الأزمة المالية العالمية ترغم 11 شركة مقاولات سعودية على الاندماج

الأزمة المالية العالمية ترغم 11 شركة مقاولات سعودية على الاندماج


لقطة لمسؤولي الشركات بعد قرار الاندماج. تصوير: بطرس عياد -«الاقتصادية»
ماجد مطر من الدمام
أرغمت الأزمة المالية العالمية 11 شركة مقاولات سعودية متنوعة المجالات في المنطقة الشرقية على الاندماج لمساعدة بعضها البعض في تنفيذ مشاريع اقتصادية متنوعة,حيث يبلغ رأس المال المتوقع للشركات المدمجة أربعة مليارات ريال. وكانت الشركات قد أعلنت اندماجها أمس تحت اسم شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية، حيث وقع المؤسسون لشركة اتحاد شركات المقاولات السعودية «شركة مساهمة مقفلة تحت التأسيس» عقدين مع كل من شركة إرنست ويونغ العربية السعودية للاستشارات المحدودة تقوم بموجبه بعمل فحص مالي وخطط العمل وكذلك مع شركة المهنيون للاستشارات المالية للقيام بمهام مستشار الاندماج لمجموعة مكونة من 11 شركة سعودية تعمل في مجالات متنوعة في قطاع المقاولات السعودي مثل أعمال البنية الأساسية، الإنشاءات،مشاريع البترول والغاز، والتطوير العقاري، أعمال الصيانة, وذلك لاندماجها تحت مظلة شركة اتحاد المقاولات السعودية.
ووقع العقد الدكتور جاسم الرميحي الرئيس التنفيذي للشركة عن مؤسسي شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية, وفل غانديير، مدير عام وشريك تنفيذي للشرق الأوسط لخدمات استشارات الصفقات, والدكتور عمر العمر، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة المهنيون للاستشارات المالية.
وأوضح لـ «الاقتصادية» الدكتور جاسم الرميحي أن الأزمة المالية العالمية أحد أسباب اندماج الشركات هذا إضافة إلى أن الاندماج يسهم في الخروج من المنافسة بين الشركات المدمجة ويقلل التكاليف التشغيلية,مضيفا أن رأس المال المتوقع للشركات المدمجة يصل إلى أربعة مليارات ريال.
وبين الرميحي أن الفترة الزمنية للمرحلة الانتقالية للشركات المدمجة ثلاث سنوات وهي فترة كافية لمعرفة نجاح الاندماج من عدمه, موضحا أن الشركات المدمجة مصنفة درجة أولى في مجالاتها وهذا ما شجع أكثر على الاندماج. ولفت الرميحي إلى أن الشركات المدمجة تطمح للاستحواذ على أغلب المشاريع في المملكة ومن ثم التوسع أكثر للانطلاق بعد ثلاث سنوات للأسواق المجاورة في منطقة الخليج, مبينا أن هناك طموحات كبيرة وتفاؤل بأن يحقق هذا الاندماج الكبير أهدافه.
وأشار الرميحي إلى أن تأسيس شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية تأتي لتنمية ودعم الاقتصاد الوطني من خلال إنشاء كيانات وطنية عملاقة قادرة على تنفيذ المشاريع العملاقة داخل المملكة وجميع دول الخليج العربي.
وأضاف الرميحي أنه تم إنشاء الشركة من خلال دمج نقاط القوة والخبرات الطويلة في الشركات التي تم دمجها تحت إدارة ديناميكية لتوفير حلول متكاملة، الأمر الذي يعزز من قوة الشركة ويزيد من قدرتها التنافسية ويساعدها على التوسع في نشاطها ودخول أسواق جديدة والحصول على حصص سوقية أكبر مع تحقيق كفاءة وإنتاجية عاليتين في ظل انخفاض التكاليف التشغيلية من خلال اقتصاديات الحجم الكبير ما يحقق المعدل الأمثل للعائد على الاستثمار ويجعلها في مركز تنافسي، إذ إنها ستعمل على تحقيق ريادة في صناعة المقاولات.
وبين الرميحي أنه من أجل استكمال مشروع الاندماج وتحقيق أهدافه استعانت شركة اتحاد شركات المقاولات السعودية بجهة متخصصة في مجال الاستشارات المالية لعملية الاندماج وهي شركة المهنيون للعمل كمستشار اندماج وذلك بغرض ضمان نجاح عملية الاندماج.
وأوضح الرميحي أن الدول المتقدمة تنبهت إلى أهمية قيام هذه الكيانات العملاقة منذ وقت طويل، وقامت بتشجيع وتحفيز فكرة الاندماج والاستحواذ نموا كبيرا في جميع أنحاء العالم خلال العقدين الأخيرين, إضافة إلى إن الأزمة المالية العالمية الحالية، زادت الحاجة إلى خلق كيانات كبيرة تستطيع المنافسة للبحث عن النمو والربح.
من جهته، قال لـ «الاقتصادية» الدكتور عمر العمر أن هذا الاندماج يعد الأكبر من نوعه بالشرق الأوسط نظرا لحجم الشركات المدمجة، مضيفا أن شركة المهنيون أشرفت على ثلاث عمليات استحواذ من هذا النوع في السعودية.
وأضاف العمر أنه على الرغم من الآثار السلبية الناتجة عن الأزمة المالية العالمية التي كان أحد نتائجها انخفاض جوهري في عدد عمليات الاندماج عالميا وإقليميا، إلا أن الرغبة القوية لدى ملاك الشركات والمؤسسات للاتحاد في كيان واحد سيدعم قدرة الكيان الجديد بالمشاريع العملاقة وهذا ما دفعهم إلى القيام بهذا الاندماج على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الراهنة. وعلى الصعيد ذاته قال فل غانديير أن شركة إرنست ويونغ تعرب عن التزامها الكلي بالمساهمة في هذه العملية الاندماجية المميزة من حيث حجمها وقيمتها الاستراتيجية في المملكة, مضيفا أن الشركة تتطلع إلى لمشاركة الفعالة في إنجاح هذا الاندماج.