18-08-2011, 04:02 AM
|
#12
|
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: في بلاد الأملن
المشاركات: 2,882
معدل تقييم المستوى: 45
|
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص
فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة . والعبادة والقيام والذكر
ومن أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :
1 ـ { أحياء الليل }
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر
ومعنى إحياء الليل :
أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت :
( لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولاقام ليلة حتى أصبح
ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان }
فعلى هذا يكون أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل
ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث .
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص
والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه
2 ـ إيقاظ الرجل أهلة للصلاة .
فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة
وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر
على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .
3 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد المئزر
كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو
نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس
لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر :
الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف
في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها وانما كان يعتكف في هذه العشر
التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه
وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم .وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام
اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.قال الإمام الزهري رحمة الله عليه :
{ عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه
منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل } .
ومن أسرار الإعتكاف
صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث:
( إلا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
الاعتكاف سنَّة مؤكدة، وهدي نبوي فاضل، التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات كما
حدثتنا بذلك عائشة رضي الله عنها واعتكف أزواجه من بعده وأصل ذلك في صحيح مسلم وغيره
كما اعتكف أصحابه معه وبعده، ودرج على ذلك العلماء والعبَّاد والزهَّاد وطلاب الآخرة.
والاعتكاف المسنون :
هو اعتكاف الروح والجسد إلى جوار الرب الكريم المنان في خلوة مشروعة تتخلص النفس من أوضار المتاع
الفاني واللذة العاجلة وتبحر الروح في الملكوت الطاهرطالبة القرب من الحبيب مالك الملك ملتمسة
لنفحاته المباركات. الاعتكاف المسنون هو الخلوة الصادقة مع الله تفكراً في آلائه ومننه وفضائله
واعترافاً بربوبيته وإلهيته وعظمته وإقراراً بكل حقوقه وثناء عليه بكل جميل ومحمود.
الاعتكاف المسنون قيام وذكر وقراءة قرآن، وإحياء لساعات الليل بكل طيب وصالح من قول وعمل.
حكمه للمرأة :
اختلف العلماء في حكمه للمرأة على أقوال أرجحها هو قول الجمهور : أنه يسن لها الاعتكاف
كالرجل واستدلوا لذلك بما يلي :
1- عمومات أدلة مشروعية الاعتكاف والتي لم تفرق بين الرجل والمرأة .
3- حديث عائشة رضي الله عنها وفيه :
( إذنه صلى الله عليه وسلم لها ولحفصة رضي الله عنهما أن يعتكفا معه ) البخاري ( 2041 ) ومسلم ( 1173 ) .
4- حديث عائشة رضي الله عنها قالت :
( اعتكف معه امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعت الطست تحتها وهي تصلي )البخاري ( 309 ).
|
|
|