يَا خَيرَ مَنْ شَرُفَتْ بِهِ الأَسْمَاءُ
قالوا هلمَّ امْدَحْ بٍشٍعْرٍكَ أحْمَدًا
فَبٍمَدْحِ أَحْمَدَ يُحْمَدُ الشُّعْرَاءُ
زَانَتْ بِنُورِكَ مَكَةُ وَبِطَاحُهَا
وَتَعَطَّرَتْ بِعَبِيرِكَ الأَرْجَاءُ
وَصَدَعَتَ بِالْوَحْي الأَمِينِ مُبَلِّغَاً
قَوْمَاً -هُمُ- فِي قَوْلِهِم فُصَحَاءُ
وَصَدَحَتَ بِالذِكْرِ الحَكِيمِ مُنَزَّلاً
بِبَلَاغَةٍ مَا حَاكَهَا البُلَغَاءُ
نُورٌ أَضَاءَ المَشْرٍقَينِ بَهَاؤُهُ
فَتَصَدَعَتْ مِنْ صِدْقِهِ الأَهْوَاءُ
يَا خَيرَ مَنْ شَرُفَتْ بِهِ الأَسْمَاءُ
يَا خَيرَ مَنْ خُتِمَتْ بٍهِ الأَنْبَاءُ
يَا خَيرَ مَبْعُوثٍ لأَسْمَى غَايَةٍ
نَهْجُ الرَّسُولِ مَحَجَةٌ بَيْضَاءُ
غَيْثٌ تَنَزَّلَ فِي البَوَادِي رَحْمَةً
حَتَى رَبَتْ مِنْ فَيضِهِ البَيدَاءُ
وَإِذَا سَأَلْتَ فَأَخْبَرَتَكَ حَلِيمَةٌ
فِي سَيرِهَا إِذْ جَدَت القَمْرَاءُ
وَالضِّرْعُ جَفَتْ لَمْ تَجُدْ بِلِبَانِهَا
وَبِيُمْنِ أَحْمَدَ أُشْبِعَ الرُّضَعَاءُ
وَإِذَا ابْتَّأَسْتَ فَدَثَّرَتْكَ خَدِيجَةٌ
بِحَدِيثِهَا وَحَنَانِهَا الغَرَّاءُ
والعَنْكَبُوتُ تَأَطَّرَتْ فَرَحَاً بِهِ
وَتَأَنَّسَتْ بِجِوَارِهِ الوَرْقَاءُ
وَإِذَا دَعَوْتَ مُنَاجِيَاً رَبَ الوَرَى
حَتَى تَجَلَّتْ غَيمَةٌ قَثْمَاءُ
فَجَرَى كَنَبْعٍ سَائِغٍ بِشَرَابِه
ِرِيٌ لِكُلِ عَلِيلَةٍ وَدَوَاءُ
وَإِذَا بِأَرْضِ اللهِ أُخْرِجَ زَرْعُهَا
حَتَى بَدَتْ لَكَ جَنَّةٌ خَضْرَاءُ
وَسَمَوْتَ بَرْقَاً للعُلَا مُتَشَوِّقَاً
وَسَرَى بِلَيلٍ وَجْهُكَ الوَضَّاءُ
وَلَكَمْ أَضَاءَ الكَوْنَ مِنْ كَلِمَاتِهِ
قَوْلُ الأَمِينِ هِدَايَةٌ عَصْمَاءُ
هذا أمينٌ صَّادِقٌ مُتَصَدِّقٌ
سَبْطُ البَنَانِ وَوَاسِعٌ مِعْطَاءُ
هَذَا العَلِيُ عَلَا الأنَامَ مَقَامُهُ
مِنْهُ سَرَى للعَالَمِينَ سَنَاءُ
هَذَا السَّخِيُ سَقَى الكِرَامَ عَطَاؤُهُ
قَدْ أَثْمَرَتْ مِنْ جُودِهِ الصَّحْرَاءُ
وَهُوَ الشُّجَاعُ إِذَا النَّوَائِبُ سُعِّرَتْ
وَتَقَلَّدَتْ بِعِتَادِهَا الأَعْدَاءُ
وَهُوَ التَّقِيُ هُوَ النَّقِيُ هُوَ الَّذِي
رَحِمَ اليَتِيمَ وَحَبَّهُ الفُقرَاءُ
ذَاكَ الَّذِي نَشَرَ السَّلَامَ بِعَدْلِهِ
وَبِيُسْرِهِ قَد زَالَتْ الغَلْوَاءُ
لَا قَتْلَ لَا تَنْكِيلَ لَا تَخْرِيبَ بَلْ
دِينٌ قَوِيمٌ أَهْلُهُ حُنَفَاءُ
ذَاكَ النَّبِيُ كَلُؤْلُؤٍ مُتَلَأَلِئٌ
شَمْسُ الضُّحَى تَرْنُو لَهُ الجَوزَاءُ
أنْتَ الَّذِي سَعِدَ الطُّغَاةُ بِعَفْوِهِ
قَالَ: اذْهَبُوا فَلَأنْتُم الطُّلَقَاءُ
مَنْ كَانَ يَرْجُو فِي الحَيَاةِ مَكَانَةً
فَهُوَ النَّبِيُ أَجَلَّهُ العُظَمَاءُ
وَإِذَا ذَكَرْتُكَ يَا حَبِيبِي بُرْهَةً
فَاضَتْ بِعَينِيَ دَمْعَةٌ سَحَّاءُ
صَلَى الإِلَهُ كَذَا الْمَلَائِكُ كُلُهُم
أَبَدَاً عَلَيكَ وَخَلْقُهُ الكُرَمَاءُ
جَلَّ الإِلَهُ هُوَ اجْتَبَاكَ لِوَحْيهِ
وَاللهُ يَبْسُطُ رِزْقَهُ وَيَشَاءُ
جريدة الرياض