السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رأيت الأضحية و هي تصارع الموت، و كأنك ترى روحها تخرج من كل عرق لها، فقلت : ويح نفسي، لمثل هذا الموقف فأعدي. ينبغي للمرء أن يستثمر كل موقف للعظة و العبرة و تكون عبرة منتجة عملا و يقظة، لا مجرد بكاء على الأطلال. يغفل الناس عن الموت و عن الإستعداد له، رغم علمهم بقدومه، كما قال الحسن البصري : ما رأيت يقيناً أشبه بالشك من يقين الناس بالموت وغفلتهم عنه، فالكل موقن بالموت لكن تعاملنا معه و استعدادنا له يشبه ما لو كنا نشك في قدومه. إن سكرات الموت أليمة، و وقعه عظيم، و لم يسلم منها حتى محمد صلى الله عليه و سلم فقد كان يقول عند موته: لا إله إلا الله، إن للموتِ سَكََراتٍ.
اسأل الله أن يهدي قلوبنا و يوفقنا للاستعداد لذلك اليوم.
الى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت منذ زمن أمني نفسي بحفظ الخربشات و الخواطر التي أكتبها في هذا المنتدى المبارك، ، حيث أن أي إنهيار إلكتروني للمنتدى سواء كلي او جزئي كفيل بضياعها، و لكن التسويف كان هو ديدني، . صحوت على فقدان أكثر من موضوع و لا أعرف ما هي بالضبط، فما ملكت إلا أن تمثلت بقول الفرزدق:
ندمت ندامة الكسعي لما = غدت مني مطلقة نوار
الرسالة: أن التسويف قاتل، فخذ نفسك بالحزم و العزم في صغير الأمور و كبيرها، فإن الندم لا يفيد بشيء.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما كنت أكبر بعد صلاة العصر، لثالث أيام التشريق أحسست بألم يعتصر قلبي على ما فرطت في هذه الأيام الفاضلة. الرحيل يتمنى الكل أن لا يسمعه أو يجربه، و يختلف ألم الرحيل و لوعته بحسب مقدار المفارق، فالرحيل عن مكان جميل قضيت فيه بعض الوقت مؤلم و لكن ألمه ليس مثل ألم مفارقة الوالدين و الأولاد و الزوجة مثلا. يختلف الرحيل المؤقت بسفر و غيره عن الرحيل الدائم بالموت و أعظم من ذلك أن يكون رحيلا لا لقاء بعده كأن يكون المفارق حبيبا إلى قلبك و لكن تخشى أن لا تلقاه حتى في الجنة، لخاتمة سيئة مات عليها من كفر أو بدعة شنيعة، أما المعاصي فإن الرجاء في الله فيها كبير. رحيل الأيام الفاضلة من أشد أنواع الرحيل إيلاما للنفس، لأنها بإختصار هي عمرك، و الماضي لا يعود، فما مضى من عمرك فإنه لا يعود إليك أبدا ، و فرصة الإستفادة منه ذهبت إلى الأبد، فما أجدرنا أن ننتبه فيما بقي. اليوم هو أول يوم فيما بقي من عمرك ، و الأمر إليك و التصرف بيديك.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″