في السنوات الأولي من عمر الطفل قد يلجأ إلى اللعب بأعضائه التناسلية ، الأمر الذي يقلق الأمهات ويجعلهن متخوفات من الاستغناء عن الحفاض خوفاً من تكرار العادة والشعور باللذة الجنسية وإدمانها.
ويؤكد الأطباء أن اكتشاف المناطق التناسلية لدي الطفل أمر طبيعي يتحدث عادة من عمر 3 : 6 سنوات أو قد يكون بعمر مبكر "سنة ونصف " ، هذه العادة لا تشكل ضرراً خلال المراحل العمرية الأولي ، لأنها تلعب دوراً في نمو الطفل وتعرفه علي جسمه وأعضائه المختلفة.
وقد يلجأ الطفل إلى لمس أعضائه التناسلية بسبب التهابات في تلك المنطقة أو وجود تحسس من بعض المستحضرات أو لعدم نظافة المنطقة ، وقد يلجأ الطفل في بداية الأمر إلى لمس أعضاءه للتعرف على أجزاء جسمه في حين يحس الطفل بالسعادة عند ممارسة ذلك العمل مما يدعوه إلى تكرار تلك العملية عدة مرات وقد يكون احد الأسباب المساعدة على ذلك هو ترك الطفل عاريا ، وإعطاؤه الفرصة للوصول إلى أعضائه التناسلية بسهولة.
ويلجأ الطفل إلى ممارسة ذلك نتيجة منعه من شيء معين قد اعتاد عليه أو عند تعرضه إلى ضغوط نفسية أو لمجرد الفراغ وعدم تنمية وقته فيما هو مفيد ، مع إهمال الأم.
سلوك الطفل في هذا العمر لا يأخذ المفهوم الجنسي المتعارف عليه لدي الكبار، ولكن قد لا يتعدي أكثر من الشعور بالمتعة والراحة والاسترخاء من لمس أعضائه، وبدون وجود أي بعد نفسي أو اجتماعي أخر.
حب الاستطلاع عند الأطفال الذكور يأتي بمداعبة العضو وعند الإناث باللمس وحك الأعضاء التناسلية الخارجية ، وقد يميل الطفل إلى النوم على بطنه كما يظهر آثار ذلك على وجه الطفل بالاحتقان وعدم الارتياح.
ويؤكد د. إيهاب عيد أستاذ الطب السلوكي أن هناك أمهات تمارس ضعوطاً لتدريب الطفل علي التبول والاستغناء عن الحفاض في سن مبكرة وقد يكون هذا الأمر أحد الأسباب التي تدفعه إلى ذلك، في حين أنه من الطبيعي أن يستمر الطفل في ارتداء الحفاض من 3 : 5 سنوات.
ويشير د. إيهاب إلى أن العالم سيجمان فرويد قسم هذه المرحلة إلى ثلاث أقسام المرحلة الفنية والقضيبية والشرجية ، وهي مراحل رمزت إلى بعض الأعضاء ، وقسم كل مرحلة إلى سنتين من عمره ، وخلالها يضع نفسه بكل منطقة لاستكشافها وإشباع نفسه ولكن بعيداً عن الشعور باللذة الجنسية.
ولكن المشكلة التي لفت إليها أنه من الممكن أن يتحول الأمر إلى مشكلة إذا مارس الأب أو الأم أي ضغوط على الطفل أو الطفلة من خلال التعنيف والمعاقبة عند لمس الأعضاء التناسلية أو حكها ، لأن بهذه الطريقة يتم تثبيت الفكرة فى مخ الطفل وإصراره على ممارستها.
ويرجع د. إيهاب سبب لجوء الطفل للعب بأعضائه إلى بعض الضغوط التي يجب التخلص منها أولاً ، مثل ضرب الطفل ، أو عدم وجود الأب أو الضغط على الطفل للتبول بأوقات غير مناسبة ، ومع وجود وقت فراغ للطفل يبدأ خلاله في استخدام يده للعب.
ويؤكد د. إيهاب أنه في حالة استمرار أي من الضغوط على الطفل تظهر لديه بعض العادات كمص الأصابع ، قضم أظافر ، أحلام مزعجة ، كذب ، سرقة أو تحسس اليدين للأعضاء التناسلية ، حتى أثناء تواجد الطفل في الحضانة ، مشيراً إلى أن بعض الأطفال الأكبر سناً يكون لديهم هرمونات زائدة فتظهر لديهم هذه العادة في عمر 9 سنوات ، وفي هذه الحالة يحتاج الطفل إلى إجراء تحليل للهرمونات ، واللجوء إلى تشتيت الانتباه بالرياضة وشغل أوقات الفراغ ،وبالتالي تنتهي هذه العادة مع الوقت مع مراعاة عدم تعود البنت على ارتداء الملابس الضيقة وما إلى ذلك في حالة زيادة الهرمونات لدي الفتيات الذي اعتبره د. عيد أمر جيد وليس سئ.
وواجهت أحد الأمهات نفس المشكلة مع طفلتها التي كانت تتركها لفترات طويلة مع أقاربها ،و لاحظت اعتماد الطفلة التي تبلغ 3 أعوام على هذه العادة أثناء نومها على بطنها ، وبعد سنة اكتشفت الأم أن الطفلة تكون مستيقظة خلال هذا الوضع وهناك شخص ما يأمرها بذلك ، واكتشفت بعد فترة أن هذا الشخص هو أحد أقاربها ، وحذر د. إيهاب من عدم إعطاء الأمان وترك الأطفال لمدد طويلة دون رقابة حتى من الأقارب ، وملاحظة أى علامات غريبة بالطفل التي تدل على أن الطفلة تري أو تتعرض لأشياء غير طبيعية.
وفى الأحوال الطبيعية ينصح د. إيهاب على ضرورة التعامل مع الأمر بحرص وتشتيت الانتباه عن هذه العادة فقط دون لفت نظر الطفل بأنه يرتكب خطأ ما ، حتى لا ينتهز فرصة وجوده بمفرده ويعتاد على ممارستها بسبب سلوكيات الآباء الخاطئة في التعامل مع الأمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
إستشارة تربوية
السلام عليكم ورحمة الله.. ابنتي عمرها 8 سنوات، تفكر كثيرا بالأعضاء التناسلية لدى غيرها وتتحدث عنها كثيرا أصبح كوسواس، لدرجة أنها لم تعد تتحمل ذلك فأخبَرَتني عنه وقالت لي إنه سر لا تخبريه أحدا. ضميرها يؤنبها وتعلم أنه ليس من الطبيعي تفكيرها المبالغ بالأعضاء التناسلية لدرجة تخيلها لها ولأشخاص.. أصبحت يوميا تأتي إلي وتشكي ذلك وتسألني ماذا يمكنها أن تفعل كي يذهب عنها هذا التفكير فأصبحت تصلي وتدعو كما لم تكن تفعل من قبل. كما أنه يؤثر على تركيزها ويشتته وأيضا يؤثر على نفسيتها جدا. أصبحنا قلقين عليها جدا ونخاف أن يؤثر عليها ذلك بأي شكل من الأشكال. أرجوكم أن تدلونا على الطريقة الصحيحة للتعامل معها وما سبب ذلك? عمر المشكلة: شهر. في اعتقادك ما هي أسباب المشكلة؟ - لديها جهاز (آي باد) فربما شاهدت شيئا أثار فضولها عاده عندما تتصفح اليوتيوب تبحث عن فيديوهات أطفال في المسبح. - توجد مشاكل بيني وبين أباها لكننا نعاملها أفضل معامله ونلبي جميع احتياجاتها. في اعتقادك ما هي الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة؟ لا أدري. ما هي الإجراءات التي قمت بها لحل المشكلة؟ حاولت الاستماع لها وعدم زجرها عندما تحكي لي أفكارها بالأعضاء التناسلية. كما أني تحاورت معها كثيرا بأنها يجب أن تفكر بأشياء أخرى وعرضت عليها أشياء تفكر بها وحاولت أن أجعلها تنشغل.
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
حياك الله أختي الفاضلة ومرحباً بك .
أقدر غاليتي حرصك وخوفك على ابنتك.. حفظها الله .
لذا أتمنى أن تتحلي ببعض الصبر في التعامل معها لتجتاز مشكلتها..
ففي البداية من المهم جداً الاستماع للطفلة دون نقد لما تقوله بل بتعاطف كامل معها وتقبل لها.. وتركها تتحدث بحرية كاملة عن مشاعرها وعن والأفكار التي ترد عليها..
ومن كلماتها حاولي أن تتعرفي على سبب المشكلة.. ففلتات اللسان والتعبير عن المخاوف تجاه شيء معين يدلك على سبب المشكلة..
وكذلك إعطاؤها الجو الآمن والرسم معها بشكل يومي.. فذلك سيساعدها على التنفيس عن مشاعرها المكبوتة مما يساهم في علاجها.. ويساعدك في التعرف على أسباب المشكلة عند تكرارها لرسم معين.. عليك سؤالها بهدوء عن كل العناصر الموجودة في الرسم لتتضح الصورة لك.. ومن الأفضل أن يكون السؤال بطريقة غير مباشرة.. مثلاً إن قالت "هذه بنت خائفة " في أحد رسوماتها مثلاً.. اسأليها لم تخاف هذه البنت وممن وماذا رأت وأخافها؟
وما الذي تريده لترتاح وتترك الخوف؟
فالحرص على معرفتنا سبب المشكلة له أسباب عدة منها أن السبب قد يكون أنها قد تعرضت لتحرش فأثر ذلك على نفسيتها بشكل صدمي مما أثار عندها تلك الأفكار أي أن الأفكار هي نتاج مشكلة تحتاج الحل أولاً.. أو قد يكون نتيجة مشاهدتها لمنظر سيء سبب لها المشكلة.. وعندها يجب التعامل مع المشكلة وحلها قبل التفكير بالأعراض الظاهرة .
وبناءً على أسباب المشكلة يتم التعامل معها.. لكن في العموم لكي تتخلص من الأفكار المزعجة عليك بمساعدتها على صرف تلك الأفكار عن ذهنها بأي عمل آخر كاللعب أو قراءة قصة صغيرة.. ومع كثرة صرفها ستبدأ بالتلاشي إن كانت مجرد أفكار وسواسية ليس لها سبب صدمي..
وكذلك من المهم تحقير الفكرة والتكلم مع الطفلة أن هذه أفكار سخيفة لا تدعو للقلق فقط لا تهتمي بها ولا بإبعادها عن فكرك.. بل انشغلي عنها واستبدليها بمنظر جميل.. دون أن تشعري بالذنب لأنك لست أنت القاصدة لوجود الأفكار.. فالله لا يحاسبك عليها.. وذلك يقلل التوتر والقلق.. الذي يساهم في زيادتها.
كل ما سبق أختي الفاضلة هي وسائل لحل المشكلة والبحث عن مسبباتها.. لكن إن وجدت صعوبة في التعامل مع الطفلة أو التطبيق.. أنصحك بمراجعة العيادة النفسية للمساعدة.
دعواتي لابنتك بالعافية التامة.