هربت ولكن مع من

هربت .. ولكن مع من؟؟؟

فضيحة مجلجلة .. ومصيبة مولولة .. كارثة لا تحمل ولا تحتمل ..
أي صدر يستطيع أن يستقبلها دون أن يضطرب ..
وأي فكر يقوى على التعامل معها دون أن ينفرق ويتشتت .. أي أعصاب تسعفنا وأي جلد يساعدنا .
هربت وتركت لنا عارا لا يغسل ولا يمحى .. خلفت على أكبادنا نارا لا تخمد ولا تنطفي ..
هربت دون أن يشعر بها أحد .. ٍ تسللت دون أن يحس بها أحد .. لم نفطن ولم ننتبه إلا و الفأس قد وقعت في الرأس .. حزمت حقائبها وتأبطت كل عدتها وغادرت إلى المجهول .. وأمسينا لا خبر ولا أثر .. لم نشعر إلا وبعضنا يأكل بعضا ندما وحسرة على فراقها .. فقد كانت الكنز الذي لا يفنى .. والنعمة التي لا تسدى ..
لم يعد الأمر سرا .. ولم تعد الحقيقة غير قابلة للنشر ..
سأقول لكم كل الحقيقة .. وسأبوح لكم بكامل السر ..
وليس هناك أصعب من كلام تستره وقد بلغ الفضاء
وسأعلن موقع العزاء .. ومكان اللقاء ..
ولكن إياكم أن يتسرع أحد منكم ويقول ( حوالينا ولا علينا ) أمر هذه الهاربة يمس الجميع .. ويهم الجميع .
قبل أن تهرب بأيام قليلة .. سمعوها تقول : تنكرت لي الدنيا و خانني الزمن .. أعيتني الحيلة ونفد صبري ..
كشر الشر عن أنيابه .. وأظهرت الأحقاد مخالبها .. جيوش الحسد تطوق كل شيء .. والبغضاء تحاصر كل شيء .. اسودت الصدور .. وساءت النوايا .. وتلوثت الخواطر .. أمسى الطمع السيد المطاع .. والجشع الآمر الناهي .. العلاقات تحكمها المادة ويصنعها الريال .. تحت راية المعدة الأشعبية تسير كل القيم وتزحف كل المبادئ .. لم أعد أطيق البقاء .. ولم يعد بمقدوري الإقامة .. لم يعد الانتظار ممكنا .
صحيح ! على الإنسان أن يمشي في مناكب الأرض وله أن يحاول أن يأكل لقمته على طبق من ذهب .. ولكن ليس عليه أن يدوس في طريقه إلى هذه اللقمة المبادئ الرائعة مثل التسامح والبذل والعطاء والتضحية والكرم .. عليه أن يكون قنوعا .. قنوعا .. فالسعادة تبدأ حيث ينتهي الطمع .. فالهرولة واللهث خلف الريال والدرهم أمر لا نهاية له ..
هل عرفتم من هي الهاربة ؟ ؟ هل عرفتم الكنز الذي لا .......
دمتم بحفظ الرحمن

انها الدنيا... وذهاب القيم والعادات الا تلومها ان تهرب مما تراه
مشكور على الموضوع الرائع والجميل اخي شسار سلمت يداك
على ماطرحت من ابداع بمعاني الكلمات
لاخال والعدم من ابداعك الجميل والرائع
تقبل احترامي وودي
يعطيك العافيه

جزاك الله كل خير على هذا الموضوع

وجعله الله في ميزان حسناتك