هل النعم دائمة؟
تتوه النفس في دروب الحياة فتعتقد أن كل النعم المحيطة بها حق من حقوقها المكتسبة و التي من الطبيعي أن تكون لها و تنسى أن هناك أناس كثر قد حرموا منها سواء كبر ذلك أم صغر. لو تأمل الإنسان في واحدة من النعم ثم تفكر في حاله لو فقدها لعرف معناها و تلذذ بشكر واهبها له.
لنأخذ مثلاً، لو فقد الإنسان حاسة الذوق فكيف سيكون حاله مع الطعام، و كيف سيفرق بين الحالي و المر و بين الحار و البارد و هكذا و لذلك جاء في أذكار الصباح و المساء اللهم ما أصبح/ أمسى بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر.
ينبغي أن نتعامل مع النعم كما ينبغي فنستشعر أولا منة المنعم سبحانه بقلوبنا ثم نشكره بألستنا و هذا سهل ثم نشكره بأفعالنا و أن لا نستخدم هذه النعمة فيما يغضبه كما قال الله تعالى:( اعملوا آل داوود شكراً) و قد قال إبن القيم رحمه الله كلاما معناه: أنه لم يعص الله إلا بنعمه، فلن تجد أعمى ينظر للحرام و لن تجد أصم يسمع للحرام و لن تجد أبكم يتكلم بالحرام فما أجدرنا أن نستشعر هذه النعم و أن نعلم أنه بالشكر الحقيقي تدوم النعم و بكفرانها تزول.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
كن جذريا و لا تكن أسفنجيا
يمتص الإسفنج كل الماء الذي يوضع فيه بدون مقاومة و لا يفرق بين عكر الماء و صافيه، بينما يغرس جذر النبات في وسط الماء فلا يمتص منه إلا حاجته و بصفة إنتقائية أبدعها الخالق فيه. ينبغي أن نتشبه بالجذر عندما ترد إلينا الأفكار الجديدة فما وافق ديننا و العقول السليمة قبلته و ما خالفها تركته، و لا ينبغي له أن يكون إسفنجيا يتشرب بكل فكرة منحرفة عن الدين و العقل السليم، و إنما قلت العقل السليم لأن بعضهم يقول أن عقولهم هي المحك في قبول الشرع أو رفضه و هي عقول ترسب في أول أبجديات العقل ووالمنطق.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″