بسم الله الرحمن الرحيم
الرغبة المشتعلة
هكذا رد الحكيم الياباني كوشيدو عندما سأله أحد تلاميذه: ما هو الشي الذي ينقصني لكي أكون حكيما؟ ) فقال له : الرغبة المشتعلة.
وعندما سأل شاب في العشرينات من عمره العالم والكاتب كاثيدرال: ( كيف أستطيع أن أكون كاتبا ناجحاً ومرموقاً مثلك ؟) فرد عليه قائلا: عندما يكون عندك رغبة مشتعلة لكي تكون ما تريد. فسأل الشاب: وما هي الرغبة المشتعلة؟ فأجابه: عندما تفكر في الكتابة قبل النوم، وتفكر في الكتابة أول شيء في الصباح، وتفكر وتتكلم عنها في كل فرصة ممكنة، عندما تصبح الكتابة الشيء المسيطر تماماً على أفكارك وتسير في دمك، هذه هي الرغبة المشتعلة.
الرغبة المشتعلة هي التي جعلت هليري ادمون يخوض مغامرة من أخطر المغامرات في حياته وهي تسلق جبل أفرست، كان حلمه أن يكون أول رجل يستلق أعلى جبل في العالم، الجبل الذي يزيد ارتفاعة عن تسعة وعشرين الف قدم، الذي لم يجرؤ أي إنسان على تسلقه.
وفي عام 1952 قام بالمحاولة، ولكنه فشل وجرح جروحاً خطيرة اقعدته في العناية المركزة لمدة شهر كامل.
عند خروجه من المشفى دعته مؤسسة رجل وسيدات الأعمال في بريطانيا على حفل أقيم خصيصاً لتكريمه على المحاولة.
بالحفل قابله الحاضرون بعاصفة من التصفيق ودعوه أن يتكلم عن تجربته فقبِل وسار إلى المنصة، وأخذ الميكرفون في يده اليسرى وقبل أن يتكلم لاحظ أنهم وضعوا أمامه تماما صورة لجبل أفرست، فترك المنصة وعمل قبضة بيده اليمنى ونظر إلى صورة الجبل وقال: ( جبل أفرست لقد هٌزمتُ المرة الأولى لكنني سوف انتصر عليك قريباً لأنك وصلت إلى أقصى درجة النمو أما أنا فأنمو في كل يوم لحظة) .
وفي مايو من عام 1953 تسلق هليري أعلى جبل في العالم.
تسلق جبل أفرست وحقق حلم حياته وفي حديث له مع وسائل الاعلام قال: لم يكن أن أترك حلمي مهما كانت الظروف أو التحديات!. ثم أظاف ضاحكاً: الشيء الوحيد الذي كان من الممكن أن يمنعني من تحقيق هدفي هو الموت.
هذه هي الرغبة المشتعلة التي اتحدث عنها، والآن دعني اسألك، ما هو الشيء الذي تريد تحقيقه في حياتك من أي شيء آخر؟ إذا أردت فعلا أن تحققه دعه يشمي في عروقك، فكر فيه بأستمرار، وخطط له ثم ضعه في الفعل، ومهما كانت التحديات فلا تتركه على الإطلاق وتذكر أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
……
مقتبس من كتاب الطريق إلى النجاح