كفوا عن أعراض الأمة وليتكم تسابقتم في نصرة القضايا الكبرى للمرأة

البدير حذر من التبذير في الأفراح .. والسديس مخاطبا دعاة الفتنة:
كفوا عن أعراض الأمة وليتكم تسابقتم في نصرة القضايا الكبرى للمرأة
أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الله جعل انتهاك الأعراض قرين الشرك وقتل النفس.
وأشار في خطبة الجمعة من المسجد الحرام أمس إلى أن العصر الحاضر شهد تفريطا في أرسان العفة والحياء، مبينا أن أقواما لهثوا خلف سراب التحرر وضرام الإغراء، ولاطفت المرأة الرجل ومازحت، وتساهلت في صيانتها وتسامحت، وكشف عن مواطن الفتنة والإغراء دون حرج أو إغضاء.
ورفض السديس ما يراه البعض من أن حجاب المرأة هضم لحقها وحكم برقها، مشيرا إلى أن هؤلاء تعزز أهواءهم أقلام مسمومة تروج لإبراز الوضيعات ووصف الوضاعات وتأجيج الشهوات والنزوات التي تدك معاقل النخوة والرجولة وتبك الحفيظة والبطولة «وما ذلك إلا سقوط الفطرة العفيفة، وارتكاس بالأخلاق المنيفة، وتمرد على أحكام الديان وشرعة الرحمن».
وقال معقبا: «ألا فلنحذر على ديننا وعزتنا وغيرتنا وكرامتنا من أحلاس الغريزة الخسيسة والنزوات الخبيثة التي تفتك بالأمن والاطمئنان، وتثير الأضغان في المجتمع والعدوان، لذلك قال المجتبى عليه الصلاة والسلام (فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم)».
وأضاف: «من الرماح الهاتكة لحمى العفاف والاحتشام الدعوة إلى الاختلاط المحرم بين الإناث والذكور، الباعث على الشرور والثبور دون إنكار أو اعتراض أو توجيه من الآباء وامتعاض، بزعم الثقة المحمودة الآثار»، موضحا أن «وسائل الاتصالات وأعمدة المقالات والكتابات وقنوات الفضائيات أججت الغرائز وألهت الشهوات».
ووجه حديثه للمستخفين بالأعراض قائلا: «يا هؤلاء وأولئك؛ كفوا عن أعراض الأمة جشاءكم، ويا ليت هذا السباق المحموم سخر في نصرة قضايا المرأة الكبرى، والمطالبة بحقوقها العظمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإلى الله المشتكى وهو حسبنا في شرف المسلمين».
واختتم السديس خطبته بقوله: «للقضاء على داء انتهاك الأعراض أو التحرش بالشريفات العفيفات، لزم الحث على الزواج والتيسير في المهور؛ لأن الإحصان هو الحل الإسلامي الرشيد، والمنهج الشرعي السديد، لقضية الغرائز والطباع التي تضرم في اندفاع، مع امتثال أمر الحق في رعاية الشباب والفتيات، وصونهن عما يوردهن المهالك، والفوادح الهوالك، فإنهن ربات الخدور، وباعات الشرف والفخر والسرور».
خطبة الحرم المدني
وفي المدينة، حذر خطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير من التسابق في التبذير من الأفراح، والتكلف في المهور، وتجاوز المعقول في الألبسة واستئجار القاعات تعاليا وتماديا، واستئجار المطربين والمطربات.
وأوضح أنه يقبح بالمسلم استمهال الراحة، واستدامة الغفلة، واستمرار اللهو، وإطلاق العنان للشهوة، وتجاوز حدود الشرع في اللهو المباح، ومخالفة النوم، ودوام الجثوم على أجهزة التسلية والترفيه التي تقتل النبوغ وتشغل الأذهان بما حقر وهان، وتعقب العلل، وتورث الكسل، وتوجد الفشل. ووجه البدير حديثه للشباب، مطالبهم إلى المسارعة للعلو والارتفاع، والتشمير للعلم والمعرفة، والوغول في ميادين العمل المباح، وتعلم صنعة، واكتساب مهارة، مشيرا إلى أن أحسن معقل وأكرم مقيل وأهدى سبيل لزوم الكتاب والسنة وتعلمهما، وقراءة سيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم والتأسي بأقواله وأفعاله، محذرا الشبان من الأشقياء والفسقة وأصحاب السوء والفتنة.