السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت أتحدث مع إحدى قريباتي فأخبرتني أنه في مجتمعنا القبلي و القروي يوجد نساء يلبسون إلى فوق الركبة في المناسبات سواء الكبيرة أو حتى المحدودة و هذا ليس خاص بالشابات الصغيرات بل يشمل بعض من لديها أولاد مع ما يصاحب ذلك من كشف للظهر و غيرها و ذلك بحجة مغلوطة و هي أن عورة المرأة عند المرأة من السرة إلى الركبة. إنه لا يوجد دليل مقنع على هذا الكلام و إنما عورة المرأة عند المرأة في الأحوال العادية هي ما جرى عليه العرف من كشف الرأس و العنق و اليسير من الظهر و الصدر و الذراع و القدم. إن هذا التحول الخطير في مجتمعنا القبلي لهو نذير شؤم ينبغي للعقلاء ممن ولاهم الله الولاية على البيوت التصدي له. أعلم أن كلامي قد يغضب بعض الأخوات لكن الله سيسألنا عن ما قمنا به من أجل التصدي لهذه الظاهرة. ينبغي للآباء تنشئة بناتهن على الحشمة و الحياء و عدم التساهل في القليل لأنه يأتي بالكثير. السؤال المهم: ألا يمكن للشابة أن تبدو جميلة و جذابة إلا من خلال هذه الموضة البغيضة؟!!!!!!! ذ إن الموضة مثل النفق المظلم الذي كلما أوغلت فيه زاد ظلاما و ليس له نهاية و لو حاولت الرجوع فقد لا يكون سهلا. مما يسهل على ولي الأمر متابعة قريباته رفع مستوى الخوف من الله و مراقبته. أعلم أننا في زمن للأسف قلت هيبة الأب على أبناء بيته لكن تأكدوا أنه المسئول أمام الله فيما إستطاع تغييره و لم يغيره. إنني أكتب هذه الكلمات و أنا أنظر إلى الدماء و الأشلاء في غزة. إنه و الله ليس بيننا و بين الله حسب و لا نسب و إننا إن لم نشكر الله عملا على نعمه فستسلب منا كما سلبت من غيرنا. إن تكاتفنا هو محافظة منا على السفينة التي نحن عليها جميعنا و لو غرقت فلن يغرق المتساهل فقط بل الجميع. أنا أعلم أن الكثير ممن تتساهل في موضوع اللباس محافظة على صلاتها و هي و الحمد لله محافظة على شرفها لكن هذا لا يمنع أن ننبه إلى خطورة هذا الوضع. هناك جانب يغفل عنه البعض و هو إما أن تكون المتساهلة فيما ذكرت جميلة فهي عرضة للعين و الحسد و إما أن تكون غير ذلك فهو استر لها أن لا تكشف ما ستره الله. هناك بعض الأباء يعتقد أننا نتحدث عن غير بيته و ذلك لأن قريباته يخرجن معه بالعباءة و لذلك أقترح أنه من فترة لأخرى يطلب منهن نزع العباءة عند باب السيارة. أكرر رجائي بأن لا يغضب البعض فلسنا في مدرسة أو ثكنة عسكرية لكن هذه الخطوة لا تكون إلا بعد التفاهم و بيان الأحكام و محاولة رفع مستوى المراقبة الذاتية لكن نحتاج أيضا إلى الحزم في بعض المواقف. أرجو أن لا أكون أغضبت أحدا لكن (معذرة إلى ربكم و لعلهم يتقون )
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″