مكثت اثنتي عشر سنة تنتظر خبر تعيينها، ثم تحققت أمنيتها و تعينت في منطقة تبعد حوالي ثمانمائة كيلومترا من موطنها، و أظهرت فرحها بهذا التعيين، إلا أنه لم تمض أيام حتى توفيت في حادث سير و هي في طريقها إلى المدرسة رحمها الله رحمة واسعة.
الأماني و المنون أمران متضادان فلطالما أجهضت المنون كثير من الأماني، و كم أنست الأماني أناسا عن الإستعداد للمنون.
لا يعلم الإنسان أين تأتيه منيته، و هو ما اختص الله بعلمه(و ما تدري نفس بأي أرض تموت) و قد ورد في الأثر أن الله إذا أراد أن يقبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة، و مما ورد في الإسرائيليات أن رجلا طلب من سليمان عليه السلام أن تحمله الرياح إلى الهند، و كان ملك الموت عند سليمان فتعجب، فسأله سليمان عن ذلك، فقال: أمرني ربي بقبض روحه في الهند، و كنت أعجب كيف أستطيع قبض روحه هناك ، و هو في مجلسك.
عندما سأل أعرابي الرسول صلى الله عليه و سلم عن الساعة و متى تقوم؟ أرشده إلى أهم من الإهتمام المجرد بمعرفة وقتها، و هو الإستعداد لها، فسأله: ماذا أعددت لها؟ فقال: ما أعددت كثير صلاة او صيام، إلا أني أحب الله و رسوله، فقال: المرء مع من أحب.
ينبغي أن لا تشغل الإنسان الأماني فينسى الإستعداد للمنون، و لا ينبغي أن يطغى الخوف من المنون فيمنع من تحقيق بعض الأماني و لو أن ذلك ليس بظاهرة تستحق التركيز عليها.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
أصفق لك بحرآره اخي العزيزعلى موضوعك الرائع والمميز ولاعجب في ذلك مميز في أختيآرك دائما.. كلماتي تعجز عن وصف مدى ورووعة موضووعك.. أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع خالص احترامي وتقديري..
الصلاة مفيدة لآلام المفاصل و الظهر، الصيام نظام غذائي صحي، الصدقة سبب في شفاء المرضى، حفظ القرآن يقي من الخرف، تلك أمثلة لرسائل سلبية، تحاول أن تهبط بروحانية العبادة، و سموها بالروح و السماء، إلى تعلقها بالجسد و الأرض، و أن يكون الأثر المادي هو هدف أساسي معتبر بالعبادة، و هذا خطر كبير يجب التنبه له. لاشك أن العبادة لها أثر على صحة الجسم، لكن لا ينبغي أن نجعلها هدفا بحد ذاتها بل يكون الهدف خالصا لله ، و الله كريم يعطيك من أثرها في الدنيا قبل الآخرة، و قد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يفتي بأن صام لله و حمية فإنه لا يكتب له من الأجر شيء لأن العبادة لابد أن تكون خالصة لله، ثم يأتي أثر الصيام تباعا، و كذلك حديث داووا مرضاكم بالصدقة، يندرج تحت هذا.
لا يفهم من هذا أننا ننكر أثر العبادة على الصحة فهذا المحب الطبري يقفز من المركب عند الشاطئ و قد قارب الثمانين قفزة يعجز عنها الشباب، فسألوه عن سر ذلك، فقال: تلك جوارح حفظناها لله في الصغر، فحفظها الله لنا في الكبر.
فينبغي أن نقوم بتجريد النية من كل شائبة و أن تكون خالصة لله و لا نحزن فالله الذي أعطانا و نحن لم نسأله، لن يحرمنا و نحن نسأله .
الى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″