حتى و إن
من جهل بني إسرائيل أن قالوا : (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ) ظنا منهم -قاتلهم الله- أنهم يطيقون جهنم لهذه الأيام و جهلوا أن غمسة واحدة في النار تنسي كل ما مر بالإنسان من خير في الدنيا ففي صحيح إبن ماجه رحمه الله من حديث أنس رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:( يؤتَى يومَ القيامةِ بأنعَمِ أَهْلِ الدُّنيا منَ الكفَّارِ ، فيُقالُ: اغمِسوهُ في النَّارِ غَمسةً ، فيُغمَسُ فيها ، ثمَّ يقالُ لَهُ: أي فلانُ هل أصابَكَ نعيمٌ قطُّ ؟ فيقولُ: لا ، ما أصابَني نعيمٌ قطُّ ، ويؤتَى بأشدِّ المؤمنينَ ضرًّا ، وبلاءً ، فيقالُ: اغمِسوهُ غمسةً في الجنَّةِ ، فيُغمَسُ فيها غمسةً ، فيقالُ لَهُ: أي فلانُ هل أصابَكَ ضرٌّ قطُّ ، أو بلاءٌ ، فيقولُ: ما أصابَني قطُّ ضرٌّ ، ولا بلاءٌ).
اللهم إني أسألك أن تحرم أجسادنا جميعا و وجوهنا عن النار فإنا لا نطيقها و لو لحظة أو أقل منها فكيف بأيام قاتلهم الله. اللهم يا مجيب الدعاء استجب دعائنا.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
و ارتفع النداء
يستهويني سماع أذان المغرب من جامع الإمام تركي في وسط الرياض عبر إذاعة القرآن، إلا أنه كان له وقع خاص قبل يومين. كان يعلن عن دخول صلاة المغرب، إلا أنه كان يعلن في الوقت نفسه إنقضاء عام كامل طوي من حياتنا و لن يعود.
كم نستعجل الزمن و تريثه ربما يكون خير لنا لو ندري، فنستعجل الطفل كي يكبر ثم يبدأ في إستعجال الأحداث، فيستعجل التخرج ثم الزواج ثم الوظيفة ثم بلوغ الأولاد و زواجهم، و يبدأ في تمني تريث الوقت بدل عجلته على مشارف الخمسين و أنى له كلاهما، فهو يمضي بأمر الله لا بآمال البشر.
عندما يمضي وقت فلن يعود إليك و لن تنفع الأمنيات و القصائد في إرجاعه، و إنما ينفع أن تجري مراجعات شاملة لما مضى و معرفة القصور الذي يمكن تداركه فيما بقي و هذا ينطبق على أمور الدنيا و الآخرة، إلا أننا مع نهاية العام ينبغي أن نركز على محاسبة النفس فيما يقرب من الله و الدار الآخرة.
البعض قد يستثقل مصطلح محاسبة النفس، و لكنه مفيد جدا فهو يعينك على إكتشاف الأخطاء و تصحيحها أو التخفيف منها. كتابة هذه السلبيات و كتابة خطتك و أهدافك في العام الجديد يساعدك على تطبيقها و تقييم هذا التطبيق. ضرب الأمثلة قد يسهل الموضوع. مثلا نقول وجدنا أن التاخر عن تكبيرة الإحرام و هجر القرآن أكبر مشكلتين في العام الماضي. نكتب الهدفين في مكان واضح و الخطة لتنفيذ ذلك، و نكتب حتى الخطة فنقول مثلا: الإنصراف الى الوضوء مباشرة مع الأذان، و قراءة حزب يومي قبل مسك الجوال.
المراجعات مهمة و مهم أن تعلم أن اليوم هو أول يوم فيما بقي من حياتك فإياك أن يضيع كما ضاع الذي قبله.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″