درب التبانة" تنتظر تصادم سحابة غاز وثقب أسود عملاق

يرى علماء الفضاء أنه خلال فترة وجيزة سيتمكن ثقب أسود فائق الضخامة موجود داخل “درب التبانة”، وهي المجرة التي تحوي نظامنا الشمسي، من ابتلاع حابة من الغاز والغبار . ويرون أن التصادم الذي سيحدث بين هذه السحابة والثقب الأسود الموجود تحديداً داخل المجرة في منطقة يطلق عليها “الرامي أ*” أو “Sagittaruis A*” يعد فرصة ممتازة لمراقبة واحدة من نوبات الغضب التي تحدث في الفضاء، ولذلك يعكفون على دراسة هذا الثقب العملاق .

طبقاً لمجلة “فوكس” البريطانية للعلوم والتكنولوجيا، فإن الثقوب السود تعد من أكثر الأشياء غموضاً في الكون، وتكونت نتيجة لانهيار أحد النجوم، وهي ذات قوة جذب قوية جداً، ولا يمكن أن يهرب شيء من براثنها، ولا حتى الضوء . وهذا يعني أنه لا يمكن لعلماء الفلك مشاهدتها بشكل مباشر، وتكشف هذه الثقوب عن وجودها من خلال تأثير جاذبيتها في حركة النجوم القريبة .


ويقول علماء الفلك إنه لن يكون بإمكانهم مطلقاً فهم ما يحدث داخل هذه الثقوب السود بشكل كامل، إذ يعد التجول داخلها رحلة ذهاب بلا عودة، ولكن الأمل يحدوهم تجاه معرفة ما يحدث من حولها، فالثقوب السود تصبح أكثر ضخامة عندما تلتهم مادة، التي أحياناً تكون نجوماً كاملة، ولكنها في أحيان أخرى كثيرة تكون عبارة عن سحب من الغاز والغبار .


وتحتوي منطقة “الرامي” على هذا الثقب الأسود فائق الضخامة الذي يقع على مسافة 26 ألف سنة ضوئية، أو 254 تريليليون كيلومتر من كوكب الأرض، وتعد مسافة قريبة بلغة الفضاء، ويمكن للعلماء مشاهدة ما يحدث داخل هذا الثقب عن قرب .


وفي 2011 قاد د . ستيفان غيلسين، من معهد ماكس بلانك للفيزياء اللاأرضية في ألمانيا، فريقاً من الباحثين رصد سحابة غاز أطلق عليها G2، واعتمدوا في رصدهم للسحابة على دراسة صور تم التقاطها منذ 9 سنوات بواسطة التلسكوب الأوروبي العظيم الموجود في تشيلي بأمريكا الجنوبية، وتبين وجود وهج حول “منطقة الرامي*”، تولد نتيجة احتكاك بين جزيئات الغاز والغبار على المدار الموجود فيه الثقب الأسود في منطقة يطلق عليها القرص الدوار .


يقول غيلسين إنه بمراجعة البيانات التي رصدت خلال السنوات الماضية والمقارنة بينها، اتضح وجود جسم خافت، لكنه مرئي يتحرك تجاه مركز الثقب الأسود، وهو موجود في البيانات المرصودة منذ ،2002 وبعد عمل التحليل الطيفي للبيانات، وجد أن الجسم أصبح أكبر حجماً في 2011 عما كان عليه في ،2004 إذ تمدد في مدار بيضاوي الشكل حول الثقب الأسود، واتضح من هذا التمدد أن سحابة الغاز شعرت بالفعل بتأثير جاذبية الثقب الأسود .


وتبلغ كتلة الثقب الأسود فائق الضخامة Sagittarius A* أربعة ملايين ضعف كتلة الشمس، وتكون منذ مليارات السنوات ربما نتيجة اصطدام عدد من النجوم العملاقة في نهاية عمرها، والتحمت بعد ذلك في جسم عملاق واحد، وسحابة الغاز أيضاً ليس لها حجم معلوم، ومكوناتها من الأمور الغامضة، ولكن من المعروف أنه يدخل ضمن مكوناتها بشكل رئيسي غاز الهيدروجين . ويرى علماء الفضاء أن السحابة الكاملة تصل درجة حرارتها إلى 10 آلاف درجة مئوية كلما تحركت في اتجاه الفضاء، وبذلك تعد مرتين ضعف الحرارة المنبعثة من سطح الشمس .


ويعتقد عالم الفيزياء الكونية ستيفن دي موري، من معمل لورانس ليفرمور القومي في كاليفورنيا، أن السحابة ربما تكوّنت نتيجة نوع من التجشؤ النجمي، إذ يفقد خلالها النجم جزءاً من غلافه الخارجي، أو أن أحد النجوم بقذفها، ويرى أنها صدفة مذهلة للنجم كي يقذف بالسحابة بالقرب من الثقب الأسود .


وقام العالم موري وفريقه بالتنبوء بالكيفية التي ستكون عليها المواجهة القريبة بين سحابة الغاز والثقب الأسود الموجود في منطقة “الرامي أ*”، ووضع الفريق نموذجاً ثلاثي الأبعاد للمواجهة، وتبين أن اقتراب السحابة من الثقب الأسود ربما يحدث خلال هذا الصيف، أو في أوائل الخريف، وستظهر العلامات الأولى للمواجهة في شكل انبعاث حرارة من سحابة الغاز، إذ ستلقي بكميات كبيرة من الطاقة بالقرب من Sagittarius A*، وستقع تحت تأثير جاذبيته، وهذه الحرارة المنبعثة ستكتشفها تلسكوبات الراديو وأشعة “إكس” الموجودة على كوكب الأرض، وكذلك بواسطة الأقمار الصناعية .


وكشفت النماذج التي وضعها فريق موري أن التصادم بين السحابة والثقب العملاق لن يكون وجهاً لوجه، إذ ستنزلق السحابة أمام منطقة “الرامي أ*” وعلى مسافة منه تبلغ 200 مرة ضعف بعد المسافة بين الشمس وكوكب الأرض، ومع ذلك فهذه المسافة لن تمنع جاذبية الثقب الأسود من التأثير فيه، وعندها ستتمزق سحابة الغاز، وبمرور الوقت لن تبقى السحابة عبارة عن هيكل متماسك، وعندما تنكسر، فإن معظمها سيرتبط بالقرص النجمي حول منطقة “الرامي أ*” ,Sagittarius A* أو تسقط داخل الثقب الأسود نفسه، وطبقاً للنموذج فلن يخرج شيء ضخم من الثقب الأسود نتيجة هذا السقوط، ولكن الأمر سيكون أشبه ببعض الألعاب النارية .


ومراقبة ما يحدث لسحابة الغاز يساعد العلماء في تفسير ماهية شكل الغلاف الجوي حول الثقوب السوداء وخاصة في القرص النجمي، وسيصبح بالإمكان، عند حدوث الاحتكاك المتولد عن السحابة، معرفة حجم الغاز، ومعرفة مكونات الغلاف الجوي .

تلسكوب جديد

يرى علماء الفلك أنه من المستحيل معرفة ما يحدث داخل الثقب الأسود، ولذلك فهم يحاولون بناء تلسكوب يمكنه أن يأخذ لقطات مقربة عند النظر فيما يحدث في الأفق، ولا يمكن أن يهرب شيء من عدسته مثل النجوم وسحابة الغاز والضوء، وسيتميز هذا التلسكوب بأن له نسبة نقاء عالية أكثر من التلسكوبات الموجودة التي سترصد التصادم بين سحابة الغاز والثقب الأسود .


ولن يعمل هذا التلسكوب واسمهEvent Horizon ، بمعزل عن التلسكوبات الأخرى ولكنه سيندمج مع تلسكوبات الراديو الأخرى المنتشرة حول العالم، مما سيسمح لها بالعمل بشكل جماعي، ورؤية التفاصيل الدقيقة مثل حلقات الضوء الشاردة من المادة التي نجحت في تجنب عدم الانزلاق داخل الثقب الأسود في منطقة الرامي أ* .


وانضم لهذا المشروع العملاق 20 مرصداً حول العالم ومن المحتمل البدء في تشغيله في ،2015 ولن يكون الهدف فقط دراسة منطقة “الرامي أ*”، ولكن هناك مجرة سماوية عملاقة سيركز العلماء على دراستها يطلق عليها M87 وتبعد نحو 53 سنة ضوئية، وتعد مركزاً لثقب اسود مركزي أكثر ضخامة تبلغ كتلته ستة بلايين ضعف كتلة الشمس .

تسسسلم الايآدي على روعه طرحك
الله يعطيك الف عافيه يآرب
بانتظآر جديدك القآدم
آحترآمي لك

لا عدمنا التميز و روعة الإختيار
دمت لنا ودام تألقك الدائم

طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..

يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..