الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > منتدى الحوار والنقاش الجاد

منتدى الحوار والنقاش الجاد يهتم بالمواضيع والنقاشات الهادفة والقضايا الجادة من مشاكل وحلول ومواقف وقضايا ورؤية وفكر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-2013, 04:13 PM   #1
 
الصورة الرمزية عاشق الاحزان
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 958
معدل تقييم المستوى: 21
عاشق الاحزان will become famous soon enough
افتراضي جربت العقل الباطن

دائما ما نسمع عبارة (( هذا الشخص أحببته لله )) ... أو (( هذا الشخص كرهته لله )) ...!!!


تأتي دائما هذه العبارة عندما يلتقي شخصان لا يعرفها بعضهما بعضا ، ولم ير أحدهما الأخر من قبل ، وما إن ينتهي اللقاء السريع حتى يفاجئك أحد الطرفين بأحدى العبارتين السابقة ، وربما لو ذهبت إلى الطرف الأخر لقالك لك العبارة نفسها ،،، وليس من الضرورة أن يكون ذلك حقا ، فقد يقول لك الشخص إني أحببت فلان لله ، وهو لا يستحق الحب ، وقد يقول لك إني كرهته لله ، وهو لا يستحق الكره ،،،؟!!!

ولكن كيف يأتي الحب ، والكره من نظرة ، ومن جلسة ومن لقاء سريع ،،،؟؟

هذا شعور لا يختلف عليه أحد ، ويشعر به الجميع ، فليس منا من سلم منه ، وليس منا من لم يحب من (( نظره )) أو يكره من (( نظره )) ....


يقولون إن الله عندما خلق الإنسان جعل له عقلان (( باطن وظاهر )) فالباطن كالمستودع أو كالارشيف ، يحفظ الودائع ويخزن الماضي ، ويمتلأ بما تريد له النفس أن يمتلأ به ، ويخزن ما عودته النفس على تخزينه به ،، وينعكس ذلك على عقله الظاهر ، وعلى مواقفه وارائه واختياراته ،،،


فعندما يمتلأ العقل الباطن بالحب ، والولاء ، والعطاء ، والتضحية ، ينعكس ذلك على العقل الظاهر ، فلا يرى إلا ما يحب ، ولا يتصور إلا ما يستحق العطاء ، وربما يكون مصيبا في بعض ذلك ومخطيئا في بعضه ،،،

وعندما يمتلأ العقل الباطن بالكره والبغض والحقد والخديعة والمكر والخيانة ، فإن ذلك ينعكس على العقل الظاهر أيضا ، فلا يرى إلا ما يكره ، ولا يتصور إلا ما يستحق الخيانة والخديعة ، وربما يكون مخطئا في كثير من ذلك ،،،

ولكن عندما يكون العقل الباطن صافيا ، نقيا ، فإن العقل الظاهر يرى الأمور على حقيقتها ، فيحب ما يستحق الحب ، ويكره ما يستحق الكره ، ويبذل لمن يستحق البذل ، ويعطي من يستحق العطاء ، ويحرم من يستحق الحرمان ،،،


إن العقل الباطن في كل شخص ، هو قوة خارقة ، خارجة عن العادة والمألوف ، ولم ينجح من نجح ، إلا بحسن استخدامه لعقله الباطن بالطريقة الصحيحة ، وإزالة الرواسب والعوائق التي تحول بينه وبين عقله الظاهر ، إن تراكم الحقد ، والشك ، والبغض في عقلنا الباطن ، يورثنا عقدا صعبة تمنعنا من اتباع الطريق السوي ، وتحول بيننا وبين الاختيار الصحيح ، وتوقعنا في شر أعمالنا ،،، وتصنع حجابا حديديا يحول بيننا وبين الحقيقة والمعرفة التي كان من المفترض أن نصل إليها ،،، والأهم من ذلك أنها تحول بيننا وبين استخدام عقلنا الباطن بالصورة الصحيحة وما به من خوارق وقوى جبارة جعلها الله بيد الإنسان ليسخرها لخدمته لا أن تكون سببا لنكسته ،،، وليس بعيدا عنه امتلاء عقولنا الباطنة بعكس ذلك من الحب المجرد والعطاء والتضحية اللا منطقية ،،،


لو نظرنا إلى جميع الناجحين ، ممن حقق نجاحه بكفاحه وجهده ، لا من حققه بواسطة فلان أو فلان ، أو بالمكر والخديعة ، لوجدنا أنهم لم يحققوا ذلك إلا بعد أن طهروا عقولهم وأنفسهم من أدران الحقد والكره والبغضاء ،،،


هل تتخيل أن رجلا وصل إلى قمة المجد ، بآرائه ، أو بسلطته ، أو بإصلاحه ، أو باختراعه ، أو بما شابه ، وصلها وهو يحمل في طياته كرها أو بغضا أو حقد ، أو عداوة مقيتة ،،،؟؟


لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ، موفقا جدا في اختيار أصحابه ، ولم يكن هذا الاختيار صدفة أو اعتباطا ، أو ارتقوا لأعلى درجات الولاء والتفاني نتيجة تدريب أو إجبار أو مقابل مغريات مادية ، بل كان نتيجة طبيعية لفراسته ، التي لم تأت إلا من قوة بصيرته وصفاء نفسه ، صفائها من الغل والحقد والكره والحسد والبغضاء ، هذا الصفاء الذي مكنه من استغلال قواه الخارقة في اكتشاف خبايا طبائع من حوله واختيار أفضله لنفسه ولصحبته ،،،

ولو قرأنا سيرته عليه الصلاة والسلام ونظرنا نظرة دقيقة لسياسته مع نفسه ، لرأينا كيف كان يثابر ويصابر من قبل بعثته لتطهير نفسه وغسلها من الادران والاحقاد والغل والحسد ، وكيف يربأ بنفسه عن سفائل الأمور ، في غار حراء قبل البعثة ، وبعد البعثة والنبوة والوحي ، أصبح يسير على الطريق نفسه بخطى جديدة كالجلوس مع نفسه بعد صلاة الفجر ، وقبله ، وبعد صلاة العشاء ، يطهرها من جميع الأدران ، ويزيل عن بصيرته جميع العوائق ، فأنزل الله له : " ألم نشرح لك صدرك " وكيف يكون الصدر مشروحا إلا لمن خلا قلبه من الغل والكره والحسد والبغضاء ،،،

يقول عليه الصلاة والسلام : " بحسب امرء من الإثم أن يحقر أخاه المسلم ... " ويقول " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "

إنها دعوة لتطهير العقل الباطن من كل جميع العقد التي قد تحول دون البصيرة النافذة ،،،


وليس هذا خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط ، وإن كان عليه الصلاة والسلام قد أعطى أوضح الأمثلة بالنسبة لنا في ذلك ، ولكن يشترك فيه معه جميع العظماء ، وجميع الناجحين ، فكما سبق لا يمكن أن يحقق شخص النجاح بذاته وطموحه وجهده من قبل أن يزيل جميع العوائق التي تحول بين عقله الباطن والظاهر ، ومن قبل أن يستغل جميع ما وهبه الله من القوى الخارقة والتي لا يحول بينه وبينها إلا ما سبق ،،،


لذلك فإن ما سبق في أول الموضوع (( أحببت فلان لله )) أو (( كرهته لله )) ناتج من أحد أمرين لا ثالث لهما :


إما أن يكون في عقل المرء منا الباطن صورة مشابهة لذلك الشخص تستحق الحب أو الكره ، فقابلناه بالمثل ،،،

وإما أن يكون احساس متبادل بين الطرفين ، وتم باللا شعور من خلال العقل الباطن تبادل هذه الاشارات المتوافقة ، فأحب الطرفان بعضهما أو كره بعضهما البعض ،،،


على كل حال فإن المراد من هذا الموضوع هو الوصول إلى تلك القوة الخارقة التي وهبها الله لنا ، والتي نميز بها بين الأمور صحيحها وسقيمها ، ومحاولة إزالة ما يحول بيننا وبينها من عوائق أهمها الترسبات السابقة من كره وغل وحسد وكبرياء وما شابه ،،،

وإني لا أستذكر صورة أخرى من صور الحياة تدل على ماسبق ، فكثيرا ما نسمع عن كلمة (( الحظ )) وفلان وصل إلى ما وصل إليه بـ (( الحظ )) وهي عبارة دائما يستخدمها الفاشلون لتبرير نجاح غيرهم مقابل فشلهم ، فتجد شخصين مثلا ، كلاهما تعلم نفس التعليم ، وكلاهما عاش في نفس البيئة ، وتلقى نفس التربية ، ومستواهما العقلي الظاهر واحد ، ولكن أحدهما برز ونجح والاخر لم يتغير عما كان عليه أو عما عليه أباؤه وأصدقاؤه ، فإن سئل كيف برز فلان عنك : قال (( إنه الحظ )) ،،،؟؟ وهذا ما قاله قوم مصر لقارون عندما ظهر عليهم بزينته قالوا (( إنه لذو حظ عظيم )) ... وقد ذكر الله الحظ العظيم في القران في موضع أخر ولكن بمعنى (( النصيب )) قال تعالى : " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم )) أي نصيب عظيم ،،،


وأي حظ يملكه قارون ولا يملكه غيره من أصدقائه وأصحابه ، ولكنها القوة الخارقة الكامنة في عقله الباطن ، والتي أحسن استخدامها في جزء معين ، وهو جمع المال ، وحال كبرياؤه وغروره عن استغلالها بالصورة المثلى بما يحفظ له هذا المال من الزوال أو يجعله مستمتعا به حتى أخر العمر ،،،

القوة الخارقة ، في اللاشعور من كل شخص منا ، ونستطيع أن نعرف بها الحق من الباطل ، والصدق من الكذب ، والصديق من العدو ، ولكن هذا يحتاج إلى تطهير للنفس وتطهير للعقل الباطن حتى لا يؤثر على عقلنا الظاهر فنتخذ القرار الخاطيء ،،،

عندما نسمع عن أناس يطيرون في الهواء ، أو يمشون على الماء ، أو أناس يتحملون طعنات السكين الحادة ، أو أناس يبلعون النار ، أو يفعلون أمورا أخرى خارقة للعادة ونراهم أمامنا في كثير من الاحيان فذلك ليس إلا أستغلالا لجزء من تلك القوة الخارقة التي وهبنا الله إياها ، وتسخير منهم لها لتحقيق هدف معين هم يرونه الهدف الذي يرفعهم إلى مراتب الكمال والربح والاستغناء ، والحقيقة إن تلك القوة أثمن من ذلك بكثير ، وأقوى بكثير ، فيكفي أنها تدلك على من يحبك ومن يكرهك ، وترشدك إلى الطريق الصحيح الذي ينبغي لك أن تسير عليه ،،،


موضوع القوة الخارقة ، موضوع شائك ذو جوانب كثيرة ومتعددة ، وهو من أهم العلوم التي تدرس في الوقت الحالي في كثير من دول العالم المتحضر

.


عاشق الاحزان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 23-11-2013, 02:49 PM   #2
مشرف منتدى العلم والمعرفة والبرمجه اللغوية والعصبية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 4,800
معدل تقييم المستوى: 100
ريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to beholdريح الشرق is a splendid one to behold

اوسمتي

افتراضي رد: جربت العقل الباطن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
__________________
ريح الشرق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 28-11-2013, 04:59 AM   #3
مراقب منتــــديات آل حبه الأدبيــــة
 
الصورة الرمزية الســـــراب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الدولة: بين جدران صمتــي.....
المشاركات: 1,335
معدل تقييم المستوى: 38
الســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud ofالســـــراب has much to be proud of

اوسمتي

افتراضي رد: جربت العقل الباطن

بعد قرائتي للموضوع اكثر من مره
وبعد ان استطعت فهمه
فك لي طلاسم كثيرة لمن حولي في المجتمع


شكرا لك
__________________
اذا آردت أن تبتســــــــــــم!
فـ أبتســم ترى ماحدن مآسكـن خشـشتـــــكـ...
وأذآ آردت أن تحـــزن!
فتذكــر أنه بأمكآنكـ أن تبتســم
وأذآ مآتفــرق معـــكـ
فتذكــر أنكـ أطلدز وآحد بالعآلـــم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الســـــراب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 02:56 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات