السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت قد كتبت عن الصوفية في موضع آخر و عند التأمل في حالهم وجدت عندهم -على الرغم من إنحرافاتهم العقدية الكبيرة- بعض الجوانب الإيجابية و هي كثرة الذكر و التغني بمحبة النبي صلى الله عليه و سلم. نحن لا نريد الغلو، لكن بنبغي أن نعترف بأن لدينا جفاء ملحوظا في ذكر الله تعالى و محبة النبي صلى الله عليه و سلم.
إن ذكر الله حياة للقلب و مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكره كمثل الحي و الميت و هو دليل على محبة الله لأن المحبين و العشاق يهيمون بذكر محبوبيهم و لله المثل الأعلى و هو الغني عن ذكرنا سبحانه إلا أن الإكثار من ذكره سبحانه دليل على محبة العبد لربه و خالقه.
لا نريد المدائح النبوية الغالية في شخص النبي صلى الله عليه و سلم و الذي يخالف نهج النبي صلى الله عليه و سلم ليس محبا حقيقيا فادعاء محبة الله و محبة الرسول صلى الله عليه و سلم لابد له من دليل و قد جاء الدليل في القرآن:(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) فمن دلائل محبة النبي صلى الله عليه و سلم إتباع هديه و قد كان الصحابة رضوان الله عليهم و إبن عمر خاصة يتابع هدي النبي صلى الله عليه و سلم حتى في أحواله العادية و التي لا تعتبر تشريعية و ذلك لشدة محبتهم له صلى الله عليه و سلم. إن كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم من دلائل محبته و أيضا و أعترف بأن لدينا تقصير كبير في هذا الشأن.
إن كثرة ذكر الصوفية و كثرة التغني بمدح النبي صلى الله عليه و سلم لا ينفع من كان لديه إنحراف عقدي منهم و نحن أولى بذلك منهم فينبغي أن نأخذ أنفسنا أخذا على كثرة ذكر الله و متابعة نبيه صلى الله عليه و سلم و الصلاة و كفانا جفاء.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
التعديل الأخير تم بواسطة همام ; 16-06-2015 الساعة 01:47 AM.