17-11-2009, 03:46 PM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 10,079
معدل تقييم المستوى: 116
|
لعبة الشر
لعبة الشر
عبده خال
ما يحدث على حدودنا الجنوبية هو ردع لقوى الشر.
والقول إنه ردع للشر كون فئة خارجة على أمن واستقرار دولتين وإقحامهما في لعبة مصالح دولية من شأنها استنزاف طاقات عديدة، كان من الممكن أن توجه من أجل البناء، وخاصة لجمهورية اليمن الشقيق الذي من الممكن أن تكون جماعة المتمردين خطرا على اليمن، ويغدو تقرير الخارجية الأمريكية المتنبئ بسوداوية ما يفعله المتمردون في المنطقة شارة يجب أن التوقف عندها.
بغض النظر عن المصلحة من هذا التقرير، فالواقع الميداني لجماعة المتمردين يشير أيضا إلى استقطاب العرب الأفغان (بعد أن غاب هذا المصطلح) أو من حارب على أرض أفغانستان خلال السنوات الماضية والأخبار الأخيرة بوجود محاربين أجانب في صفوف المتمردين ما هو إلا تأكيد على تجمع فلول القاعدة على أرض تنطلق منها لإحداث شرخ بين الدول العربية وتوسيع مساحات الاختلاف لإيجاد نقاط تنطلق منها في تحقيق أهدافها.
ولم تكن الصومال هي الأرض المناسبة لهذا الغرض عندما تم الإخلال بأمنها وتحويلها إلى مرتع للعابثين والباحثين عن مكاسب سياسية كونها بعيدة عن الدول ذات الأثر، وقد أوجدت القوى ذات المطامع السياسية في جماعة المتمردين البغية والوسيلة لاختيار الأرض المناسبة لانطلاق شرارة الزعزعة العامة.
والتقاء المصالح جعلت من فئة محدودة الإمكانات قوة مثيرة للشغب هنا وهناك ليس لتحقيق نصر على دولتين (السعودية واليمن) وإنما تمهيد لاكتساب وجود سياسي يعترف به ويتم تغذيته على المدى البعيد ليكون شوكة يمكن النغز بها.
ومن يلحظ قيام المتمردين بالاعتداء على الحدود السعودية (كتوقيت) مع الدعوة إلى رفع شعارات سياسية في موسم الحج سيتنبه أن المسألة قائمة على إشغال القوى الإقليمية بمسألتين هامشيتين (وإن بدت جدية).
ويصبح أمام بعض القوى الإقليمية إشعال حرائق صغيرة هنا وهناك لتشتيت الانتباه، واستخدام القاعديين (من خلال المتمردين) ورقة تلوح بها ضد مصالح الدول الإقليمية ومصالح الدول الكبرى.
ومن أجل مصالح وقتية (ليس لها أرباح) يقدم المتمردون على تخريب بلادهم وإزعاج الجيران بطلقات نارية تنتهي مع انتهاء دويها حتى وإن تمت تغذيتهم فإن نهايتهم لن تكون أحسن حالا من دوي أعيرتهم النارية.
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC]
|
|
|