03-10-2009, 06:48 PM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 10,079
معدل تقييم المستوى: 116
|
مستقبل المنطقة في ظل التهديدات الإيرانية
مازن عبد الرزاق بليله
مستقبل المنطقة في ظل التهديدات الإيرانية
بدأت وتيرة الحرب تستعر مرة أخرى بين إيران والعالم الخارجي، بل وبإيقاعات سريعة، ومكشوفة، وبلغة لا تخلو من نبرة التحدي، والسبب معروف أولا إيران كشفت عن المفاعل النووي الخامس، مما يدل على أنها كانت تكذب، وكانت تقدم معلومات غير مكتملة أو حتى مغلوطة للوكالة الدولية، والثاني، لم تعد إيران تخفي دوافعها العسكرية من التجارب النووية، أنها تهدف لصناعة القنبلة النووية، وكانت بأمس تردد دائما، أن تجاربها لأهداف سلمية بحتة، وهذا الشأن ما زالت الصحف المحلية تبتعد عنه إلا ما ندر وتركز في الشأن العام، والشأن الداخلي، على اعتبار أن أسطوانة الحرب على إيران أصبحت مشروخة، ولأن باراك أوباما ليس جورج دبليو بوش، فاستبعاد أمر الحرب أصبح من المسلمات.
إيران مجروحة من الداخل، بعد التشكيك في الانتخابات الدستورية، وبعد انشقاق الثورة على رئاسة نجاد، ومع ذلك، يريد أحمدي نجاد أن يلملم جراحه، عن طريق رفع راية التحدي والعصيان للمجتمع الدولي، وإطلاق الصواريخ عابرة القارات والكشف عنها في استعراضات عسكرية مخيفة، ومتعددة، وبذلك بدأ يدخل نفس النفق المظلم الذي دخل فيه صدام حسين في حينه، عندما قدم في اعترافاته الأخيرة قبل صدور حكم القتل عليه، أنه كان يقوم بتلك الاستعراضات العسكرية وكان يهدد بأسلحة الدمار الشامل، من أجل إخافة أعدائه، فكانت هي السبب في تآلب أعدائه عليه، وعندها اكتشفنا، واكتشف كل العالم أنه كان يهذي، ويلهو، ولم يدر أنه كان يلعب بالنار، هذا للأسف الحالة التي دخل فيها أحمدي نجاد اليوم، الرغبة في تضحيم وتكبير حجم الآلة العسكرية الإيرانية لإخافة الغرب وإسرائيل، ولا يدري المسكين أنها قد تكون السبب الذي سوف يجعل كل أعدائه يجمعون ويجتمعون على ضربه.
المنطقة لا تحتمل الحرب الخليجية الرابعة، والكل يعرف ذلك، لكن مصالح الغرب في جعل المنطقة دائمة الضعف والاضطراب معروف، وكذلك من صالحها أن تبقى الحاجة لمزيد من الطلب على الأسلحة الدفاعية قائمة، فالصواريخ الإيرانية لن يسكتها سوى شبكات معقدة ومكلفة من صواريخ الباتريوت، وإيران محشورة في الركن، وتريد أن تكون لاعبا مهما في المنطقة، وكل منتصر، وكل من يحمل أسلحة نووية، يريد المزيد من بسط السلطة، لكن منطقة الخليـج، قد عـانت، وتأخرت التنمية فيـها بسبب الحروب الثلاث، وياليت أن تعـود إيـران لرشدهـا، خصوصـا أن هناك قواعد عسكريـة أمريكيـة فيها مئات الألوف من الجنود الأمريكيين، في العراق، وقطر، والبحرين، مما يسهل عملية إشعال الحرب عن غيرها سابقا.
على دول الخليج أن تتحرك إيجابيا، ولا تنتظر مثل هذا الحدث المؤلم، بيد الغير، بل تعـلم أين تقع مصالحهـا وتسـعى لتحقيقها، ونزع الفتـيل أولى من التفرج، لأن المتفرج هنا لن ينجو من مغبة مخرجات هذه الحروب، لأنها حرب فيـها تقنيات، وأسلحة، لم تستـخدم بعد، وتهدد إسرائيل بأن أمريكا قد طورت قنابل تستطيع أن تفجر في عمق ستين مترا تحت الأرض، مما يعني أنها تقصد القدرة على تدمير البنى النووية الإيرانية، فالعالم بدأ يصلح الأزمة المالية، التي تفـجرت العـام الماضي، بسبب الإنفاق الأهوج على الحـروب، ومن صالح أمن ورخاء المنطقة إصلاح ذات البين، وإقناع إيران بالكف عن استفزاز التحالف الغربي.
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC]
|
|
|