الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > منتدى الخيمة الرمضانية

منتدى الخيمة الرمضانية كل ما يتعلق بشهر رمضان المبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-2009, 12:49 PM   #1
 
الصورة الرمزية ( أبو ســـهـل )
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 5,756
معدل تقييم المستوى: 100
( أبو ســـهـل ) is just really nice( أبو ســـهـل ) is just really nice( أبو ســـهـل ) is just really nice( أبو ســـهـل ) is just really nice
افتراضي الصّيامُ.. آداب وعِبَر

إنّ نفوساً تتلذّذُ بالعبادة، وتتجمّلُ بالتّقوى، وتعطّرُ أنفاسَها بالذّكر، وتُغذّي أرواحَها بالصوم لهي نفوسٌ زكيّة طاهرة...

حسبُها شرفاً تلكمُ القلوبُ أن تنبض بحُبّ الخالق، وحبِّ من يحبُّ الخالق، وفعلِ ما يحبّ الخالق ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم...

ما أسمى تلك النفوسَ إذ آثَرت غذاءَ الروح على غذاءِ الجسد، ومشقّةَ الصّيام على لذّةِ الطّعام، والخلوةَ بتفكّرٍ مع الأفهام على المجالسةِ للتفكّهِ مع الأنام .

حَرَمَت شرايينَها الغضّة مذاقَ الشّراب لتملأََها بالذّكر، وتؤنسَها بالقرآن الذي إنما هو شفاءٌ ورحمةٌ ونورٌ ومنهاجُ حياة.

ما أندى تلك الألسنَ التي هذّبها الصومُ، فباتت لا تنطقُ إلا بالحقّ، ولا تقولُ إلا ما يرضي الحقّ جلّ وعلا.

ما أروعَ تلك العيونَ التي تغضُّ الطّرف وقاراً وخشيةً، وتحجُب مآقيَها عن كلّ نظرةٍ مُريبة، فصارت مآقيها أنقى من البِلَّور وأصفى من وجهِ القمر، وأكثرَ بريقاً من شعاع النّجوم في الليالي المظلمة.....

يا لروعةِ شهرِ الصّوم الذي شهدَ نزول القرآنِ برَحَماته وتبيانه ومنهاجه القويم ..
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كُتبَ عليكم الصّيام كما كُتبَ على الذين من قبلكم لعلّكم تتّقون}[1].

إنّ السّماوات لتبتهجُ، وإن الأرضَ لتُسرُّ، وإن رياضَ المساجد لتفرحُ... وإن آفاقَ الكون لتفتحُ ذراعي المدى لتحتضنَ صدى المآذن المشتاقةِ التي لا تفتأ تردّدُ نداءَ الحقّ...

فلو سألت الورودَ عن شعورها في رمضان، وقُدّرَ لها أن تجيبَ لباحت بأعطر الصّور وأرقّ التعابير... ولو سألت الكناري والحبارى عن شعورها في رمضان لأنشدت شعراً يعجز أن يأتي بمثله فحولُ الشّعراء وأساتذةُ البيان...

في رمضانَ رحماتٌ تتنزّل، وأنوارٌ تتهلّل، وسماوات تتجمّل، وجنانٌ تتزيّن.

في رمضان، تتلاشى الرذائلُ، وتضمحلّ الشرور، وتصفّدُ الشياطين، وتستحي النار من لهيبها، والنفوسُ من أخطائها، والسجونُ من سلاسلها، والوحوشُ الكاسرة من براثنها ومخالبها...

في رمضانَ نفوسٌ تزكو وتصفح، وهممٌ تعلو، وقلوبٌ تحيا، وأرواحٌ تتألّق، ومساجدُ تُعمَرُ بالعبادة، ومنابرُ تبتسم...

قال النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: "إذا كان أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، صُفّدت الشياطين ومَرَدَةُ الجنّ، وغُلّقت أبواب النّيران فلم يُفتَح منها باب، وفُتّحت أبواب الجنّة فلم يُغلَق منها باب، وينادي مُنادٍ: يا باغيَ الخير أقبِل ويا باغيَ الشرّ أَقْصِر، ولله عُتقاءُ من النار، وذلك كلّ ليلة"[2].

حبا الله شهرَ رمضانَ خصوصيّاتٍ سامية، ومكرماتٍ عالية فَسَحَرُهُ ليس كالأسحار في الشهور الأخرى.. حيث يعبقُ بالنفحات الإيمانية، ويتكلّلُ بمعاني الروعة الجليلة... وفَجره ليس ككلّ فجر؛ إذ يخيّلُ إليكَ أنّ النّسائمَ تنفحُ من الجنّة، وتظنّ أنك ماشٍ في عَرصاتها جالسٌ على أرائكها متفيّىءٌ ظلالها...

وماذا عن مغربها الذي يتمنّى ألا يرحل ...كيف يتمنّى وقتٌ كهذا الرحيلَ وقد تشبّعت ثوانيِه ودقائقُه بأعطر المعاني الإنسانية، وأنبلِ صور العبودية للخالق...

في رمضانَ يزداد الأصيلُ نقاءً، والقمرُ حُسناً، والفجر ندىً، ورمالُ الشواطئ تعشوشبُ وتزدهي، والجبال الراسيات تخلعُ عن نفسها الهيبة لتتحوّل إلى جدران صدّ طريّة تتلذّذ بصدى أذان الفجر، ثمّ تبعثُه إلى الكون من جديد ممزوجاً بالمحبة، وتنحني من الهيبة والروعة التي تكتَنِفُ الكون عند أذان المغرب...

إنّ ظلمة الليل لتبدّدُ خيوطَ العَتَمة لتبدو مأنوسةً مألوفةً للمشّائين في الظلمات وقائمي الليل والمستغفرين بالأسحار..

وإنّ شمسَ النّهار لتزيدُ من سُطوعها وإشراقها لترى بجلاءٍ ووضوح ملامحَ الحسن المتبدّية على وجوه الصّائمين والصّائمات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات فَتَقْبِسَ من بهائها قَبساتٍ من الضّياء المشرق...

وماذا عن المسجد في رمضان، بأنواره المعلَّقة على جبين المآذن كأنها النجوم في توقّدها.

حقا إنه خميلةٌ تفوحُ بأطيبِ العبير.. نعم إنه خميلةٌ وزُواره أشبهُ بالبلابل التي تغردُ، وبالنحلاتِ التي تجمعُ الرحيق وهي تتنقّل بين سور القرآن الكريم وأحاديث خير المرسلين.

وماذا عن المئذنة حيث يرتفعُ من خلالها أذانُ الحق مدوِّيا، يخترقُ الآفاق، وتتغلغلُ كلماتهُ مع النسيم المعطَّر، لتحرِّكَ شوق المحبين للقاء الخالق عزَّ وجل.

وماذا عن ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألفِ شهر؟ إنها هديّةُ الكريم إلى عباده المجدّين الذين خافوا فأدلجوا فبلغوا المنزل. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "من يَقُم ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه"[3].

فالصّيام نظامٌ تعبّدي وغذائي إلهي أقرّ بفوائده -التي لا حصْرَ لها ولا عدَد- أطباءُ المشرق والمغرب، إذ تزداد الأجسام حيويّة ونشاطاً وتوقّداً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: "الصّوم جُنّة"[4].

وقال الإمام ابن القيّم رحمه الله تعالى: "وللصوم تأثيرٌ عجيبٌ في حفظِ الجوارح الظاهرة، والقوى الباطنة، وحِمْيَتِها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة التي إذا استولت عليها أفْسَدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة لها من صحّتها، فالصوم يحفظُ على القلب والجوارح صحّتها، ويعيدُ إليها ما اسْتلبتْهُ منها أيدي الشّهوات، فهو من أكبر العون على التقوى"[5].

ثمّ ألا يكفي الصّائمين فخراً ما ورد في الحديث القدسي كما في صحيح البخاري: "كلّ عملِ ابنِ آدَمَ له إلا الصّيام فإنّه لي وأنا أجزي به، والصّيامُ جنّة؛ وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث ولا يصخَب، فإن سابّه أحدٌ أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصّائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطرَ فرحَ وإذا لقيَ ربّه فرحَ بصومه"[6].

يا لعظمة هبات الرحمة الإلهية! يا لَلُطف اللطيف، ويا لرحمة الرّحمن بعباده عندما يأذن للمرضى والمسافرين وأهل الأعذار من عباده بالإفطار.. قال تعالى: {أيامًا معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدّة من أيام أخر وعلى الذين يُطيقونه فديةٌ طعامُ مسكين فمن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له وأََن تصوموا خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون}[7].

وما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كما في صحيح البخاري: "من صامَ رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه"[8].

فما أسعَدَ داود بصيامه، وما أشدّ فرحَه بثوابه الذي يَعدِل الدّنيا وما فيها، والموفّق والمسدّد من العِباد مَنْ وفّقه الله فحافظ على صيام أيام البيض؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أوصاني خليلي بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر، وركعتي الضّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنام"[9].

وقال الشاعر[10]:

يحلوا السجود إذ البشائر هللت=وتضمخت بنسائم الايمان
ويصير كل الكون يأمن بعضه=بعضا اذا هبت صبا رمضان
وتفتح الفردوس أبواب الرضا=وتدفق البركات في الريان
ما أحسن الانسان حين تقوده=نحو الحياة مبادئ القرآن

وآخر رمضان ليس عتقاً من النار فحسب، ولكن عيداً يبتهج فيه المسلمون ويقطفون فيه ثمرات أعمالهم، عيدٌ يرسُمون فيه أطيب الابتسامات على الوجوه، ويصلون فيه الرحم، ويكرمون الأيتام، ويخففون عن المبتلين والحزانى... يوم العيد مشهد إسلامي رائع، وحكمة ربّانية تفيض بالرحمة والرّضا... إنّه يوم الجائزة الغالية لديهم.

اللهم اجعلنا ممن إذا صلّى قبلتَ صلاتَه، وإذا صامَ قبلتَ صومَه، واجعلنا يا ربّنا مفاتيحَ للخير، مغاليقَ للشرّ، إنّك وليّ ذلك والقادر عليه...

والحمد لله ربّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة البقرة ( الآية 183).
[2] أخرجه الترمذي، أبواب الصّوم، باب: ماجاء في فضل شهر رمضان، برقم (682)، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي بكر بن عياش أهـ. ثمّ ذكره رحمه الله - مصحّحاً له- مرسلاً عن مجاهد رحمه الله.
[3] من كتاب الصوم جُنّة، د. خالد الجريسي ص: 183، الحديث متّفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أخرجه البخاري؛ كتاب الإيمان، باب: قيام ليلة القدر من الإيمان، برقم (35)، ومسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان، برقم (760).
[4] كتاب الصّوم جُنّة، د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، أخرجه البخاري في كتاب الصّوم، باب: فضل الصّوم، برقم 1894، ومسلم بلفظ :" الصّيام جُنّة".كتاب الصيام، باب: فضل الصيام، برقم (1115).
[5] كتاب الصوم جنّة، تأليف، د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي، ص: 182.
[6] صحيح البخاري. المجلّد الثاني، ص: 31-32 رقم الحديث 1904 ترقيم فؤاد عبد الباقي الطبعة السّلفية 1403هـ/ متّفق عليه.
[7] سورة البقرة ( الآية 184).
[8] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب من صام رمضان إيماناً واحتساباً، رقم الحديث 1901 (ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) المجلد الثاني ص: 31 طبعة المكتبة السّلفية 1403هـ. ورواه مسلم في كتاب الصيام باب فضل الصيام...
[9] متّفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري، كتاب الصوم، باب صيام أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، برقم (1981). ومسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة الضّحى، برقم (721).
[10] أبيات الشّعر لكاتب المقالة.

شكرا لكاتب المقالة بدر الحسين وجعلها الله في ميزان حسناته
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لتكن خطواتك على رملٍ نديّ ...
لا يُسمع لها صوت ...
وآثارها بيّنة ...
( أبو ســـهـل ) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 15-08-2009, 03:15 PM   #2
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,567
معدل تقييم المستوى: 32
ابو سعود will become famous soon enough
افتراضي

اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان واجعلنا من المقبولين
مشكور ابو سهل على الموضوع وتقبل اجمل تحية واعطرها
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابو سعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 15-08-2009, 08:21 PM   #3
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 10,079
معدل تقييم المستوى: 116
الوسام will become famous soon enough
افتراضي

ابوسهل
بيض الله وجهك
وجزاك الله خير
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC]
الوسام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 16-08-2009, 05:48 PM   #4
مراقب المنتديات الخاصة بقبيلة ال حبة والعوامر
 
الصورة الرمزية واحد من الجماعه
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 6,866
معدل تقييم المستوى: 100
واحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura aboutواحد من الجماعه has a spectacular aura about

اوسمتي

افتراضي

الله يعطيك العافيه
ويجعلها في موازين حسناتك
واحد من الجماعه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 20-08-2009, 11:35 PM   #5
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 87
معدل تقييم المستوى: 16
شذى الليل will become famous soon enough
افتراضي

جــــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا جـــــــــــزاك الله خيــــــــــــــرا
جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا جـــــــــــزاك الله خيـــــــــــرا
جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا جــــــــــزاك الله خيــــــــــرا
جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا جـــــــــزاك الله خيـــــــــرا
جــــــــزاك الله خيــــــــرا جــــــــزاك الله خيــــــــرا
جـــــــزاك الله خيـــــــرا جـــــــزاك الله خيـــــــرا
جــــــزاك الله خيــــــرا جــــــزاك الله خيــــــرا
جـــــزاك الله خيـــــرا جـــــزاك الله خيـــــرا
جــــزاك الله خيــــرا جــــزاك الله خيــــرا
جـــزاك الله خيـــرا جـــزاك الله خيـــرا
جــزاك الله خيــرا جــزاك الله خيــرا
جـزاك الله خيـرا جـزاك الله خيـرا
جـزاك الله خيـرا جـزاك الله خيـرا
جــزاك الله خيــرا جــزاك الله خــيرا
جـــزاك الله خيـــرا جـــزاك الله خـــيرا
جــــزاك الله خيــــرا جــــزاك الله خيــــرا
جـــــزاك الله خيـــــرا جـــــزاك الله خيـــــرا
جــــــزاك الله خيــــــرا جــــــزاك الله خيــــــرا
شذى الليل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, الصّيامُ, وعِبَر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 12:39 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات