على قارعة الحياة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثير من الصفات لا يكون لﻹنسان يد في إختيارها و لا جهد يذكر بل هي محض نعمة من الله و فضل فينبغي له أن لا يأخذه الغرور و يفتخر بها على أي أحد و إن كان لا بأس أن يفرح بها في داخله مثل أن يكون وسيما أو طويلاً أو فصيحا أو ذكيا أو سعودياً أو أي صفة من الصفات الغير مكتسبة. و أما الصفات التي لﻹنسان فيها جهد واضح فقد يتساهل في شيء من الفخر بها و الذي لا يتعدى ﻷن يكون بطرا و كبرا ﻷن الله هو صاحب الفضل في كل شيء و ذلك مثل أن يجتهد و يحصل على درجة الدكتوراه في تخصص ممتاز أو أن يبني تجارة كبيرة من جهده و من كسب طيب أو أن يجتهد حتى يصل إلى وظيفة مرموقة في الدولة أو أن يكون له أولاد فيستثمر فيهم و يخرجهم حفاظاً لكتاب الله و أصحاب شهادات في الهندسة و الطب وغيرها، فهؤلاء نالوا هذه المكانة بفضل الله أولاً ثم بجهدهم فقد نتجاوز عن بعض الفخر من جانبهم لكن المصيبة أن تجد من يفخر بشيء ليس له فيه أي جهد و إنما هو محض فضل من الله فينبغي أن نحمد الله عليها و نشكره فلو شاء لجعلنا غير ذلك.

رأيت الناس تشبه اﻷشجار، فبعض اﻷشجار تكتفي بقليل من الماء و مع ذلك تجدها مورقة معظم العام حتى في أشد اﻷوقات قحطا و جفافا وذلك مثل اﻷشجار الصحراوية لما وهبها الله من قدرة على التكيف، و بعض اﻷشجار لا يمكن أن تعيش إلا و الماء شبه مﻻزم لها مثل اﻷرز و بعض المحاصيل اﻷخرى. كذلك الناس تجد بعضهم يأكل كثيراً و مع ذلك فجسمه نحيف و رشاقته محافظ عليها و البعض اﻵخر ﻻ يكاد يأكل نصف ما أكله السابق و مع ذلك يعاني من السمنة المفرطة و أعتقد و الله أعلم أنه بسبب اختلاف التمثيل الغذائي فلله في خلقه شئون.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنت مارا بجانب محله فسألته عن أمر ما , فأجابني، فقلت : أكيد ، فقال ببساطته: ما أكيد إلا الموت. غادرته و هو لا يعلم ماذا فعل بي بمقولته هذه. نعم إن الموت هو الحقيقة المؤكدة التي لا يشك فيها أحد و مع ذلك فقد لا يلازم ذكرها أي أحد.

قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ و قال صلى الله عليه و سلم قال: "أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت" رواه الترمذي و حسنه الألباني و قال الحسن البصري - رحمه الله -: فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فيها فرحًا، وما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عليه، وهان عليه جميع ما فيها" وقال بعضهم: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والكسل في العبادة.

نحن لا ندعو لتذكر الموت المرضي الذي يقعد عن العمل و لكننا نتمنى أن نكون ممن يتذكر الموت ليستعد لما بعد الموت فهو كما قال صاحبنا الحقيقة الغائبة لكنها مؤكدة.

إلى اللقاء

يتعين على العبد أن يكون معتدلا في جميع أموره، فيجعل الموت نصب عينيه لينشط للطاعات ويكثر التوبة والإنابة إلى الله ويبتعد عن المعاصي حتى لا يبغته الموت وهو يقارف المنكرات فيبوء بسوء الخاتمة أعاذنا الله، ولا ينبغي للعبد أن يفرط ويتجاوز حد الاعتدال فيصبح التفكير بالموت مسيطرا على عقله وشاغلاً له عن مهامه ونشاطه وعمارته للأرض من كسب وزواج وتربية عيال وغير ذلك من شوؤنه . والربط بين العمل للدنيا والاخرة يكون باتباع منهج الإسلام الصحيح الذي بينه القرآن الكريم في قوله تعالى:وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا {القصص:77}،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همام

شكى إلي أن أحدهم نقل إليه أن آخر ذكره بسوء فأغلظت على الذي نقل الخبر لأن القائل كان مجهولاً و ذكرت له أنني دائما أقول لمن حولي : دعوني أستمتع بغفلتي و لا تنقلوا لي ما يقال في من سوء فإنه أسلم لقلبي. إنه لا أحد يسلم من كلام الناس سواءً كان ناجحا أم فاشلا ، فالفاشل يسب لفشله و الناجح يسب حسدا لنجاحه و لذلك فإن الذي يتكلم في غيابي ما لم يتحول كلامه إلى كيد و عمل فإنه لو تكلم مائة ألف كلمة و لم أعلم عنها فإنها لا تضرني أما إذا بلغني و لو كلمة واحدة فإنه قد يلحقني من الأذى النفسي أشد من الأذى الجسدي و على الرغم من أن الغيبة محرمة و هي من كبائر الذنوب إلاّ أنّ النميمة ورد فيها وعيد أكبر ب ( لا يدخل الجنة نمام ) فلذلك أكرر لمن حولي: دعوني أستمتع بغفلتي و لا تنقلوا إلي شيئا و إن كان مثل الجبال إلا إذا كان قد يتحول إلى عمل أو هو خطأ حقيقي ينبغي أن أجتنبه من دون ذكر اسم القائل.

موضوع مهم اخي همام
بارك الله فيك ونفع بك

واكتفي بهذه الايه الكريمه
قال سبحانه:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ
فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴿6﴾

وبهذه الابيات الجميله

اهرج بوجهي لا تهرج بقفايه
هرج القفا ما هوب سلم الرجاجيل
لابيض الله وجه راع الوشايه
ياكل عروض الناس ماله محاصيل
لا تفشي اسراري وتذكر خطايه
عند الملاء وتفصل الهرج تفصيل
تزعل محبيني وترضي عدايه
سود الوجيه مجمعين الاقاويل

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر منكم أن أغلب هذه الخواطر تكون عادة حديث بيني و بين أحدهم فأرى أن فكرتها جديرة بأن أذكرها لكم فأعانكم الله.

كان المصلون خاشعين خلف اﻹمام و لم يكن يقطع خشوعهم إلا رنة جوال عادية لم يكلف صاحبها نفسه أن يغلقه حتى و لو كان بحركة في الصﻻة فإنها من أجل الصلاة. كان أغلب المصلين من العمال و ﻷن إمام المسجد هادئ الطبع فيما يبدو فقد تطوع أحد اﻷخوة الوافدين - ممن تبدو عليه عﻻمات الصﻻح و ﻻ نزكي أحداً على الله- فأغلظ على من يترك الجوال يفسد على المصلين خشوعهم و ﻻ يقفله حتى لو نسي ابتداءً. تركت صاحبنا حتى خرج من المسجد ثم سلمت عليه و شكرت له غيرته على بيوت الله و الحفاظ على حرمتها لكن لا ينبغي أن يصلح الخطأ بخطأ آخر. لم يكن إقناعه سهﻻ فكان يكرر فتاوى العلماء في هذه المسألة وأن هذا يتكرر معهم بإستمرار. حاولت أن أقنعه أنني ﻻ أجادل في خطأ فعله و لكن أناقش الخطأ في اﻹغلاظ على إنكاره. لم تكن أحاديث الرفق مفيدة في إفهامه حتى ذكرت له أنه قد يتسبب في ترك هذا اﻷخ للصﻻة بالكلية فأبدى بعض اﻹقتناع.
أيها اﻷخوة، احترام بيوت الله و الصلاة مطلب مهم و إزعاج المصلين أمر خطير خاصة بنغمة موسيقية لكن في رأيي - و العلم عند الله - أن من أتى إلى الصلاة فإن خيره أكثر من شره بكثير فعلينا أن ننكر عليهم بالحسنى ﻷن البعض قد تأخذه العزة باﻹثم و يعاند مع الغلظة في اﻹنكار و النبي صلى الله عليه و سلم يقول ( ما كان اللين في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه ) و أرشد عائشة رضي الله عنها بقوله ( و إذا أراد الله بأهل بيت خيراً وفقهم للرفق ) و نحن دعاة هدى و الهدف من اﻹنكار رد العاصي عن فعله و ليس تفريغ شحنة من الغيرة و الغضب مع عدم اﻹهتمام بالنتائج و لذلك ينبغي لنا أن نرفق بالعصاة فقد ورد في الحديث ( عجب ربك من قوم يدخلون الجنة في السلاسل ) رواه البخاري و الحديث و إن كان الشراح حملوه على من أسر و هو كافر ثم أسلم بعد الكفر فكان أسره سبباً في دخوله الجنة إلا أن بعض الشراح ذكر أنه من دعوة الناس الذين قيدتهم الدنيا فالمقصود أن بعض الناس تحتاج أن تﻻطفه حتى تدخله الجنة دفعاً و تدخل معه بإذن الله. اسأل الله أن يجمعنا و إياكم في الجنة و أن يوفقنا للرفق و الدعوة إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة كما أوصانا.

اخي همام موضوع مهم ورائع
سلمت يداك ولا عدمناك

واسمح لي ان اورد هنا بعض المهارات والاساليب في
كيف تنصح الآخرين وتؤثر فيهم؟
وهذه المهارات هي الفقه الدعوي. لهذا أعرض بعضها كي نفطن إليها عند النصيحة

1- النصيحة بالسر: لأن الإنسان يكره التشهير وتعتبر هنا النصيحة فضيحة، لهذا يحاول الدفاع عن نفسه، ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر. يقول الفضيل: "المؤمن يستر والفاجر يهتك" لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ، وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الآخرين.
2- استخدام أسلوب الحكمة: "الشدة من غير عنف واللين من غير ضعف".
3- انتقاء الأسلوب الأمثل : في العرض ومحاولة الترغيب والترهيب والثناء الشرعي بما فيه، ومحاولة ضرب الأمثلة الماضية والحاضرة.
4- التلميح دون التصريح: أحياناً يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح، أي محاولة النصح بطريقة غير مباشرة، كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر، فهذا أدعى للقبول.
5 - الكلمة الطيبة والابتسامة: للكلمة الطيبة والابتسامة سر لقبول النصيحة، فكلمة لينة رقيقة وابتسامة ساحرة هى خير شفيع
6- التكرار من غير ملل : بحيث تكون النصيحه مره وثانيه وثالثه دون إحداث الملل وإنتقاء الطريقه المثلى للتكرار في النصح والتنوّع في طريقة النصح