تعودت أن أكتب كل سنة عن أهمية الحج لمن لم يحج الفريضة، لكنني لا زلت أسمع عن من تجاوز الأربعين و لم يحج، فلم أجد أجدى من محاكاة توقيع السراب، فيا أخي إذا كنت ما حجيت فحج أحسن لك فوالله لن تنفعك السيارات و لا البيوت و لا الأولاد و لا السياحة و لا التجارة لو فاجئك الأجل من دون مقدمات، و إذا ما تفرق معك فليس بأيدينا إلا أن ندعو لك بأن يفتح الله على قلبك، و أن يثبتنا على طاعته.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
بعد عشر سنوات
كنت قد أرسلت إلى أحد الزملاء معلومة فنشرها في تويتر لأنني لا أكتب في تويتر، و لا شبكات التواصل الإجتماعي و كانت معلومة عابرة كغيرها من التي أرسل له. اتصل بي قبل شهر يسألني عن مصدر المعلومة لأن أحد مراكز الأبحاث المهتمة اتصلت به تسأله عن مصدر المعلومة. كنت قد نسيت المصدر إلا أنه من عادتي أن لا أرسل معلومة إلا و أنا متأكد منها. يسر الله لي الحصول على مصدرها فأرسلته له و انتهى الموضوع بالنسبة إليه، إلا أنه بالنسبة لي لم ينته فقد تذكرت أنها معلومة دنيوية لم تشفع لها عشر سنوات أن تنسى، فكيف بأعمالنا التي تحصى علينا بدقة عند من لا يخفى عليه خافية ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) و أيضاً : (هَٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
حري بنا أن ندرك أنه (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، فقد سئلت عن معلومة دنيوية عابرة بعد عشر سنوات فكيف بما هو أهم من أمور الدين.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″