الضمان الاجتماعي بين الواقع والمأمول

الضمان الاجتماعي بين الواقع والمأمول




يعرَف الضمان الاجتماعي بأنه التزام الحكومة نحو الفرد" إن صح التعبير بالنسبة لوقتنا الحالي" فالحكومة ملزمة بالحرص على إبقاء الحد الأدنى من مستوى المعيشة الكريمة لشعبها .
لم يختلف الحال منذ العصور الإسلامية الأولى حتى وقتنا الحالي من حيث أن الزكاة هي الركيزة الأساسية للضمان الاجتماعي بل أن الكثير من المختصين وضعوها مؤسسة الضمان الاجتماعي ,ولا يخفى على الكثير مبدأ الزكاة القائم على محاربة الفقر ونزع الحقد من قلوب الفقراء تجاه الأغنياء.
لم ولن يكن الهدف الوحيد من الزكاة إخراج المال لإطعام الفقراء بل هو اشمل وأعظم من ذلك فتوفير فرص العمل الحقيقية للمواطن بإعطاء جزء من المال له ليبدأ به تجاره معينه وذلك بشراء آله أو احتياجات لحرفةٍ معينة وهذا ما افتقده الضمان الاجتماعي في السعودية بل أخذت بعض المؤسسات الخيرية ذلك على عاتقها ولكن المؤسف بالأمر أن التنفيذ كان أغلبه خارج المملكة أو كان تنفيذ محدود في الداخل من مؤسسات محليه كجمعية عبداللطيف جميل التي نفذت ذلك ولكن بشكل محدود تشكر عليه ونتمنى المزيد .
ذهب الكثير من الكتاب والمهتمين لحصر دور الضمان الاجتماعي أمام البطالة بتقديم الدعم المؤقت للشاب السعودي من عمر الثامنة عشر حتى الحصول على الوظيفة معللين ذلك بسد حاجة المستفيد من الحد الأدنى لمقومات المعيشة الكريمة وأنا لا اختلف معهم فهذا حق مشروع للمواطن على حكومته ولكن مجرد تقديم المساعدات المحدودة التي لا تساعد على الارتقاء بمستوى الفرد أو حتى الأسرة السعودية ليس هو غايتنا فالضمان لا بد أن يكون اشمل مما هو عليه الآن و يساعد بالقضاء نهائيا على داء " البطالة".

في المقابل لو نظرنا للخدمات التي يقدمها الضمان لوجدناها محدودة جدا تقوم على نظره قاصرة لا تساعد على تطويره فالمساعدات الدائمة ألمقدمه للأسر التي تملك دخلا ثابتا أو من يكون دخلها لا يتناسب مع عدد أفرادها وعائلها متقاعد " وهذه النقطة بحد ذاتها اعتراف صريح بقصور الوفاء من قبل مصلحة التقاعد تجاه افرداها الذين فنو في خدمتها جل أعمارهم " وهذه الفئة حسب إدراجها لن تستغني عن الضمان .
أما الفئة الأخرى من المستفيدين من الضمان والمدرجة تحت بند المساعدات المؤقتة بنفس اشتراطات الفئة الأولى بالإضافة لكون رب الأسرة عمره يتراوح ما بين الثمانية عشر والستين وهذه مصيبة أخرى فبذلك سيستمر حتى يصل للستين ليتم ترقيته للفئة الأولى ويبقى الحال على ماهو عليه وأما الفئات المتبقية فليست أفضل من سابقاتها .

لو تمعنا النظر بسياسة الضمان المتبعة لوجدناها تفتقد لأبسط الأسس العلمية لحل مشكلات المستفيدين فبعصر الأزمات الاقتصادية التي يعيشها العالم ومستويات التضخم العالية سنصل لفترة لا يمكن لموارد ذلك الضمان من سد حاجة الأعداد المتزايدة من مستفيديه إضافة لتفشي مبدأ "الاعتماد" الذي تسلكه الأسر بتأييد ومباركة من قبل الضمان الاجتماعي .

في المقابل يتواجد في أجندة الضمان الاجتماعي بند مهمل ما إن يفعِل على الوجه المطلوب والسليم فسيكون كفيلا بالسير عكس الاتجاه وهو " مشاريع الأسر المنتجة " فبالتركيز عليه ودعمه بنصيب الأسد من الموارد المادية والخبرات البشرية سيتحقق له سبل النجاح وسيتسنى له التقليل من إعداد المستفيدين والإرتقاء بمستوى الأسر من المعدمة إلى ألمتوسطه القادرة على تأمين احتياجاتها والاستغناء عن دعم الضمان وبالاستمرار والمتابعة ستكون في الوقت القريب أسر داعمة سواء كانت بزكواتها للضمان الاجتماعي أو صدقاتها للجمعيات الخيرية بمعنى أخر انه ستتحول الأسرة من المعدمة إلى المنتجة ولن يتحقق ذلك إلا بالدعم "المادي واللوجستي " منذ بداية إنشاء مشاريع تلك الأسر الخاصة ودراسة جدواها الاقتصادية..

ذلك حلم بسيط جدا نتمنى تحقيقه وهو عدم تواجد أسرة سعودية فقيرة فتتحول موارد الزكاة و الصدقات لدعم الزواج أوأي من المجالات الأخرى التي تكون في أولوية حاجات الوطن والمواطن وبتحقيقنا الحلم كأننا نعود بعجلة الزمن إلى الوراء وبالتحديد لعهد خليفة المسلمين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه فهل تساعدنا
وزارة الخدمة الاجتماعية بتحقيق ذلك الحلم بدعم مشروع الأسرة المنتجة سواء كان ماديا أو حتى بجلب الخبراء في مجال الاقتصاد والتخطيط ووضعها من أولويات خطتها القادمة ؟؟؟؟؟

في الختام يجب علينا أن نعلم أن الدولة جميعها أفراد كانت أم حكومة عليها مسؤولية كبيرة للخروج من أزمة الفقر التي تعاني منها عدد من الأسر السعودية بالعمل والتشجيع لبعضهم البعض" حكومة وأفراد " لتحقيق الضمان الاجتماعي لتك الأسر أو بوصف أكثر دقة حتى الوقت التي تقوم به وزارتنا الموقرة بتخليها عن الواقع المرير التي تعيشه وترتقي إلى حلمنا المأمول منها , إلى ذلك الوقت فسيعيننا الله على القيام بواجباتنا تجاه إخواننا الفقراء.

معتاد بن لافي الوهبي
إعلامي سعودي

الوسام
بارك الله فيـــك
ووفقك لكل خير

الوسام
بارك الله فيك على هذا النقل
سلمت يداك ولا عدمناك
لك اجمل التحايا واعطرها