وفاة وإصابة عدد من الأشخاص بسبب الأمطار في جدة

إخماد 7 حرائق بمنازل شعبية برابغ وإخلاء سكان 90 منزلاً وإنقاذ 5 أسر محتجزة


وفاة وإصابة عدد من الأشخاص بسبب الأمطار في جدة


الأربعاء 25 نوفمبر 2009






تواصل فرق الدفاع المدني ، مباشرة عدد من الحوادث التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة جدة صباح اليوم الأربعاء واستمرت في هطولها لما يقارب الأربع ساعات، وبلغت كمياتها 70 مليمتر حسب ما سجلته أجهزة القياس، فيما تواصل أمانة جدة والجهات المعنية أعمالها لإزالة السلبيات المترتبة على تجمعات المياه وفقا للخطط المعدة لمواجهة أخطار الأمطار والسيول.

ولقي ستة أشخاص مصرعهم في أحد الشقق الواقعة في شارع "جاك" في قويزة (شرق جدة)، إثر إقتحام السيول مقر سكنهم، كما عثر رجال الدفاع المدني في مركز قويزة، على جثة مجهولة الهوية كانت قد جرفتها السيول.

واستخدم الدفاع المدني الزوارق في عدد من شوارع وأحياء جدة لإنقاذ المحتجزين بسبب تجمع كبير للمياه التي جعلت من عمليات التحرك صعبة للغاية، ولا يزال يتلقى العديد من الاتصالات والبلاغات لإنقاذ المحتجزين إضافة إلى بلاغات عن وجود التماسات كهربائية وتسرب المياه داخل المنازل.

وانقطع التيار الكهربائي عن عدد من الأحياء في جدة خاصة الجنوبية والشرقية واضطرت إدارة المرور لإغلاق طريق جدة ينبع وطريق المدينة القديم.

وأخمد الدفاع المدني في محافظة رابغ 7 حرائق في منازل شعبية جراء الالتماسات الكهربائية بسبب الأمطار الغزيرة وأخلى سكان 90 منزلاً وإسكانهم في قاعة أفراح كما تمكن من إنقاذ 5 أسر كانت محتجزة في منازلها.

ولا تزال فرق الإنقاذ بقيادة مدير الدفاع المدني المساعد بمحافظة جدة العميد محمد القرني تجوب المناطق الجنوبية الشرقية بحثاً عن المتوفين والمفقودين تحت أنقاض المنازل التي جرفتها السيول كما أجلى الطيران العمودي مئات المواطنين والمقيمين من منازل أغرقتها السيول.

وأكد شهود عيان لـ"سبق" أن المياه طمرت منازل في أحياء غليل والمنتزهات وقويزة والنزلة والمصفاة وجميعها جنوب محافظة جدة فيما دخلت المياه أجزاء من فلل مشروع الأمير فواز الجنوبي وغمرت الأدوار السفلى كما تسببت الأمطار في عزل منازل وعدداً من السيارات عن أصحابها كما عزلت الأمطار عددا من العائلات في حي غليل وأحياء شرق جدة حيث صعد السكان إلى أسطح المنازل بعد أن دخلت المياه في منازلهم .

من جانبهم أبدى عدد من المواطنين استياءهم الشديد إزاء تقاعس أمانة جدة بعد أن كشفت الأمطار المستور بعدم جدوى المشاريع التي صرفت عليها ملايين الريالات، مشيرين إلى أن هذا الوضع يكشف التقصير الواضح في عدم استكمال مشروع مخاطر السيول حيث كانت الأمانة تسلمت المشروع منذ نحو سبع سنوات ولم ينجز على الوجه المطلوب وبات أمام وزارة الزراعة ضرورة العمل على إقامة سد لحجز المياه القادمة من جبال شرق جدة والتي داهمت منال قويزة والمناطق المتاخمة لها .

ووضح وكيل أمين جدة للخدمات الدكتور هاني أبوراس من غرفة عمليات الأمانة انه فور هطول الأمطار تم اتخاذ العديد من الإجراءات منها تطبيق خطة تنفيذ تدابير الدفاع المدني لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول بجده، وإبلاغ الجهات المعنية بذلك وتمرير بلاغ طبي للشئون الصحية تحسبا لمواجهة الموقف. وأضاف انه تم توجيه أحد ضباط الحماية المدنية إلى غرفة عمليات أمانة محافظة جده للقيام بأعمال التنسيق وتمرير البلاغات للجهات المشاركة في تنفيذ الخطة، مع توجيه عموم مدراء أقسام الدفاع المدني الخارجية بعمل مسح شامل لحدود مناطقهم حسب الاستمارات المعدة وحصر الأضرار والبلاغ عن المواقع المتضررة وتجمعات المياه، مع توزيع دوريات السلامة وفرق الإنقاذ على الشوارع والميادين المسجلة لدي غرفة العمليات مسبقا والتي تتجمع فيها مياه الأمطار وذلك للتدخل في الحوادث وتقديم المساعدة.

وأشار وكيل أمين جدة للخدمات، أن غرفة عمليات الأمانة تلقت ما يزيد على 100 بلاغا من قبل سكان جدة والجهات المعنية تم التعامل معها وتوجيه فرق الشفط، مشيرا إلى أن لجنة الأمطار حددت مواقع تجمع مياه الأمطار حسب أقسام الدفاع المدني ، في الشوارع الرئيسية والشوارع الفرعية، والمساجد، والمدارس.

وأكد أنه تتم إزالة تجمعات مياه الأمطار من جميع الشوارع الرئيسية ومن أمام الدوائر الحكومية والمدارس خلال ست ساعات من توفق سقوط الأمطار، أما الشوارع الداخلية والفرعية والبراحات فيتم التعامل معها خلال 72 ساعة مع مباشرة أعمال الرش تفاديا لتكاثر البعوض.

وأوضح الدكتور أبور راس، أن أمانة جدة لديها خطة للتعامل مع الأمطار فور هطولها، تهدف إلى وضع الحلول اللازمة لمعالجة السلبيات وزيادة كفاءة العمل ، وتتضمن تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة في الأمانة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية في الجهات الأخرى، وتهدف أيضا إلى تصريف ورفع مياه الأمطار التي تتجمع في التقاطعات والشوارع الرئيسية والداخلية والساحات من خلال استخدام شبكة التصريف والتوصيلات أو بواسطة الناقلات تمشياً مع المشاريع المستحدثة في جدة.

وأكد أن خطة تصريف الأمطار تتضمن تحديد مسؤوليات وواجبات كل إدارة في الأمانة وعمليات التنسيق مع الإدارات المعنية في الجهات الأخرى كالمرور ودوريات الأمن والدفاع المدني وفرع وزارة المياه والكهرباء ووزارة النقل وشركة الكهرباء .

وتشمل الخطة برنامج العمل خلال فترة التنفيذ وتحديد المسؤولين في كل الإدارات، ويعمل على تنفيذ الخطة مديرو عموم الإدارات المعنية بالأمانة ورؤساء البلديات الفرعية وموظفوها وعمالها، موضحا أن برنامج العمل يتلخص في تواجد أعضاء غرفة العمليات عند بدء هطول الأمطار إضافة إلى مندوبي شركات النظافة لتحديد مواقع فرق العمل وإعداد الناقلات والمضخات ومن ثم يقوم المسؤول عن غرفة العمليات بالاتصال برؤساء البلديات ، ويتم إعداد تقارير مبدئية عن مواقع تجمع المياه ، يتبع ذلك تحديد الأولويات للمواقع التي تجمعت فيها المياه لردمها .

وأشار إلى أن الخطة تتضمن التخلص من المياه في الشوارع الرئيسية خلال ( 24) ساعة ، ومن الشوارع الفرعية خلال (48) ساعة والمسطحات والساحات خلال (72) ساعة .

من جهته، أوضح المهندس فيصل شاولي رئيس اللجنة التنفيذية للأمطار بأمانة محافظة جدة، أن وحدة تصريف مياه الإمطار والسيول باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الإمطار ، مضيفا إلى انه تتم الاستعانة كذلك بالوايتات حيث تواجدت أكثر من 50 ناقلة تابعة لإدارة الحدائق والتشجير والمرافق البلدية وأكثر من 150 ناقلة من وايتات الأهالي بالإضافة إلى المكانس وناقلات شركات النظافة والتي باشرت أعمالها حيث تم توزيع 15 وايتا على كل بلدية فرعية.

وأوضح رئيس لجنة الأمطار أن إدارة العمليات قامت بعمل التنسيق بين الجهات المشاركة والبلديات الفرعية، وعليه سيتم التنسيق من قبل العمليات مع مدير إدارة مشاريع النظافة برش المواقع المتضررة، كما تعاملت مع بلاغات إدارة المرور 66 بلاغ وتم الانتهاء من جميع المواقع الساعة الخامسة صباحا التي تم تسلمها من إدارة المرور. وتابع شاولي أن اللجنة تفاعلت مع الحدث مباشرة من قبل العمليات في تلقي البلاغات وكان حضور وكالة الخدمات من شركات نظافة ومراقبة الناقلات ومساعد وكيل الأمين للنظافة والمرادم ورؤساء الأفرع والمشرف علي رؤساء الأفرع وإدارة تصريف مياه الأمطار والسيول وذلك بالتخلص من تجمعات المياه بالشفط والكنس.

وعلى الصعيد الصحي أبدت أقسام الطوارئ في مستشفيات الملك فهد بجدة والملك عبدالعزيز والثغر ومستشفيات أخرى استعدادها لاستقبال المصابين جراء الفيضانات والسيول التي داهمت منازل في أحياء جنوب جدة.

من جهة أخرى هطلت أمطار غزيرة ومتوسطة على منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة شملت منى وعرفة وجميع أحياء مكة سجلت معها بعض الحوادث المرورية البسيطة في بعض الطرقات فيما لم تسجل أي حوادث على الحجاج .

وهطلت ظهر اليوم أمطار متفرقة على محافظة الطائف شملت الحوية والحلقة والواسط وعدد من أحياء المحافظة.

وفي المدينة المنورة أكد اللواء صالح المهوس مدير عام الدفاع المدني في تصريح لـ"سبق" أن الدفاع المدني لم يسجل أي بلاغات عن أضرار أو مفقودين جراء الأمطار التي هطلت على المنطقة وشملت ينبع وعدداً من المناطق التابعة لها، مشيراً إلى أن فرق السلامة تتابع الأوضاع ميدانياً .

الف الف شكر يالغلا على الموضوع الراقي والمميز

يعطيك العافيه