السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثيرا ما تطرق أسماعنا هذه الكلمة بأن فلان له ظهر، عندما يشيرون إلى أن لديه من يدعمه من كبار القوم. تأملت ذلك و أنا اقرأ في أذكار النوم ( اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك الحديث) . حتى الشجعان الذي لا يهابون الاعداء، يقلقون عندما تكون ظهورهم مكشوفة للعدو، و أوضح دليل ما أمر به النبي صلى الله عليه و سلم الرماة من حماية ظهور المسلمين يوم أحد و لم تنقلب كفة المعركة على المسلمين إلا بعد أن فرط الرماة بالنزول من الجبل طمعا في الغنائم و تركوا ظهور المسلمين مكشوفة. تمنى لوط عليه السلام أن يكون له ظهر من عشيرة يحمونه حيث قال الله تعالى على لسانه :( قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ) إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم استدرك على لوط عليه السلام، فقال: ( ورَحْمَةُ اللهِ على لوطٍ، إِنْ كانَ لَيَأْوِي إِلى رُكْنٍ شديدٍ) يقصد الله تعالى.صححه الألباني و أحمد شاكر.
إن من الخطأ أن تعتقد أنه إن كان لك ظهر من الناس تيسرت أمورك، بدون عون من الله، و العكس أيضا صحيح ، فمن الخطأ أن تعتقد أنه إن لم يكن ظهر من البشر لن توفق فإن الله أعظم ظهر و أعظم ناصر، و التوكل على الله و اللجوء إليه في الشدائد هو من أعظم منازل العبودية، و من أكبر أسباب النصر و التوفيق (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
إن الشعور اليقيني بأنك ألجأت ظهرك إلى الله يشعرك بالطمأنينة، لأنك لن تخشى أن يتغلب عليه من هو أقوى منه، فالقوة و العظمة له وحده سبحانه.
و أخيرا:
إذا لم يكن عون من الله للفتى== فأول ما يجني عليه اجتهاده
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″