شيخ كبير طاعن في السن لم يولد له ولد, ثم شاء الله أن يرزق بولد على كبر فأحبه و رعاه فلما كبر أمام ناظريه, أمر بقتله فما رأيكم؟ ذاك إبراهيم عليه السلام أمتحنه الله بالأمر بذبح ابنه و قرة عينه إسماعيل
(وقال إنِّي ذاهب إلى ربِّي سيهدين
ربِّ هب لي من الصَّالحين
فبشَّرناه بغلام حليم
فلمَّا بلغ معه السَّعي قال يا بنيَّ إنِّي أرى في المنام أنِّي أذبحك فانظر ماذا ترى)
تمت المشاورة بين الابن الصالح و الأب الصالح و تم الاتفاق على تنفيذ الأمر ( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللَّه من الصَّابرين) فلما رأى الله منهما صدق الاستجابة جاء النداء الرباني بالفرج بعد الشدة
(فلمَّا أسلما وتلَّه للجبين
وناديناه أن يا إبراهيم
قد صدقت الرُّؤيا إنَّا كذلك نجزي المحسنين
إنَّ هذا لهو البلاء المبين
وفديناه بذبح عظيم)
فرغم حب ابراهيم عليه السلام لابنه الا أنه قدم حب الله على حب ابنه و كاد هذا الحب أن يقتل اسماعيل, فلما علم الله صدق ابراهيم و إسماعيل عليهما السلام فداه بذبح عظيم, بكبش من الجنة. أصبحت تلك سنة في الحنيفيين من بعد ابراهيم لتكون رمزا لصدق الحب لله و صدق الاستجابة و الاستسلام لله فما أجمله من حب و ما أنصعها من تضحية و لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (أنا ابن الذبيحين).
دمتم بخير
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
صمتي حكي
جنصل
شكرا لمروركما
أبو الحسام
ابراهيم- عليه السلام- استجاب لأمر الله لما أمر بذبح أغلى الناس عنده, و بعضنا لم يستجب لله في أبسط الفرائض و تغافل عن (استجيبوا لله اذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه) فالاستجابة لأمر الله حياة و غيره موت.
شكرا لمرورك و تعقيبك
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″