القاتل الصامت ( ارتفاع ضغط الدم )

ارتفاع ضغط الدم
يتحدث هذا المقال عن مرض من اخطر الأمراض التي تصيب الإنسان إنه مرض إلاتفاع ضغط الدم إذ انه يحدث دون مقدمات وليس له أعراض فهو يتسلل إلينا ونحن لا نشعر به وهو يعتبر بوابة لكثير من الأمراض الأخرى الخطيرة التي تصيب الإنسان.
ويتضمن هذذا المقال أنواع هذا المرض واسباب كل نوع وكيفية التشخيص وطرق العلاج وبعض الإجراءات الوقائية من هذا المرض.

المحتويات
فيديو YouTube
أقلّالمزيدبريد إلكترونيطباعةالمفضلةCollect this page
--------------------------------------------------------------------------------



لا توجد بوادر، ولا اعراض محددة ، ولا حتى اشارة..إنه القاتل الصامت مرض ارتفاع ضغط الدم(Hypertension) قد نكتشفه عن طريق الصدفة قد تشعر بدوخة، تنتابك حالة من الخمول والكسل، يتسلل إلي رأسك صداع شديد .. وتذهب للطبيب كزيارة للإطمئنان فقط ليخبرك بارتفاع ضغط دمك ،.. لذا فإن أولى الخطوات لمواجهة هذا المرض القاتل هو اكتشافه.. ثم العلاج بالأساليب غير الدوائية.. ثم الدوائية إذا تحتم ذلك.
ضغط دم الإنسان هو معادل بين قوة دفع الدم بواسطة عضلة القلب وحجم الدم من جهة والمقاومة التي يواجهها هذا الدفع من قبل الشرايين من جهة وتتناسب هذه المقاومة عكسياً مع أربعة أمثال مساحة مقطع الشرايين ومع مرونة جدرانها، وهذا يعني أن ضغط الدم يرتفع عند زيادة قوة دفع القلب للدم أو زيادة حجم الدم، ويكون الارتفاع في مستوى ضغط الدم أكبر عند زيادة مقاومة الأوعية الدموية لسريان الدم فيها، وتسمى هذه الحالة المرضية ارتفاع ضغط الدم الأساسي.

يحدث ارتفاع ضغط الدم نتيجة لضيق الاوعية الدموية الصغيرة في الأطراف وبالتالي فإن الدم يضغط على جدر هذه الاوعية اكثر مما كان عليه سابقاً وهذا يتطلب أن يبذل القلب جهداً اكبر لضخ الدم في الأوعية الدموية.

ضغط الدم يكون عند مستواه المثالي عندما يؤشر ميزان الضغط على الرقمين 120/80 ملم زئبق ويمثل الرقم 120 الضغط الانقباضي وهو ناشئ عن تقلص عضلة القلب لدفع الدم عبر الشرايين في أجزاء الجسم، أما الرقم 80 فيمثل مستوى ضغط الدم الانبساطي وهو ناشئ عن تمدد عضلة القلب يتم فيها سحب الدم عبر الأوردة إلى القلب، ويدل هاذين الرقمين على مقدار الجهد الذي تبذله الأوعية الدموية أثناء عبور الدم فيها خارجاً من القلب وراجعاً إليه، ويختلف مستوى ضغط الدم باختلاف الجنس والعرق والعمر والبلد وغيرها، وعموماً يختلف الأطباء في تقييم الأرقام التي يحددها مقياس ضغط الدم لتشخيص حالة ارتفاعه، وهناك رأي متساهل يقبل أن يصل مستوى ضغط الدم حتى 90/140ملم زئبق خاصة لكبار السن ، وهي تتجاوز الحد المثالي لضغط الدم وهو لا يزيد عن 120/80 ملم زئبق ، وبلا شك لا يستطيع الطبيب تشخيص حدوث حالة ارتفاع ضغط الدم من قراءة واحدة لمقياس الضغط وإنما هناك ضرورة قياس ضغط الدم عدة مرات منفصلة يختارها الطبيب ثم يأخذ
متوسط القراءات ويدخل العوامل المؤثرة عليه كالعمر والجنس... لتحديد إذا كان الارتفاع غير طبيعي، وارتفاع ضغط الدم هي حالة طبيعية أثناء ممارسة أي إنسان الرياضة البدنية نتيجة زيادة قوة دفع الدم بوساطة القلب لتوفير الطاقة للعضلات ،كما يرتفع ضغط الدم عندما يتعرض الإنسان لمؤثرات عصبية ونفسية وعادة يعود ضغط الدم المرتفع بفعل الظروف الطارئة على الجسم إلى مستواه الطبيعي في الشخص السليم بعد زوال العامل المسبب له، ولقد وفر الله سبحانه وتعالى في جسم الإنسان آليات خاصة لها القدرة على تنظيم مستوى ضغط دمه بشكل تلقائي عن طريق تأثيرها على قطر الشرايين بالضيق والتوسع لحدود معينة للتكيف مع الظروف الطارئة على الجسم وتقل كفاءتها مع تقدم عمر الإنسان.



فيديو YouTube


أنواعه وأسبابه

يوجد نوعان من مرض لإرتفاع ضغط الدم:

النوع الأول: ارتفاع ضغط الدم الأولي:

يحدث في 90 - 95 % من الحالات ويرتفع خلال مراحله الأولى مستوى ضغط الدم نتيجة حدوث زيادة بسيطة في معدل دفع الدم من القلب ,وقد يحدث ذلك نتيجة زيادة النشاط الجسمي للإنسان ,وفي مرحلة متأخرة من هذا المرض يصبح مردود القلب cardiac output عادياً بينما تزداد مقاومة الأوعية الدموية المحيطية في الجسم لمرور الدم خلالها.

وهناك أسباب عديدة لحدوث ارتفاع ضغط الدم الأساسي تشمل:

· أسباب وراثية: حيث إن بعض الخبراء يقولون إن 30 إلى 60% من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي المتسبب فيها عوامل وراثية.

· أسباب هرمونية: ترجع إلى اضطراب نظام هرمونات مثل (أنجيوتنسين - رينين - الدوستيرون) Aldosteron) (Angiotensin – Renin –، نتيجة لحدوث خلل في الجين المنظم لضخ تلك الهرمونات المرتبطة ببعضها البعض. علمًا بأن هذا النظام من الهرمونات يسيطر على تحديد ضغط الدم عن طريق تضييق أو توسيع عروق الدم، أو بالموازنة بين كمية الماء والصوديوم في الجسم.

· اضطرابات عصبية: لنظام الأعصاب السيمبثاوية Sympathetic الذي هو جزء من الأعصاب اللاإرادية التي تنظم عمل الأعضاء الداخلية كالقلب والأمعاء وعروق الدم... إلخ. مما يجعلها تميل إلى تحفيز الأعصاب المؤدية لعروق الدم، فتضيق الشرايين ويرتفع ضغط الدم داخلها.

· زيادة إدرار الأنسولين وعلاقته بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني: فارتفاع ضغط الدم من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا لدى مرضى السمنة.

النوع الثاني: ارتفاع ضغط الدم الثانوي:

تحدث هذه الحالة المرضية نتيجة عوامل عديدة يستطيع الطبيب تشخيصها وعلاجها. وهذه الفئة تُعَدّ الفئة النادرة وتصل إلى 2% من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.

أسبابارتفاع ضغط الدم الثانوي:

· زيادة إفراز بعض الهرمونات: والتي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، كزيادة إفراز الغدة الدرقية الذي يصاحبه ميل المصاب إلى تجنب الجو الدافئ، وزيادة العرق وارتفاع دقات القلب، وعندما يتم علاج هذا المرض يعود ضغط الدم إلى حالته الطبيعية.

· أمراض الكلى: وهي أكثر الأسباب شيوعًا، حيث يضعف أداء الكلى في التخلص من الأملاح، فتتجمع هذه المواد في الجسم مؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم، إلا أنه عند علاج ضعف الكلى إما بإجراء الغسيل الكلوي أو ربما زراعة كلية يمكن للضغط أن يعود إلى حالته الطبيعية.

· زيادة إفراز الغدة فوق الكلوية لمادة الكورتيزون: والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كذلك، ويمكن علاج هذا المرض جراحيًّا، ومن ثَم يعود الضغط إلى الوضع الطبيعي.

· الحمل: ففي بعض الأحيان يرتفع ضغط الدم أثناء الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه إلا أنه يعود إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة بقليل.

· بعض الأدوية: تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مثل موانع الحمل التي قد ترفع الضغط لدى عدد قليل من النساء.

التشخيص

القياسس الدوري لضغط الدم هو الطريقة الوحيدة لتشخيص المرض إذ لا توجد أعراض محددة لهذا المرض.

إذا لاحظ الطبيب إرتفاع ضغط الدم فإنه يجب ان يقوم بالقياس عدة مرات للتأكد من صحة القياس ويجب ان يكون المريض في حالة جسدية ونفسية مناسبة حيث ان هناك عوامل كثيرة طبيعية قد تؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم فقد يكون هذا الإرتفاع وقتياً أي في هذا الوقت فقط وألا يكون مرضياً ولذلك فإن حالة المريض تؤثر على قياس الضغط فيجب على المريض ان يكون في حالة تامة من الإسترخاء وان يكون بعيداً عن اي توتر نفسي او عصبي لضمان سلامة القراءة وإذا لا حظ الطبيب في هذا الوقت إرتفاع القراءة عن المعدل الطبيعي فإنه يشخص الحالة على انها إرتفاع في ضغط الدم.

قد ينتج عن إرتفاع ضغط الدم أضرار تصيب أعضاء أخرى بالجسم لذلك يجب القيام بعد تشخيص الحالة ببعض الفحوصات الطبية وهذه افحوصات مهمة أيضاً لتحديد إذا ما كان هذا الإرتفاع في ضغط الدم من النوع الأولي أم من النوع الثانوي وهذه الفحوصات تشمل:

1. تحليل صورة كاملة للدم .

2. يقاس مستوى السكر في الدم (صائمًا) لمعرفة وجود مرض السكري من عدمه.

3. يتم عمل رسم القلب كهربائيًّا (ECG) لمعرفة تأثير ارتفاع ضغط الدم على عضلة القلب.

4. يقاس مستوى الكرياتينين وحامض اليوريا لمعرفة كفاءة عمل الكلى.

العلاج

عند تشخيص الطبيب حالة ارتفاع ضغط الدم على انه ثانوي يتحتم علاج المرض المسبب له ,وإذا كان أساسي يفيد في علاجه إتباع الإرشادات الغذائية التالية:

- الإقلال من إضافة الملح إلى الطعام والابتعاد عن تناول الأغذية المملحة كالمخلل والمكسرات المملحة ,واستعمال عصير الليمون والبهارات بديلاً عن الملح لتحسين مذاق الطعام .إذا كان المريض بديناً أو زائد الوزن يجب إنقاص وزنة بشكل تدريجي بإتباعه حمية غذائية توفر سعرات حرارية قليلة يحددها اختصاصي التغذية ,وتجنب امتناعه عن الطعام أو استعماله حمية غذائية قاسية أو تناوله مستحضرات دوائية بهدف إنقاص وزنه بسرعة لأضرارها على صحته وقلبه.

- عدم استعمال المريض أعشاب طبيعية ترفع مستوى ضغط الدم مثل عرق السوس لأنها تؤدي إلى احتفاظ الجسم بعنصر الصوديوم .

- استعمال الزيوت النباتية بدلاً من الدهون والزيوت المهدرجة في تحضير وجبات الطعام خاصة عند شكوى المريض ارتفاعاً في مستويات الكوليسترول والدهون في دمه .

- تجنب تناول المريض الأغذية المحتوية على نسب مرتفعة من الكوليسترول مثل الدهون الحيوانية وصفار البيض والمخ والكبد والكوارع تفادياً ارتفاع مستواه في دمه وترسبه في شرايينه .

- يفيد إكثار المريض من استعمال البقدونس الطازج وكذلك شرب مستخلص أوراق الخرشوف وتناول مستخلص ماء الشعير لتأثيراتها المدرة للبول ومن ثم التخلص من عنصر الصوديوم مع البول .

وإذا لم تتحسن الحالة الصحية للمريض وينخفض مستوى ضغط دمه للحد الطبيعي، يجب استشارته الطبيب للحصول على الدواء المناسب وتحديد جرعاته ومواعيد تناوله ولقد اثبتت احد الدراسات بالمملكة المتحدة ان حوالي ثلثي المرضى المصابين بضغط الدم المرتفع يحتاجن إلى دوائين على الأقل للوصوللمعدلات ضغط الدم الصحية المستهدفة.





المضاعفات

يؤدي التأخر في تشخيص ضغط الدم الإهمال في علاجه إلى زيادة فرص حدوث أمراض لا يحمد عقباها للمريض مثل حدوث الجلطات بمختلف انواعها، و الإحتشاء القلبي، وهبوط القلب، وأمراض شريان القلب التاجي، وأمراض وعائية دموية محيطية، وقد يؤدي ارتفاع الضغط في الدورة الدموية فترة طويلة إلى حدوث تضخم في القلب وقصور في عمله أو نزيف في المخ أو مرض كلوي.

إجراءات وقائية

- قياس ضغط الدم بين حين وآخر للتأكد بأن مستواه عند حدوده الطبيعية.

- تجنب حدوث زيادة كبيرة في وزن الجسم عن الحد الطبيعي لأن البدانة تزيد فرص حدوثه.

- عدم الإكثار من إضافة الملح إلى الطعام وعدم تناول الأغذية المملحة وخاصة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الأربعين عاماً.

- سرعة علاج الأمراض التي تسبب ارتفاعه قبل استفحال خطرها على الجسم.

- ممارسة الرياضة البدنية بشكل منتظم لفائدتها ضد حالة ارتفاع ضغط الدم.

- الابتعاد ما أمكن عن مصادر القلق والانفعالات العصبية والإجهاد الجسمي الشديدة لتأثيراتها الضارة على ضغط الدم.

المراجع

1- موسوعة الأسرة " أمراض وعلاج" كل شيء عن ضغط الدم, تأليف: جميل الحلبي, الناشر: دار المؤلف للنشر والطباعة والتوزيع - لبنان(2004).

2- مجلة العربي الكويتية - عدد مارس 2006.

نسأل الله ان يشافي جميع المسلمين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الفيصل
ألف شكر لك على هذه المعلومات القيمة والمفيدة
والله يعطيك ألف عافية
وأحلى تقييم +++++
تقبل شكري وتقديري
و أجمل التحايا وأعطرها

الفيصل
ألف شكر لك على هذه المعلومات القيمة والمفيدة
تقبل شكري وتقديري

جزاك الله كل خير............ونفع بك