صلاة الوتر بين الحزم و العزم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
روى البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله:
( أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ : صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ) و معلوم أن صلاة الوتر سنة مؤكدة لم يكن يدعها النبي صلى الله عليه و سلم في حضر و لا سفر مع تركه للسنن الرواتب و عددها إحدى عشرة ركعة و أقلها واحدة و أقل الكمال ثلاث و معلوم أن صلاة الوتر في الثلث الأخير من الليل أفضل حيث ينزل الرب تبارك وتعالى نزولا يليق بجلاله و عظمته إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأجيبه هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له فكيف يحافظ أبو هريرة رضي الله عنه على الوتر قبل النوم؟ و الجواب و الله أعلم كما يقول المحققون من أهل العلم أن من كان يعلم من نفسه عزما للقيام في آخر الليل فهذا أفضل و أعظم كيف و هو يخلو بربه في وقت الناس فيه رقود فتطيب لذة المناجاة و تنكشف الحجب و يشعر بقربه من مولاه نسأل الله من فضله و أما من كان يعلم من نفسه أنه لن يقوم فإن من الحزم أن بوتر قبل أن ينام لكي لا يفوته الفضل كله.
اسأل الله أن يوفقنا جميعا لكل خير.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
|