وبكت الشمس

( شمس ) فتاه ذات ستة عشر ربيعا عاشت في كنف عائله يسرت لها سبل العيش الرغيد ومنحتها مزيدا من الحب والدلال و(الضياع) .
عصرها عصر التكنلوجيا الحديثه لذلك كانت شمس "ربة مواقع اجتماعية " ومدمنة انترنت..
( مبتسمه ) دائما وذات غنج يظهر من أحرفها الناعمه على صفحات المواقع الالكترونيه،اعجبها ذلك المنتدى الحسن المنظر فانتسبت له.
ولأنها دائما تحب أن تمهد الطريق لتعبر بلطف،بدأت بنشر موضوعها الاول في ركن الترحيب،تحت عنوان: "عضوه جديده تبي ترحيب ناااار" - وارجو منكم تهجي كلمة نار جيدا -
استقبلت شمس الترحيب بكثافه .

ترحيب كأنه ماء انسكب على بذرةٍ فأنبتت، فرحت وازدادت نشوه،واستمرت....
ومرت الايام وتكاثر وتناثر اصدقاءها على صفحة ملفها الوردي، وتوالت ترقياتها حتى أصبحت ضمن السلك الاداري.
كانت لاتؤلُ جهداً في منح اصدقاءها مزيداً من الاجواء الحميميه من خلال ضحكات (هائيه) ملتصقه بحائط المجاملات أحياناً كثيره .
حتى جاء ذلك اليوم ....

رساله خاصه من مدير الموقع :
ايتها الأنيقه: هل لي بشرف الالتقاء بك على الماسنجر لإستشارتك بأمور اداريه؟
ايميلي: Kedbnasb.banat
لم تترد شمس في الاضافه، واستقبلت حياتها المنعطف الاول في ( ولوج النار )
لاأرغب في التفصيل اكثر لأن مايحدث على ماسنجرات الهوى معرف ولايعرف
استطاع ( مديرها ) أن يغرر بقلبها اللدن وعقلها الصغير
وأضحى هو فارس احلامها الممتطي جواد تفكيرها والمرسوم على جدار قلبها، منحته الكثير من الصدق وفتحت له صندوق اسرارها حتى امتلئ مجلد ملفاته المتلقاه بصورها ...
ترعرع حبها الصادق، وتعملق حبه المزيف ، استطاع أن يقنعها باللقاء بعد أن كانت تقول أنه مستحيل بعد أن كانت تأمن طرق الحب ولاتدري أنه يضم حفر من لظى، ،،
التقيا وكان الشيطان ثالثهما
وحدث ماحدث....



( بكت الشمس )، وجفف دموعها " فارس شرفها " بمعاهدتهِ لها بالزواج ،فقط يريدها أن تنتظره وهو مقبل لها على جواده الابيض،،،،
مضى عنها ومضت الشمس في مداراتها تسبح ، لم تعد تشاهدهُ متصلا بالماسنجر،حتى عنوان المنتدى"لايمكن عرض الصفحه" بل أصبح " يمكن عرض الصفعه"،،
نعم فلقد صفعها بكفوف شهوته وتنحى عنها .

انتظرت أن تجود الأزمنه بساعةِ قدومهِ ممتطيا جواده الابيض بل لايهم ان لو قدم ممتطياً بغلاً أسوداً.. المهم أن يأتي...
وللأسف ( لن يأتي ).
اتصلت عليه ذات حزن من رقم غريب لأنه لايرد على اتصالات رقمها فقال لها: ان كررتي اتصالك بي فسأفضحك .. لاتنسين أن ( صورك الحقيره ) أسيرةً لديّ ... !
انصدمت شمس وانقلبت حياة الغنج والدلع الى نار ولهب
مرضت وانطلق بها والدها الى المشفى، خضعت لفحص الطبيبه التي خرجت الى والد شمس وقالت: مبروك .حامل........
ربااااهُ لاتُبقيْ لِقلبي نبضَ قلبيْ
.....إنْ مَسَّ كفَّ العارِ يارباهُ عِرضيْ
سأقف هنا . لأترك خيالاتكم تحلّق في فضاءِ ماحدث بعد ذلك في هذه الأقصوصه ( الخياليه ) .... كل حزن سيحدث كل بكاء سيحدث، كل سواد سيحدث، سيحدث حشرجه وسيحدث الموت،،،،
( الوكاد ) بدأت شمس وإتتهت من حيث لاتحتسب ( واختلط الماء بالتراب فكان الوحل ).....
تلك مقدمه طويله جمعت كلَّ شيءٍ لنهايةِ كلِّ شيء ،،، بداية من ترْكُ الحبل على الغارب من ذوي الفتاه ومرورا بالثقه العمياء وانتهاء بالفضيحه.
احداث تتوارى خلف ماسنجرات الهوى وخلف قضبان بعض المنتديات التي لم تكن الا لتصيد الفتيات وسفك دماء شرفهن ورميهن في قفص أفرغ العار عليه قطرا من زبر الأسى والندم...
( يا إماء الله ) ليس عيبا وليس جرما الانتساب للمنتديات، فقط عليكن كبح لجام النزوه والابتعاد عن كل مايؤدي لها وتقييد " كلاب الشهوه " بالاغلال، وحذاري أن يكون الماسنجر مرتعا لأي شاب مهما كانت الثقه،
وليكن شعاركن ( لا . لا للثقه في الانترنت )، الشرف كالزجاج ، إن كُسِرْ فلن يجْبُر،إنتشلنَ دُرر المعلومات من بحرها بسنارة الحذر, ممتطيات بساط الشموخ، لاتصل اليه الحيتان مهما تقافزتْ،،،،
وليتذكر من أسّسّ منتداً لهدف اصطياد الفتيات ومن انتسب له لنفس الهدف أن العار دين ومن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته، قال لي أحدهم وهو يحدثني عبر الماسنجر:
يوجد بماسنجري عشرين فتاة وأطمح بالمزيد فقلت له: يوجد بماسنجري فتاة واحدة وهي " أختك " .. إشطاط غضبا وقذفني بأقبح الالفاظ وهددني بالقتل تعزيرا . ابتسمت وقلت له:
تُحبُّ أنْ يبقى شَرفْكَ مَصُونُ
..... وأنتَ دَنّاسٌ لعرضِ الناسِ !!
عش بنقاء تصفو لك الحياه...تصفو لك الحياه .


للكاتب : معيض الزهراني