9 آلاف مصاب «ربو» في تسونامي الغبار الأصفر بالشرقية

استنفار طبي ومروري وتوقعات باستمرار الموجة إلى يوليو

9 آلاف مصاب «ربو» في تسونامي الغبار الأصفر بالشرقية






شهدت مناطق المملكة امس هبوب رياح سطحية نشطة، صاحبتها «هجمة» غبار كثيف غطت السماء وهبطت بالرؤية الأفقية إلى أقل من واحد كيلومتر خاصةً بالمناطق المفتوحة والطرق الرئيسية .. وفي المنطقة الشرقية خلت الشوارع من المارة والسيارات، واضطر عدد كبير من المواطنين لاستخدام الكمامات الواقية لمواجهة الغبار ، فيما رفعت الجهات الحكومية درجة استعداداتها تحسباً لأي احداث طارئة , وأطلقت الجهات الأمنية والصحية تحذيراتها للمواطنين بعدم التعرض للغبار وتوخي الحيطة والحذر خلال السير بالطرق والشوارع , وفي الوقت نفسه استقبلت أقسام الطوارئ في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بالشرقية منذ الساعة الثامنة من صباح امس وحتى الساعة الثالثة عصرا حوالي 1300 مراجع معظمهم من مصابي الربو ، وفي مدينة الدمام لم تتأثر حركة الطيران بمطار الملك فهد الدولي بموجة الغبار ولم يسجل أي تأخير للرحلات القادمة والمغادرة سواء كانت داخلية او دولية ، و أكد مدير عام المطار المهندس خالد المزعل لـ «اليوم»، وجود تنسيق مسبق مع كافة المطارات المجاورة حسب المعايير والنظم الدولية في سياق التعاون في تلك الظروف المناخية وغيرها .
مرحلة انتقالية
وأوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق ،أن الغبار في هذه الأيام أمر مألوف خلال هذه الفترة التي تعد مرحلة انتقالية من أعنف الفترات الموسمية لأنها تحوي مفاجآت غير متوقعة مما يجعل الفصول الأربعة تطوف علينا خلال 24 ساعة ،ولذا تتسم تلك الفترة بالكوارث الطبيعة . وأضاف :أن المملكة لا يوجد فيها براكين نشيطة ،ولا تعيش فوق الموجات الزلزالية ،وإنما جل كوارثها ناتجة من الأمطار والعواصف الترابية الصيفية بما يعرف عند العامة بموسم المراويح "الأمطار الصيفية" وهي موسم السرايات عند المناخيين والذي يتزامن مع الفترة الانتقالية من الربيع الممتع إلى الصيف الحار ، وأشار الى ان هذا الموسم يشهد كثيراً من المفاجآت مثل هطول الأمطار المصحوبة بزخات البرد و هبوب الرياح الرعناء المثيرة للغبار الهوجاء والأتربة الغبراء, منوها الى استمرارها إلى منتصف شهر يوليو ،ومن المتوقع ايضا تعاقب الموجات الغبارية مع اختلاف حدتها وشراستها خاصة في بداية موسم رياح البوارح التي يتوقع ألا تنتهي مبكرا هذا العام بسبب بدايتها المبكرة.

مرضى الربو
ومن جانبهم حذر أطباء ، من تعرض مرضى الحساسية والربو للغبار الذى تشهده الشرقية حاليا نتيجة ارتفاع نسبة الملوثات المؤدية لتهيج الجهاز التنفسي، وقالوا :إنه في حالة ضرورة الخروج من المنزل يجب مراعاة عدة احتياطات ضرورية منها: وضع قطعة قماش مبللة بالماء والكمامات الخاصة، وكذلك غسل أغطية النوم مرة في الأسبوع واستخدام أغطية خاصة ضد غثة الغبار التي تعتبر من أهم العوامل المثيرة للربو. وأشاروا إلى ازدياد نسب مراجعي المستشفيات بأعداد كبيرة نتيجة تعرضهم لحالات الربو والحساسية الشديدة قياسا على عدد المراجعين الذين يراجعون العيادات في الأوقات العادية وخصوصا غير المنتظمين في تناول الأدوية الوقائية المقررة لهم.
ذرات دقيقة
وأكد الأطباء أن الحالات التي تراجع المستشفى في الأحوال العادية قليلة ولكنها تتضاعف في حالات الأجواءالمغبرة،حيث تكتظ العيادات الخارجية للمستشفى بالمصابين. وأوضحوا أن تأثير الغبار -الذي داهم المنطقة الشرقية أمس- على الأطفال كبير خاصة أن ذرات الغبار المتطايرة في الجو والعالقة فيه تستنشق داخل الجهاز التنفسي ،وتمر عبر الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية والشعيبات الهوائية ،وخلال مرورها على حسب حجم هذه الذرات فالأحجام الكبيرة تستقر في مقدمة أجهزة التنفس العليا خاصة الأنف والحنجرة فيما تنفذ الصغيرة لداخل الجهاز التنفسي والقصبة الهوائية ثم الشعيبات الهوائية الدقيقة. وأشاروا الى ان أشد الناس تأثرا بموجة الغبار هم مرضى الربو بسبب الغبار الذي يعتبر مهيجا حادا لهؤلاء المرضى، لأن أغلبهم يعانون حاليا من الكحة والصفير وضيق التنفس ،إضافة لتعرضهم لنوبات حادة خاصة الذين لا يتناولون أدوية الحساسية بصفة منتظمة مما يجعلهم عرضة لهذه الأعراض التي تزداد حدة في حالات موجات الغبار .