فضل علي ومنة == فلا أبعد الرحمن عنّي الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها== وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا.
العبادات و المعاملات كجناحي طائر، فلا ينبغي أن يفرط المسلم في أحد الجناحين و إلا سقط، فالعبادة تحكم ما بين العبد و ربه، و العبادة الصحيحة ستنعكس إيجابيا على جانب المعاملات التي تحكم علاقة الإنسان بالناس، فلو صلحت العبادة لأورثت الخشية من الله، و الخشية تجعل العبد يتورع عن التعدي على حقوق الآخرين بأي صورة كانت حتى و لو كانت تجاوز الصف عند مخبز أو بنك و ما شابهها. لقد ذكر الباري سبحانه أن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر، و ذكرت عائشة رضي الله عنها، أن خلق النبي صلى الله عليه و سلم القرآن.
ينبغي للمسلم أن يكون مثاليا في عبادته، و سمته، و كلامه، و جميع تعاملاته مع الخلق. ينبغي أن نفوت الفرصة على الأعداء من أن يشوهوا صورة الإسلام و التدين بإستخدام نماذج سلبية كان من الممكن تجنبها.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″