أخبرنا و هو يحدثنا قال: أتاني رجل يستأذنني في هجر أبيه، فلما رآني قد أعظمت ذلك قال: اسمع يا شيخ، نحن خمسة إخوه، و قد هجر أبي أربعة من إخوتي و بقيت أنا معه، إلا أنه لا يتوقف عن سبي حتى و أنا أدفع عربيته للمسجد، بل إنه يقول لمن يزوره في البيت: ابني هذا ليس فيه خير، رغم أنني أنا الذي يقوم على رعايته و لأنني لم أعد أحتمل، فأريد أن اخرج كما فعل اخوتي، ثم استرسل الشيخ في ذكر قصص مشابهة لأولاد برره يقابل إحسانهم بالجحود و النكران، و قصص لأقارب و زملاء يقابل احسانهم بالإساءة، و عرفانهم بالنكران، ثم عاد الشيخ لمحدثه فقال له: لماذا تحسن إلى والدك؟ فأجابه: برا به، فبادره: اذا فلتعلم أن البر عباده، اذا فلتعلم أن البر عباده، و أنه ليس معاملة بالمثل فقط. إنها معان عظيمة في فلسفة العطاء. أن تنوي بعطائك على أي مستوى وجه الله ستحصل على مكسبين: الأجر في الآخره على عملك، و راحة البال فيما لو تجهم لك وجه الزمن و جحدك من أحسنت إليه خاصة اذا كان من ذوي القربى.
وظلم ذوي القربى أشد مرارة= على النفس من وقع الحسام المهند
إن وضوح هذه الفلسفه ستملأ حياتك بالسعاده لأن عطائك سيكون لله و لن تتطلع نفسك لنيل أجر في الدنيا و بذلك تسعد و تستمر في العطاء المطلوب منك و كما قيل أثنان لا تتذكرهما أبدا : إحسانك إلى الناس وإساءة الناس إليك عن أبي هُريرة رضي الهُ عنهُ أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعُوني، وأحسن إليهم ويُسيئون إليّ ، وأحلمُ عنهم ويجهلون عليّ! فقال :" ((لئن كُنتَ كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل، ولا يزالُ معك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم ما دُمتَ على ذلك)) رواه مسلم
إلى اللقاء