د. العودة: مطلوب إعادة صياغة كتب التراث الإسلامي وتقريبها للجيل الجديد

د. العودة: مطلوب إعادة صياغة كتب التراث الإسلامي وتقريبها للجيل الجديد
الأحد, 6 سبتمبر 2009
تهاني السالم - جدة


طالب د. سلمان بن فهد العودة "المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" بإعادة صياغة كتب التراث الإسلامي صياغة عصرية حديثة بهدف تقريبها للجيل الجديد، مُبيناً أهمية صياغة هذه الكتب لتناسب القراء، وأضاف د. العودة: “إن هناك إعادةَ صياغة لكتب التراث بالفعل، فهناك على سبيل المثال كتاب للدكتور عبد الوهاب الطريري اسمه (قصص نبوية)، وهو كتاب رائعٌ جدًّا بلغة عصرية لمجموعة من المواقف وهناك كتابًا آخر اسمه (المشوّق في القراءة وطلب العلم) للأستاذ علي العمراني، وهو من الكتب التي ننصح أولادنا وبناتنا بقراءته، كما أن هناك كتابًا اسمه (القراءة المثمرة) للدكتور عبد الكريم بكار، وهو من الكتب المفيدة في هذا الإطار”
وأوضح د. العودة أن أمة العرب تأتي في مؤخرة الأمم التي تهتمُّ بالقراءة، مشيرًا إلى أنه ليس هناك استبيان عالميٌّ يتحدَّث عن متوسط القراءة لدى الشعوب إلا وكانت أمَّة العرب في آخر درجات هذا السلَّم ،فإن بعض التقارير والإحصاءات تشير إلى أن ثمانية آلاف عربي يقرأون كتابًا واحدًا في السنة، ففي مصر يقرأون عشر دقائق أو تسع دقائق في اليوم، كذا اللبنانيون يقرأون عشر دقائق، أيضًا السعوديون يقرأون ست دقائق فقط.
واستطرد د. العودة قائلاً: “إن العرب أصبحوا لا يحافظون على القراءة، كما كان موجودًا عند العربيِّ القديم، حيث نجد مثلًا أن الخطيب البغدادي كان يمشي في السوق ومعه الكتاب، كما أن الجاحظ يقال أنه لم يقع في يده كتابٌ إلا قرأه، كذلك الأئمة الذين كان عندهم آلاف القراءات؛ وابن الجوزي، وابن حجر، والزمخشري، وعلي الطنطاوي، وغيرهم من مشاهير العلماء والمثقفين، مؤكدًا على أن هذا النمط لا نجده اليوم في عالمنا العربي، لكننا نجده في الغرب في القطارات والمطارات والحدائق وفي كل مكان”.
وأضاف العودة: “أن مكتبة الملك عبد العزيز دشَّنَت مشروعًا أسمته (المشروع الوطني لتجديد الصِّلة بالكتاب)، لكن هذا المشروع بدأ بعملية استضافةِ عددٍ من المثقفين ودعوتهم إلى القراءة”، وأضاف: “لتكون فكرة تطبيع القراءة همًّا لدى الجميع، من خلال دعم الكتاب، واختيار كتب معينة، وإيجاد طبعات كما يسمونها (طبعات شعبية) رخيصة يسهل على الناس الوصول إليها، كما أن الكتاب المستعمل لا بدَّ أن تكون هناك آلية لتوظيفه، فضلًا عن إيجاد مشاركات أو عضوية في المكتبات للشباب وللبنات”.
وقال د. العودة: “إن الكتب التي تباع هي كتب الجنِّ والعفاريت والطبخ، وأحيانًا كتب الشعر الشعبي، مشيرًا إلى أنه من المهمِّ جدًّا أن يكون هناك توعية للناس بالكتب المهمَّة، وأن يكون هناك خططٌ لبيع الأشياء المفيدة سواء أكانت شَيِّقَةً أو لم تكن، أن بعض الكتب التي تلامس حاجات الناس وتكون مختصرَةً، وتطبع أحيانًا طبعاتٍ كبيرةً وصغيرة ومتوسطة وللجيب، يكون لها رواج، مشيرًا إلى أن كتاب (حصن المسلم) بِيعَ منه أكثر من ثلاثين مليون نسخة، على الرغم من كونه كتابًا صغيرًا عبارة عن أذكار، وفيما يتعلَّق بأن عملية تسويق الكتب مرتبطةٌ كثيرًا بمبادئ التشويق الأساسية كَفَنٍّ لكل منتج أو فكر وأطروحة، لكننا لا نتعاطى مع إصدار جديد بلا حملات إعلانية تحتاجه أي سلعة.