لا يكفي إيقاف جوزيه..!!

لا يكفي إيقاف جوزيه..!!

لم يأت نايف هزازي لاعب الاتحاد بالجديد عندما أسقط بغباء مقولة ((نادي الشعب..))، فقد كرر ها قبله الأرجنتيني كالديرون مدرب فريقه السابق في حديث لإحدى الصحف الإسبانية العام الماضي عندما ذكر أنه يدرب ناديا يشجعه الشعب وينافس ناديا آخر تدعمه الحكومة.
ذلك الإسقاط الغبي من هزازي لم يكن خطأ أو زلة لسان يجب أن يعاقب عليها فقط من قبل لجنة الانضباط، وقد يفلت منها كما فلت كالديرون، القضية أكبر وأخطر من ذلك بكثير، وهي نتاج الخطاب الاتحادي الإعلامي المسموم والذي لا يكل ولا يمل من الدخول في النوايا والطعن في الذمم، دون أن يلجمه الرقيب المطلع كل مساء على تلك السموم.
يمكن لك أن تقلل من حجم المنافس، وتشكك في إنجازاته، ويمكن أن تنسب نجاحاته للحظ أو لدعاء الوالدين كما يرددون أحيانا، وسنضحك ونبتسم على حالة السخف والتفاهة تلك، وربما يأتي أحدهم في الطرف الآخر ليقول أهلا بالدعاء الجالب للبطولات إن كان المحفز له البر، وربما يواجههم وينزل لعقولهم الصغيرة جدا ليقول ((وهل أنتم عاقون ومحرومون من دعاء الوالدين..؟؟)). ويمكن أن تُزوّر وتضيف بطولات لناديك لم يدركها أحد وتعيدها لحقبة ما قبل الميلاد، ويمكن أن تشطب ما تشاء من بطولات المنافس وترسلها لموقع الفيفا، وتفرح وتحتفل، ولن يكون حليفك إلا الخيبة والسخرية وحدهما، ولكن أن يصل الأمر للطعن في الذمم والدخول في النوايا واتهام هذا وذاك بمحاباة المنافس، هنا لا يمكن أن نصف تلك اللهجة إلا بـ ((السم)) ومن إفرازاتها تصريح البرتغالي مانويل جوزيه الأخير عندما أشعل حربا ((مناطقية)) لا تدور رحاها إلا في رأسه وفي رأس تلك الأفاعي السامة والتي غذت عقله بسمومها ليقول بكل بجاحة ((الحكام يحابون أندية الرياض على حساب أنديه جدة..)).
مشكلة هذا البرتغالي الأحمق والإمّعة، والقادم حديثا والذي لم يقابل ناديا واحدا من الرياض ليستشعر تلك المحاباة المزعومة، أنه ((أرخى)) أذنه لذلك الخطاب المسموم والذي يتداوله البعض تلميحا فقاله تصريحا واضحا.
الرياض وجدة، والشعب والحكومة!! ما هي إلا نتاج خطاب إعلامي اتحادي مسموم، فعندما تطعن في ذمم المسئولين وتشكك في قراراتهم وأنها تصب في خانة محاباة المنافس، فأنت هنا تكون أوهمت البعض بمحاباة منافسهم ضدهم، والتي لا يمكن أن ينتج عنها إلا توهم ظلم، والظلم لن يفرز إلا عبارات كتلك التي تفوه بها كالديرون وجوزيه وهزازي، وتلك العبارات لن نجني منها إلا التمزق والفرقة.
لا أطعن في ذمم هؤلاء، ولا يمكن أن أدخل في النوايا، وأقول إنهم يهدفون لضرب وحدة الوطن، وتمزيقه إلى مدن وشعوب وحكومات، وزرع الكراهية والبغضاء بين الإخوة، هم فقط يريدون ضرب إنجازات المنافس بغباء عارٍ تماما، ولا يعلمون أن تلك التشكيكات والطعون في الذمم لن تتوقف أمام التشكيك ببطولاته فحسب، بل ستتجاوزها لتصل لتمزيق وحدة الوطن وزرع الفرقة بين أبنائه دون أن يشعروا.
الحل ليس في إيقاف هزازي أو شطبه، ولا في إيقاف جوزيه أو ترحيله، الحل يكمن في تجفيف منابع بث السموم، فما اللاعب ومدربه إلا ضحايا أفاعٍ تبث السموم وتتواري بجبن مدعية الحياد والحق وقول الحقيقة.
كنت أنتظر أن تنتصر الإدارة الاتحادية لوطنها، وتلجم كل من يحاول شق صفه، وتمزيق وحدته، وأذية أبنائه، ولكنها خرجت ناصرة مدربها وباحثة له عن الأعذار، منكرة عبر توضيح بلسانه ومبثوث عبر مركزها الإعلامي قائلة ((جوزيه لم يقصد الرياض، بل كان يعني أن الأخطاء ستساعد منافسيه وملاحقيه العاصميين))، متناسية أن جوزيه ضرب مثالا آخر في ظلم جدة وهو حديثه عن أخطاء حدثت في مباراة الشباب العاصمي والأهلي الجداوي.
ستبقى الرياض في قلب جدة، وجدة في قلب الرياض، ولن يفرقهما جوزيه وتلك الأفاعي، ولن أزيد على قول الراحل الدكتور غازي القصيبي ((أجل نحن الحجاز ونحن نجدُ.. هنا مجد لنا وهناك مجدُ.
ونحن جزيرة العرب افتداها.. ويفديها غطارفة وأسدُ))، سخر الله للبلد أسودا ستحميها وستحمي وحدتها من جوزيه ومن هم خلفه

يسلمووووووووووووووو

على الموضوع الرائع

لا تحرمنا جديدك