21-12-2010, 04:43 PM
|
#1
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
|
بعض السمات الشخصية واستراتيجيتها
بعض السمات الشخصية واستراتيجيتها
في هذا الموضوع سترى مختلف أنواع الشخصيات والصفات الغريبة وغير المتوقعة لكل نوع .
مع العلم أنه لا يوجد أحد تقريبا يمكن تصنيفه مع أي نوع وحده دون الآخر ،
فكل الشخصيات تتكون من عناصر مختلفة تطوّرت
على مدار السنين ، فالشخصية شيء نولد به لكنها أيضاً عرضة للمؤثرات الخارجية .
إن كان لديك أولاد ، فيمكنك أن تؤكد أن الشخصية تصير محددة وواضحة في مرحلة مبكرة جدا ،
فبعض الأطفال ينامون طوال الليل بينما يبكي الآخرون بكثرة ،
وبعض الأطفال ممتلئون بالحيوية والفضول والرغبة في المعرفة
بينما تجد آخرين هادئين ومتبلدين ومتأخرين في نموهم .
وفي السنين التالية هناك معدل كبير على البيئة المحيطة بالطفل النشيط أو البليد ،
فإن اعتبر الآخرون النشاط والحيوية صفة إيجابية ، فسيتم توجيهها لطريق مفيد .
وإن كان النشاط صفة مطلوبة ( وغالبا ما يحدث هذا للأولاد وليس البنات ) ،
لذا تمّ إعطاء حرية كاملة للطفل لإظهار نشاطه في كل الأوقات .
فيمكن أن يخرج الطفل عن السيطرة لأنه يفقد الحدود لنشاطه .
ومن ناحية أخرى إن اعتبر الآخرون كالأهل ، أو المعلمين النشاط نوعاً من المشاكسة ،
فإن الطفل سيتعرّض لمشاكل من كل نوع بسبب سلوكه السلبي الضار ،
ويمكن أن يعاقب بشكل ما إذا ما أظهر نشاطه وحيويته ،
وسيتعلم الطفل إما أن يكبت هذا السلوك ، أو يبالغ في إظهاره ،
وبالتالي يستثير المزيد من العقاب ، مما يجعل الطفل يتصرّف بشكل فوضوي أكثر
حتى يصبح في النهاية الطفل الشقي المزعج مثلما اتهمه والداه دائما ،
فهذه نبوءة تحقق نفسك بنفسك بشكل رائع .
الخجل أيضا يمكن أن تختلف فيه الآراء ، فيمكن اعتباره سلوكاً مهذّباً ،
وبالتالي ملائماً ومرغوباً فيه ، أو يمكن اعتباره تخلّفاً وغباءً .
وبالتالي ستعتمد معاملة الطفل وتطوّره على هذا الرأي الأوّلي ،
فالطفل الذي اعتبر سلوكه مهذّباً قد يتحوّل إلى إنسان سلبي
عاجز عن التعبير عن مشاعره سواءً كانت حسنة أو سيئة .
أما من تعتبرونه متخلّفاً يمكن أن يعاني من عقدة نقص ، وبالتالي لا يحقق شيئاً في حياته .
ألا ترى أن النجاح في أمر كهذا أمر صعب جدّاً ؟
فيجب عليك أن تغفر لوالديك لأنك غالباً ستخطئ عندما تصبح أباً .
ومن المنطقيّ أن يكون للبيئة الاجتماعية تأثير ملموس على حياة الشباب مثلما كان للوالدين ،
والأشقّاء والمعلمين والزملاء تأثير قويّ أثناء الطفولة والمراهقة .
طالما أن الطفل في السادسة من عمره لا يستطيع إعداد حقائبه وترك المنزل لأنه قد ضجر من معاملته كأحمق ،
رغم أنه ليس كذلك ،
فإنّه مضطر أن يظلّ يستمع لشكاوى والديه من عيوبه إلى أن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه ترك المنزل ،
وهذا يمكن أن يكون بعد عشر سنوات ، أو أكثر ،
وعندها تكون الفكرة قد ترسخت في ذهنه أنه لا يصلح لشيء .
أعود فأقول هذه صورة مبالغ فيها فأغلبنا تعرّض لمزيج متكافئ من المديح ،
والاستنكار أثناء الطفولة ، بيد أننا لا نخرج من شرنقة الطفولة دون شيء من الصراع ،
وبعض الأحداث ، أو التعليقات يمكن أن تؤثّر فينا بشكل أقوى ممّا بدا لنا
في وقتها وربّما يكون تأثيرها باقياً إلى اليوم . فكل واحد منّا له ماضيه ،
وكلنا لنا صراعاتنا مثلما كان لوالدينا الذين كان عليهم التأقلم مع أهلهم بشكل أو بآخر .
وهذا لا يعني أننا محكومون بماضينا إلى الأبد . إن كنت غير راضٍ عن معاملة أهلك لك ،
فيمكنك اختيار أصدقاء يعاملونك بطريقة مختلفة عندما تكبر .
فإذا شعرت بغضب عارم في كلّ مرّة يدفعك شخص في الطريق - على مدار العشرين سنة الماضية -،
فإن التخلّص من هذا الغضب يتطلب كثيراً من الوقت والجهد لكي تفعل ذلك ،
وهو ثمن بسيط في مقابل ألا تصاب بنوبة قلبية .
في هذا الموضوع أيضاً ستجد بعض سمات الشخصية موصوفة بكثير من المبالغة ربّما لدرجة السّخرية ،
ونادراً ما ستقابل أشخاصاً كهؤلاء في الواقع ،
ولكن ستجد أشخاصاً يظهرون ميلاً تجاه أي نوع بشكل أو بآخر .
هذا التصوير هدفه مساعدتك في النظر لنفسك لتحدد أين توجد نقاط ضعفك مما يتطلب جرعة من التفكير الإيجابي .
لذا خذ هذه التصويرات واستخدمها كعلامات طريق .
لا حاجة بك أن تلقي بنفسك تحت قطار إن وجدت معظم صفاتك تندرج تحت الشخصية الغادرة .
إن حدث هذا ، فمعناه أنك أمين مع نفسك وبالتالي سيساعدك هذا لأن تصبح شخصاً أفضل كما يجب أن تكون .
المتسلّط
الشخصية المتسلّطة سواءً كانت رجلاً أم امرأة لديها صورة واضحة المعالم في رأسها للدنيا ،
وبإمكانها تسمية أي شيء تراه أو تسمعه ، أو تمرّ به بأنه صواب أو خطأ ،
حسن أو سيء ، فهذه الشخصية قد اعتادت أن تصنّف كل شيء من الأشياء ،
وانتهى الأمر عند هذا ، ولا تبال بالمساحات الرمادية
بين المساحات السوداء والبيضاء في الحياة .
ولأن الله حباه صوتاً جهورياً ، فإن الشخص المتسلّط يبدأ في نشر مواعظه ،
وسواءً أردت سماع رأيه أو لا ، فإن هذا الشخص لن يبخل عليك برأيه في أي موضوع .
إذا ذهبت من قبل للمستشفى فستتذكر هذا النوع المتسلّط من الممرّضات التي تقتحم غرفتك في الخامسة صباحاً لتقيس حرارتك ،
وهي تصيح " أليس هذا كسلاً أن تظلّ نائماً حتى الآن ؟" ، " هيّا يا سيّدي افتح فمك " ،
وإن كنت تريد أن تعرف ما هي الأقراص الجديدة التي أعطتك إيّاها ،
فستنظر لك نظرة مؤنّبة وتجيب " علينا أن نتبع أوامر الطبيب أليس كذلك ؟ "
بمعنى آخر هي تضعك في مكانك الطبيعي لأنه حسب مفاهيمها ليس من حقّ المريض
أن يناقش أوامر الطبيب ( أو أوامرها ) وهذا ما فعلته أنت لتوّك .
لاحظ أيضا استخدامها كلمة " نحن " بدلاً من " أنت " . فأنت لم تعد شخصاً مستقلاً بذاته ،
ولكن الممرضة تعرف أكثر على أي حال ، لذا فهي تأخذك تحت جناحها
كأنها أم عطوف ، لكن في نفس الوقت تتسلّط عليك وتقلّل من شأنك . ومن هنا تتولّد كلمة " نحن " .
والنقد يأتي سريعاً وصعباً من المتسلّطين ولا يكون دائماً بنّاءً .
ورغم أن لديهم أفكاراً حسنة فإن الناس يرفضون مقترحاتهم فقط بسبب طريقة عرضهم .
مزايا الشخص المتسلّط
غالباً ما يكون المتسلّط ذا معلومات قيّمة حقّاً وصادقاً في اهتمامه بمساعدة الآخرين .
مشكلات الشخص المتسلّط
يميل المتسلّط أن يكون جامداً في آرائه ، والتي غالباً ما تكون مكتسبة في مرحلة مبكرة من حياته ،
ولم يقيمها على أرض الواقع منذ ذلك الحين
ويمكن أن تكون أفكاره بليدة ولا تساير العصر أو التقدم العلمي .
والمتسلّط واثق من آرائه بشدّة لدرجة أنه يلقي مواعظ بدلا من الدخول في مناقشات مع الآخرين ،
وهو لا يحسّ بجرحه لمشاعر الآخرين ، فهو يرى أنه يفعل ذلك لمصلحتهم -
عندما ينتقدهم بعنف وهذا يجعلهم غير محبوبين لأن الناس يخافونهم ، أو يكرهونهم .
حالة المتسلّط الداخلية
الآراء الجامدة علامة من علامات فقدان الأمان الداخلي . فإذا كان العالم مخيفاً ومحيّراً ،
فإن تركيبة الفكر الجامدة تقوم بدور حزام الأمان .
لكن هذا المجهود له مساوئه ، فالجسور وناطحات السحاب تبنى بطريقة تجعلها تميل قليلا مع الريح ،
وهذه المرونة هي التي تمنع انهيارها أثناء العواصف ،
ونفس الشيء ينطبق على الناس والذين يحققون أفضل النتائج ، هم فقط من يقدرون على التكيّف مع المواقف الجديدة .
والمتسلّط يهدر الكثير من طاقته في مقاومة التغيير ،
وغالباً ما يضيعون فرصاً كان من الممكن أن يستفيدوا منها ذلك لأنها لا تناسب مفاهيمهم ،
وبالتالي تخيفهم ، مثلاً يرفضون استعمال الحاسب الآلي ، لأنه شيء جديد عليهم .
المصدر
مدونة ناصر الفيفي
|
|
|