نفتقد كثيرا الى تنمية ثقافة المبادرة والشجاعة المنضبطة غير المندفعة
لقد مورس علينا منذ الصغر الضغط النفسي والتلقين الاجباري والارهاب المدرسي بسبب التفلت في اساليب التربية
افعل , لا تفعل ، اصمت ، الويل لك ، لئن لم تنته لأفعلن بك كذا
غرسوا في نفوسنا العبودية لهم فالويل لهم
( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)
فمثلا في مدرسة ال حبة الى وقت قريب درست بها وكان لها بصمات علي :
تعلمت فنون الشراسة والعناد والكراهية من اسلوب بعض معلميها
تعلمت الشدة ممن يضرب طلابه شلوت ويا حيوان ويا ولد ال فلان كرها وعدوانية وتقليل من الشأن وانتصار للذات من تاريخ سابق
تعلمت العناد من نظرات العلو من فئة تصلح ان تكون في اصلاحية ليس في مؤسسة تربوية
تعلمت فنون افعل بالقوة ولا تفعل بالقوة
لم اتعلم هل تستطيع ؟
هل تريد ؟
اتريد مشاركتنا؟
ما رأيك ؟
هل انت متحمس ؟
هل انت موافق؟
فكرة رائعة ؟!
حتى لو لم تكن كذلك؟
فكيف نمتلك ثقافة المبادرة وقد سلبت منا منذ نعومة اظفارنا ؟!
كنا نعاني ضغطا نفسيا هائلا من المنزل ومن الزملاء داخل الفصل لنتحدى المعلم الفلاني كونه ضعيف شخصية ؟!
فتكون ضحية مستهتر يخرج منها بمكره وحيلته حيث يدغدغ مشاعر المعلم بكلمات من بنات افكار ابليس فيخرج منها كخروج الشعرة من العجين
فتقع في الفخ حيث انك لم تتعلم فنون المكر والحيلةولم تجدها على الوجه المطلوب لأذابة غضب الأسد داخل الغابة عفوا المعلم داخل الفصل
ثم يكملها المعلم فيرعد ويزمجر وكأنه في غابة من غابات افريقيا والويل كل الويل من الوصول الى الهيئة الادارية
فأنت في محكمة العدل الدولية
ان ثقافة المبادرة معدومة في المنزل والمدرسة والمجتمع وقد اجتمعت اركانها لهدمها وتدميرها
نحتاج للشجاعة الكافية واعطاء الفرصة بدلا من الجمود وتلقي التوجيهات كأنك في ميدان عسكري
نحن بحاجة الى معدي جيل غير معقد يعطيك الفرصة في التفكير واتخاذ القرار ويجعل لك فرصة فتجتهد
اما علمت ان المجتهد له اجران اجر الاصابة واجر المشقة ؟!
اكيد معدومه هذه الفكرة عند التربويين لسب او لآخر
الانسان له ميول فطري للمبادرة ولكن لم ُُيمكن منها بسبب الدكتاتورية المنتشرة في كل مكان
فبأمكان الفرد ان "
يبادرللتحدي والمبادرة !! فهو دائما ينصح ويرشد ويوجه !! ويقترح وينقد ويرفض !! ويشكر ويثني !! ويقدم البدائل ويضع التصورات !! ويرقب الأثرالناتج ويتحسس النتائج ثم يقيمها
ولكن هل اعطي الفرصة؟!
اجعله يفكر ويجرب ويبرهن عن قدرته فأعطه زمام المبادرة واعده ليكون قائدا ناجحا متبوعا لاتابعا كالضعيفة من الغنم خلف القطيع فلا يأكل الذئب الا القاصية من الغنم
ولنا في السنة النبوية الشريف نماذج حية للتتربية على ثقافة الثقة والمسابقة الى معالي الامور بدلا من التحطيم والتقليل من القدرات