جروح الوفا
إذا ترتب على توسط من شفع لك في الوظيفة حرمان من هو أولى وأحق بالتعيين فيها من جهة الكفاية العلمية التي تتعلق بها ،
والقدرة على تحمل أعبائها والنهوض بأعمالها مع الدقة في ذلك ،
فالشفاعة محرمة لأنها ظلم لمن هو أحق بها ، وظلم لأولي الأمر ،
وذلك بحرمانهم من عمل الأكفاء وخدمتهم لهم ومعونتهم إياهم على النهوض بمرفق من مرافق الحياة ،
واعتداء على الأمة بحرمانها ممن ينجز أعمالها ويقوم بشئونها في هذا الجانب على خير حال ،
ثم هي مع ذلك تولد الضغائن وظنون السوء ، ومفسدة للمجتمع .
وإذا لم يترتب على الوساطة ضياع حق لأحد أو نقصانه فهي جائزة
بل مرغوب فيها شرعا ويؤجر عليها الشفيع إن شاء الله ،
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اشفعوا تؤجروا ، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء »
وصل الله وسلم
منقول
للأسف مشايخنا يعطون فتاوى عامة في هذا الموضوع. أغلب الواسطات في هذا الزمان و المتعلقة بالحق العام حرام لأن تقديمك لابد أن يكون فيه حتما تأخير لأحد فالورع في هذا الجانب واجب خاصة فيما يتعلق بالوظائف و الكسب لأن له تبعات قد تبقى سنين
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″