1- أبو بكر الصديق ( الصديق ) .....24
وفاة أبو بكر :
مرض أبو بكر ثم توفى بعد أن امضى فى الخلافة عاميين و بضعة شهور و هى مدة وجيزة و لكنها حاسمة فى تاريخ الإسلام , لقد واجه أبو بكر فيها أحرج المواقف و لكنه بإيمانه و يقينه سرعان ما سار بالمسلمين يهزم الباطل و يعيد الحق الى نصابه ثم سار بهم يحطم قصور الطغيان فى الفرس و الروم و لا نكاد نجد موقفا عظيما فى صدر الإسلام إلا وجدنا أبا بكر بارزا فيه .
و قد دفن أبو بكر بجوار رسول الله صلى الله عليه و سلم فى بيت عائشة رضى الله عنها
رحم الله أبا بكر لقد تمثلت فيه كل المعانى الإسلامية الرائعة .
و نختم كلامنا عن أبى بكر الصديق بإيراد ما قاله سيدنا على رضى الله عنه فى تأبينه حيث قال :
كنت كالجبل الذى لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف كنت ضعيفا فى بدنك قويا فى أمر الله متواضعا فى نفسك عظيما عند الله جليلا فى الأرض كبيرا فى السماء و لم يكن لأحد عندك مطمع و لا لأحد عندك هوادة .
الى هنا ينتهى النص المنقول حرفيا من الكتاب بارك الله لكاتبه فى عمره و عمله
و هنا اقف إجلالا و إحتراما لسيدنا على رضى الله عنه الذى سمته أمه حيدرة
و حيدرة إسم من أسماء الأسد
و كيف لا يكون حيدرة و هو قد رباه الحبيب صلى الله عليه و سلم
و كيف لا يكون شجاعا فى الحق و هو الذى ضحى بنفسه فى ليلة الهجرة المباركة
و الشهادة عندما تأتى من فم طاهر و من قلب شجاع و إنسان إتصف بكل الحزم و القوة تكون شهادة منصفة و لا يستطيع أن ينكرها أحد
فسيدنا على رضى الله عنه يقول عن سيدنا أبى بكر رضى الله عنه أنه كان كالجبل الذى لا يتزلزل و لا يتزحزح عن مكانه ثابت قوى شامخ مهما كانت شدة العواصف و قوة القواصف من حوله ........ هو ثابت على المبادئ قوى فى الحق يستمد قوته من إيمان راسخ بالحق المبين و تطبيق عملى لهذا الإيمان برب العالمين
و قد إشتهر سيدنا أبو بكر بضىلة الجسد و نحافته و لكنه مع هذا الهزل فى الجسد كان قوة هائلة فى وجه الباطل و لا يتهيب المواقف كان رجلا بمعنى الكلمة بل كان مثالا للرجال يتعلموا منه كيفية الثبات فى أحلك المواقف رضى الله عنه
و بقدر قوة أبو بكر فى مواجهة الباطل فقد كان لينا رفيقا حنونا مع الضعفاء فقد كان يحلب الشاة للأرملة كان رمزا للحنان و الوفاء و الود و الرحمة رضى الله عنه
و لا يستطيع منصف أن ينكر ما فعله سيدنا أبو بكر فى خدمة هذا الدين مهما قال الحاقدون على الرجل و إختلقوا عليه من الأقاويل و الأفعال ما لا يليق بثانى إثنين إذ هما بالغار و لا يليق بثانى إثنين الله ثالثهما
و الشهادة هنا من رأس الحكمة و باب مدينة العلم سيدنا على رضى الله عنه
فإعتبروا يا أولوا الأبصار
و انا هنا اقول لشباب اليوم
يا من ترتدى تى شيرت مرسوم عليه صورة جيفارا هل تعرف شيئا عن سيدنا ابو بكر رضى الله عنه
يا من تحب غاندى هل تعرف شيئا عن سيدنا أبو بكر
إن تنكرنا لهذا التاريخ الجميل الرائع المشرق المشرف هو الخذلان بعينه فعلا
إن تنكرنا و تجاهلنا لهذا التاريخ الرائع هو سبب كل المصائب التى نعيشها اليوم
لماذا نتنكر لرموزنا و نبحث عن رموز لا تتناسب و ثقافتنا الإسلامية ؟
إننا بكل المقاييس لو عقدنا مقارنة بين أبطال الإسلام و كل هؤلاء المشاهير المعاصرين من أمثال جيفارا و غاندى لوجدنا كفة أبطال الإسلام مليئة بقدرات خارقات مبنية على أسس خلقية دينية عفيفة
إننا كمسلمين لابد و أن نفتخر برموزنا و نتعرف على سيرتهم لنستقى منهم و من تاريخهم المجيد العبر و كيفية العبور الى الآخرة بآمان و علينا ألا نغتر بغير المسلمين مهما حققوا من مكاسب زائفه
نعم علينا ان نتعرف على الحضارات و الشعوب الأخرى و لكن بعد أن نكون قد تعرفنا و تعلمنا سير القمم الشامخات من الشخصيات الإسلامية التى أنارت العالم بضياء جهاد دينى مقدس مبنى على أسس ربانية و تعاليم سماوية
ليتنا نعود لتاريخنا
ليتنا نعود
ليتنا
تنتهى هنا بعض اللقطات و الصور من تاريخ سيدنا أبو بكر رضى الله
و أعلم علم اليقين أنى لم أكتب إلا النادر القليل عن شخصية سيدنا أبو بكر رضى الله عنه و ذلك لجهلى تقزمى الشديد أمام هذه الشخصية الجبارة
و لعل الله عز و جل يسخر من بينكم من يكتب بإسهاب عن هذه الشخصيات لنتعلم منها و نستفيد
و الى لقاء آخر ربما يكون فى القريب إن شاء الله مع ثانى العشرة المبشرين بالجنة و هو سيدنا عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة رضى الله عنه و أرضاه