السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يستهويني الشعار الذي تضعه قوقل في صفحتها فأبحث عن ماذا ترمز له و كان شعارها اليوم يرمز إلى يوم ميلاد العالم الإيطالي فولتا الذي كان له الفضل بعد الله في إختراع البطارية الكهربائية و التي كانت بوابة لما بعدها من الاختراعات و لذلك يرمز الفولت إلى إسمه. لقد مات فولتا و بقيت آثاره تحكي حياته الجادة و التي لم يضيعها في اللهو و اللعب و القيل و القال. لن ينفع فولتا ما قدم في قبره لكن أتاه في الدنيا الذكر الحسن، لكن المسلم كالغيث أينما حل نفع، سواء كان في تأليف كتاب علم أو تدريسه أو العمل الاجتماعي أو الدعوي. المهم أن يكون الإنسان في عمل يتعدى نفعه للآخرين فيكون صدقة جارية له بعد موته.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وقع زيد بن حارثة رضي الله عنه في الأسر و هو طفل ثم تنقل في الرق حتى وصل إلى النبي صلى الله عليه و سلم في مكة قبل البعثة فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث فوجد زيد من طيب معشر النبي صلى الله عليه و سلم و حسن خلقه ما جعله يتعلق به، و كان أهله و عمومته يبحثون عنه طوال هذه المدة حتى عرفوا أنه في مكه فقدم أبوه و عمومته بأموال و التقوا بالنبي صلى الله عليه و سلم و كلموه في أن يفتدوا زيدا و له أن يطلب ما شاء. رحب النبي صلى الله عليه و سلم بهم و قال لهم: لدي رأي، و هو أن نعرض الأمر على زيد فإن اختاركم إنطلق معكم بلا عوض و إن اختارني فما أنا بالذي يفرط في من اختارني. وافق والد زيد و عمومته و رأوا أن الرجل انصفهم و لم يدر بأذهانهم أن زيدا يمكن أن يختار أحدا غيرهم. نادى النبي صلى الله عليه و سلم زيدا و سأله: هل عرفت هؤلاء؟ قال: نعم،أبي و اعمامي. أخبره النبي صلى الله عليه و سلم بالخبر و سأله من يختار؟ أختار زيد المكوث مع النبي صلى الله عليه و سلم خادما بدل أن ينطلق مع أهله حرا و قد كان ذلك قبل الإسلام فلا يدور في أذهاننا أنه إختار الإسلام على الكفر. أصيب أهل زيد بالصدمة و لم يخففها عنهم إلا إعلان النبي صلى الله عليه و سلم تبنيه لزيد فأصبح زيد يسمى زيد بن محمد حتى أتى الإسلام و أبطل التبني فرجع يسمى زيد بن حارثة.
إن المتأمل ليعجب من هذا السحر الذي يجعل زيد رضي الله عنه يختار أن يبقى عبدا بدل أن يكون حرا بين أهله و ذويه. إن سحر أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم فوق الوصف،فهذه الحادثة كانت قبل البعثة فكيف أصبحت بعد البعثة؟!!!!! يقول أنس رضي الله عنه : خدمت النبي صلى الله عليه و سلم عشر سنين فوالله ما نهرني و لا قال لشيء فعلته لم فعلته و لا لشيء لم أفعله ألا فعلته فهل يعقل أن أنس رضي الله عنه لم يخطء خلال هذه العشر سنين. إنها و الله أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم الملائكية فقد حدث عنه جرير بن عبد الله البجلي قال: ما رآني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا و تبسم في وجهي حتى أن هذه الأخلاق و الإبتسامة غرت عمرو بن العاص رضي الله عنه -و هو من الذين أسلموا متاخرا بعد الحديبية- فظن عمرو أنه أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله: من أحب الناس اليك؟قال: عائشة،قال عمرو: فمن الرجال؟ قال: أبوها، قال عمرو: فسكت لا يعد قبلي أقواما، و عندها أدرك عمرو بأن حسن خلق النبي صلى الله عليه و سلم و تبسمه معه لم يكن لمنزلة خاصة له و إنما لأن أخلاق الرسول صلى الله عليه و سلم هي هكذا مع الناس كلهم.
ينبغي علينا أن نهتدي بهذه الأخلاق المحمدية و أن تسمو أخلاقنا كما تسمو عبادتنا فإن حسن الخلق يحبب المرء إلى الناس و حري أن تحببه إلى رب الناس إذا وافق معها طاعة و تقوى و قد الفضيل بن عياض : لأن يصحبني فاجر حسن الخلق*أحب إلي من أن يصحبني عابد سيء الخلق.
اللهم وفقنا جميعا لحسن الخلق و اجعلنا من أهل الطاعة و التقوى.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″