على قارعة الحياة

عندما تكون الخسارة ربحا
الخسارة مصطلح غير محبب للنفس فهو يعكس حالة من الفشل في مشروع ما، و غالبا ما يرتبط بالخسارة المادية في التجارة. قد تصبح الخسارة ربحا في بعض الأحيان عندما يتحول الخاسر -بسبب خسارته- إلى مشروع آخر أكثر نجاحا لم يكن ليتحول إليه لولا خسارته السابقة.
ليس هذا الربح ما أود الحديث عنه و إنما أمر آخر يتعلق بالصحة. خسارة الوزن بالأنظمة الغذائية و الرياضية تعتبر أكبر ربح حيث ينعكس ذلك على الصحة و أي شيء أغلى من صحة الإنسان؟!!!
نعاني في مجتمعنا من الأمراض المزمنة من السكري و أمراض القلب و يشير كل الأطباء بأن ذلك له علاقة بالنظام الغذائي و الرياضي. اجتمع علينا السيئان في وقت واحد، إفراط في الأكل و قلة في الحركة.
كثير من الناس ينوي الإلتزام بنظام غذائي و رياضي لكنه يواجه بقدر من التثبيط يفشل كل محاولاته. ينبغي أن يكون التغيير مجتمعيا لا فرديا، و نبدا بأن نطبخ أو نشتري أقل مما يكفينا. من منا من ينتهي الأكل من السفرة و لازال لديه رغبة في الأكل حيث أنه لم يشبع. إضافة إلى هدر النعمة و عدم شكرها عندما يفيض الطعام عن حاجتنا، فإن ذلك ينعكس سلبا على الصحة حيث يضطر الشخص إلى أن يأكل أكثر من حاجته فيزداد وزنه و تتعقد مشكلاته الصحية. لا يمكن أن يطبق ذلك فرد لأن التهمة الجاهزة المعلبة بأنه بخيل ستصدمه، و لكن لابد من التطبيق المجتمعي لها.
يعاني المجتمع من قلة الحركة، و أسهم في ذلك ما ننعم به من رغد العيش و توفر المواصلات. أصبح الإنسان في المدينة أفضل من نظيره في الريف لأن الوعي أصبح أكبر و اهتمت البلديات بوضع أماكن للمشي مع توسط في الأكل. أصبحت السيارة تستخدم حتى للأماكن القريبة مثل المسجد و البقالة. ينبغي أن ننشر ثقافة المشي و ذلك بالحديث عنها في كل المجالس الرجالية و النسائية و لا بأس من إنشاء مجموعات مصغرة من أجل التشجيع او الانظمام إلى مجموعات الهاكنق الموجودة الآن.
عندما تتحقق هذه الأهداف يصدق على أن ما خسرناه من الوزن ليس بخسارة بل هو ربح و أي ربح.

أصفق لك بحرآره اخي العزيزعلى موضوعك الرائع
والمميز ولاعجب في ذلك مميز في أختيآرك دائما..
كلماتي تعجز عن وصف مدى ورووعة موضووعك..
أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع خالص احترامي وتقديري..

بارك الله فيكم ونفعنا بما قدمتم
جزاكم الله خير الجزاء
سلمت اناملكم
فى انتظار ابدعاتكم
دمتم متألقين مبدعين متميزين

أشكركم جميعا على المتابعة

الهدم و البناء
رأيت أحد المباني يهدم و لم يستغرق هدمه غير يوم، رغم أن بناءه إستغرق أشهرا إن لم يكن سنوات. تذكرت قول الشاعر:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه## إذا كنت تبنيه و غيرك يهدم.
فالبناء صعب و فيه مشقة و يحتاج طاقات كبيرة سواء عقلية أم مادية، أما الذي يهدم فحتى ضعيف العقل يستطيع القيام به.
تعتبر التربية من أصعب المشاق و تحتاج جهود و وقت طويل لكي يسير الجيل آمنا و يتجاوز مخاطر كثيرة، و يزيد التحدي بأن الجهود المضادة كثيرة، حيث أن الذين يبنون هم البيت و المدرسة و المسجد و بعض القنوات الفضائية و بعض المحاضن التربوية على إستحياء، أما الذين يهدمون فكثر معهم سلاح الشهوة و الشبهة، فالقنوات الفضائية الهابطة التي تلعب على وتر الشهوات و الشارع و أصدقاء السوء تهدم في يوم ما يبنى في سنوات و حالهم كما قال الشاعر:
ولو ألف بان خلفهم هادم كفى ## فكيف ببان خلفه ألف هادم
و مع هذا الواقع المؤلم فإن المربي لا ييأس فالعاقبة للمتقين و مهما أنفق أهل الباطل على باطلهم (فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ) و قطر الماء المستمر يشق له في الصخر طريقا، و شتان بين من يجني التبغ و بين من يجني التمر حتى لو كثر التبغ. و إنما أردت التنبيه إلى أن التربية لن تؤتي ثمارها إلا بجهد كبير لأن المنافسة كبيرة.
اسأل الله أن يعيننا على تربية من كانوا تحت رعايتنا سواء كانوا أبناء أم طلابا.
إلى اللقاء