أصفق لك بحرآره اخي العزيزعلى موضوعك الرائع والمميز ولاعجب في ذلك مميز في أختيآرك دائما.. كلماتي تعجز عن وصف مدى ورووعة موضووعك.. أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع خالص احترامي وتقديري..
معاناة و لكن!!!!!!!
أصبح لديه عمل يبعد عن مكان عمله مسافة قريبة من مسافة القصر، و يحتاج أن يذهب إليه مرة في الأسبوع اضطرار و ليس اختيارا . تضايق في بداية الأمر لأنه لم يعتد هذا السفر المتكرر و النفس لا تألف التغيير بسهولة، و لم يعلم بأن هناك من يسافر يوميا فأعانهم الله. أكتشف بعد فترة أن هذه نعمة من الله حيث أصبح يذكر أذكار الصباح و المساء كاملة، يراجع بعض ما يحفظ من القرآن، و يخلو بنفسه. يقول : ما دمعت عيناي منذ مدة إلا في هذا الطريق، فأصبحت أشعر بلذة الخلوة مع الله، و ما أتمنى أن يعفوني من هذه المهمة الأسبوعية، بل أتمنى أنني أركب و لا أقود لأن قيادة السيارة و ما تحتاجه من تركيز تفوت علي الإستفادة الكاملة من هذا الوقت.
تذكرت و هو يحدثني جموعا من الموظفين بما فيهم المعلمات يقطعون المسافات يوميا أعانهم الله، و لكنهم لا ينظرون إلا إلى الجانب السلبي فيها من تعب السفر و خطورة الحوادث، و لا يعلمون أن فيها أوقات لو يستطيعون شراءها بالمال بعد سنوات لفعلوا.
أتذكر راعيا سودانيا قدم إلى المملكة و هو لا يحفظ من القرآن إلا القليل، و لم يمض عليه إلا سنة و قد أتم حفظ كتاب الله لأنه عرف كيف يحول ما قد يراه البعض عناء برعي الأغنام في الفلوات إلى نعمة و أيها أكبر من نعمة أن يكون كتاب الله في صدرك.
إنها دعوة للأخوة جميعا و أخص المعلمات لأنهن يسافرن مع بعض أن يحولوا هذا السفر اليومي إلى حلقة تحفيظ للقرآن و لن يتم ذلك إلا بترك الجوال و المقاطع و وسائل التواصل الاجتماعي خلال هذه الرحلة اليومية.
الإبداع غالبا ما يخرج من رحم المعاناة، و كم من سجين خرج بكتاب الله في صدره و لو خير أن يسجن لما أختار أن يسجن حتى لو علم أنه سيحفظ كتاب الله في السجن. الإبداع أن تحول السلبية إلى إيجابية و هذه لا تسهل إلا على من سهلها الله عليه و وفقه.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″