الجزارمـعـلقا ذبيـحته ولما رأى الزبون مقبلا صاح بصوت مسموع:
تـعـلــق قـلـبــي لـحـمــة ًعـربــيــة من اللحم الحرّي ليس من الإبـلْ .
لها شحمة بيضـاءُ يزهـو بريقهـا سيأخذُها حتماً زبونٌ على عجلْ .
وإنـــي مـعــاذ الله لـســتُ بـبـائــع يبـيـع زبائـنـه لحـمـا بــه عِـلــلْ .
وما أجمل الجـزار إن كـان لحمُـهُ نظيفاً سليم العظمِ ليـس بِـه خَلـلْ .
الزبـون يقف أمامه ويـرد عليه :
سـلام عـلـى الـجـزار إنْ كــان بيْـعُـهُ إلى الناس محمودا ولا يبتغي الحِيلْ .
ولا يصْـدقُ الجـزار فـي العمـر مـرّة فـإخـلاصُ جــزار يُـعـدُ لـنـا مَـثــلْ .
وفـي السـوق لـن تلقـى زبونـا مغفـلا يكونُ مع الجزار سمناً علـى عسـلْ .
الجـزار يحاول استرضاءه :
ألا يـا زبـون الخـيـر هــذي إشـاعـة تعال إلى الحري النظيف ولا تسلْ .
لـهـا إلْـيــة لـــو أنـهــا بـرمَــتْ بـهــا قطيعا من الأغنام ولّى على عجـل .
شعيـريـة التعلـيـف مفلـوتـة الـحـشـا مبطّنة الأجناب تمشي علـى خجـل .
إذا مـا طعمـت اللـحـم منـهـا حسبـتـهُ هديـة جـلابٍ مراعيـه فــي الجـبـل .
هنـيـئـا مـريـئـا إن ظـفــرْتَ بـفـخـذةٍ تعاودها في الأكل ما صابك الملل .
لـو انّـك تسمعـنـي وتبـتـاع نصفـهـا فإنّـك مـا تنـفـكُ منـهـا إلــى الأزل .
الـزبــون يكتشف محاولة التغرير به ويصر على رأيه في الذبيحة وينصرف عن الجزار قائـلا :
ولكنني أخشى من الغش يا فتـى ذبيحتكُمْ سوداء معروفة ُالعِلـلْ .
مكفّنة الأطراف ممصوعة القفا مجمّدةُ الأبدان مطموسة المُقلْ .
محَرْولة ُالأقدام زاغـتْ عيونهـا بِطاقتها ذابتْ وتاريخها اكتملْ .
وما جاءها الذباح يومـا يجرّهـا ولكنها ماتتْ إذا ما دنا الأجـلْ .
--------------------------------------------------------------------------------
منقووول بتصرف