*من المحيط الى الخليج.. قمة الدوري الاسباني حديث المشجعين العرب

من الخليج شرقا الى المحيط الاطلسي غربا اكتسبت مباراة قمة الدوري الاسباني لكرة القدم بين برشلونة وريال مدريد أهمية كبرى لدى عشاق كرة القدم العرب في ظل تمتع اسماء مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وتشابي بشعبية طاغية تفوق نجوم محليين.
وفاز ريال مدريد على برشلونة 2-1 أمس السبت ليقترب من احراز لقب الدوري وانهاء هيمنة برشلونة على لقاءات القمة في الاونة الاخيرة.
وفي المغرب لم يعد الشمال الذي كانت تحتله اسبانيا هو من يرتبط بشكل جنوني بالصراع بين برشلونة وريال مدريد.
ولا توازي مكانة مباراة القمة في المغرب إلا مباراة المنتخب الوطني ضد الجزائر أو مصر أو تونس في تصفيات كأس العالم أو كأس الأمم الافريقية.
ويحرص مشجعو الناديين الاسبانيين الأغنى في العالم على حجز أماكنهم في المقاهي والساحات الكبرى في أجواء حماسية.
وقال رضوان العمري وهو مشجع لريال مدريد “انه لقاء المتعة الذي ننتظره. فرحتي لا توصف بانتصار ريال مدريد فالفوز قربه من احراز اللقب.”
وللناديين الاسبانيين حظ من تشجيع السيدات في المغرب إذ وصفت نادية كموني نفسها بأنها “من عشاق برشلونة”.
وقالت لرويترز “مقابلة الأمس أسالت الدمع من عيني خاصة انني الوحيدة من عائلتي التي تشجع ميسي ورفاقه. أتمنى ان يلتقي الفريقان مرة اخرى في نهائي دوري ابطال اوروبا للثأر.”
وبلغ برشلونة حامل لقب كأس اوروبا وريال مدريد الدور قبل النهائي وسيكون بوسعهما الوصول إلى المباراة النهائية اذا اجتازا تشيلسي الانجليزي وبايرن ميونيخ الالماني يومي الثلاثاء والاربعاء على الترتيب.
وفي القاهرة حيث يعشق الناس كرة القدم ويتوقون اليها في ظل توقف النشاط المحلي في البلاد وجد عشاق الكرة ضالتهم في الدوري الاسباني.
وتوقفت منافسات كرة القدم في مصر عقب سقوط أكثر من 70 قتيلا في احداث شغب بعد مباراة بين الأهلي حامل لقب الدوري والمصري في استاد بورسعيد في أول فبراير شباط الماضي.
ويحظى كل من ريال مدريد وبرشلونة بشعبية طاغية في مصر وتنتشر قمصان الفريقين لدى محال الأدوات الرياضية والباعة على الارصفة. واحتشد الناس على المقاهي لمشاهدة المباراة حتى انه يبدو ان بعض المرضى قرروا تأجيل زيارة الاطباء لما بعد قمة الدوري الاسباني.
وقال طارق عبد الله وهو طبيب عيون كان يجلس في عيادة شبه فارغة اثناء اللقاء “مباراة ريال مدريد مع برشلونة أثرت على حضور المرضى. في العادة تكون العيادة مزدحمة خاصة يوم السبت.”
واضاف مبتسما “الناس تتابع الدوري الاسباني في ظل غياب الدوري المصري واعتبروا هذه المباراة بديلة عن لقاء قمة مصر بين الأهلي والزمالك (اكثر أندية مصر شعبية).”
وخاض الأهلي والزمالك مباريات في بطولات الأندية الافريقية بدون جمهور كما يلعب المنتخب الوطني والفريق الاولمبي مبارياتهم الودية خارج البلاد في ظل رفض سلطات الأمن السماح بحضور الجماهير منذ كارثة بورسعيد.
وعلى شاطيء الخليج في الامارات انقسم متابعو المباراة بين سعيد لفوز ريال مدريد وخيبة أمل لهزيمة برشلونة غير المعتادة في السنوات الماضية في لقاءات القمة.
وقال أحمد حسن وهو مصري الجنسية يعمل في مقهى “انتظر مثل هذه المباريات بفارغ الصبر ونستعد لها في المقهى قبل يومين بتهيئة المكان وترتيب حجوزات الزبائن”.
واضاف “يتابع المباراة اعداد كبيرة من الجمهور في اجواء لا نشاهدها لحظة بث مباريات الدوري الاماراتي التي يتابعها فئة قليلة من الناس.”
وقال مصطفى الغزلان وهو أردني يعمل محاسبا في احدى الشركات ويشجع ريال مدريد “احب ان اتابع الدوري الاسباني وتحديدا مباراة ريال مدريد وبرشلونة. استحق ريال مدريد الفوز بسبب الاداء الرجولي والقوي.”
وكانت الانترنت ساحة خصبة للتفاعل بين عرب من جنسيات مختلفة بشأن المباراة بالاضافة الى الاهتمام الاعلامي الكبير من مواقع الانترنت العربية خاصة تلك المتخصصة في الرياضة.
وبالاضافة للحرب الكلامية في الكثير من المنتديات الرياضية على الانترنت بين عشاق برشلونة وريال مدريد أفردت كبرى المواقع العربية صفحات لتغطية المباراة وأبرز لقطات الفيديو للقمة الاسبانية مع اتاحة الفرصة لروادها للتعليق.
فعلى النسخة العربية من موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) كتب معلق من المغرب يقول “هنيئا لريال مدريد… تبخر حلم الدوري لبرشلونة.”
وعبر اخر قدم نفسه على انه من العراق عن سعادته بانتصار ريال مدريد وكتب يقول “مبروك للقلعة البيضاء.”
وعلى موقع تويتر تباينت التغريدات بين الانتقادات لتشكيلة بيب جوارديولا مدرب برشلونة والحكم والحارس فيكتور فالديس وبين الاشادة بالبرتغالي جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد.
وكان الحضور الأكبر لعشاق ريال مدريد الذين أثلج صدورهم الفوز الأول لفريقهم على برشلونة في ثماني مباريات قمة في الدوري. ورغم اختلاف اللهجات العربية إلا أن القاسم المشترك للكثير من الشامتين في هزيمة النادي القطالوني وصفه بكلمة “فشلونة” في اسقاط للفظ الفشل على اسم برشلونة.
ورفع ريال مدريد رصيده الى 88 نقطة في صدارة الدوري الاسباني وزاد الفارق مع برشلونة حامل اللقب الى سبع نقاط مع تبقي اربع جولات على نهاية المسابقة.