(( الوسادة تذهب السيادة)) مقولة لعلم من أعلام الأمة و هو التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح يختصر فيها معان كثيرة. تذكرت هذه المقولة و أنا أرى بعض الشباب يبيعون الفاكهة على جنبات الطريق في ظروف بيئية قاسية. لا يفهم من كلامي أنني أحتقرهم أو أحتقر مهنتهم فقد يكونون أحسن حالا مني و من الكثير و لكن كنت أفكر، لو قدر لأحدهم أن يرجع إلى الوراء، هل سيجد و يجتهد ليكون في غير هذا المكان. أعلم أن الأمر بتقدير الله و كل ميسر لما خلق له و لكن الله خلق أسبابا لكل شيء و أمرنا أن نأخذ بها فينبغي للأنسان أن تكون نفسه تواقة للمعالي و ليعلم أن من يتعب في بدايته يرتاح
-نسبيا- في آخر عمره و من يرتاح وقت الجد و الدراسة في بدايته باللهو و اللعب و البسطة يتعب في آخر عمره و يتعب معه من حوله من أهل و زوجة و أولاد.
على قد أهل العزم تأتي العزائم == و تأتي على قدر الكرام المكارم
و أهل العزم يتطلعون دائما أن يكونوا عصاميين فيبنو مجدهم بأيديهم لا عظاميين بالتعويل على غيرهم من الأجداد الذين أصبحوا عظاما
نفس عصام سودت عصاما == و علمته الكر و الإقداما
و صيرته ملكا هماما == حتى علا و جاوز الأقواما
و أكره كلمة أسمعها من الشباب: يا شيخ الذي عنه واسطة تمشي أموره، فإنها و إن كان- للأسف- فيها شيء من الحق إلا أن جد الإنسان و إجتهاده يوصله بإذن الله إلى أفضل مما توصله الواسطة
إلى اللقاء