الرضاعة الطبيعية.. غذاء ودواء للأم والطفل

الرضاعة الطبيعية.. غذاء ودواء للأم والطفل



دفء وحنان ونمو

ابتهال أحمد- "بالرضاعة الطبيعية ينشأ الطفل أوفر صحة وأسلم بدنا"، خلاصة توصّلت إليها مئات الدراسات العلمية والبحوث الطبية التي اهتمت بالبحث في أهمية الرضاعة الطبيعية وآثارها "السحرية" لا على الرضيع فحسب بل على الأم المرضعة أيضا. وقد اتفقت مختلف الدراسات الطبية والعلمية، في العالم كله على اختلاف دياناتها وثقافتها وطرق تفكيرها، على أن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة الأمثل لتغذية الطفل الرضيع نظرا لما يحتويه حليب الأم من منافع غذائية جمة تعجز البحوث العلمية والطبية عن حصرها.
وتعتبر الرضاعة الطبيعية من أكثر الخطوات فعالية لضمان صحة الطفل، ويحث الأطباء الأمهات، خاصة العاملات على إطالة فترة الرضاعة قدرة المستطاع على الأقل لمدة سنة، مؤكدين أن اختصار فترة الرضاعة الطبيعية على الأشهر الستة الأولى من عمر الرضيع يسهم في وقوع أكثر من مليون من وفيات الأطفال التي يمكن تفاديها سنويا. مما يؤكد أهمية التغذية القائمة على الرضاعة الطبيعية لنمو الأطفال حيث يساعد حمض دوكوساهيكسانويك وأوميغا3 والأحماض الدهنية على نمو المخ وتطوير الجهاز العصبي، وتوصلت دراسات حول خصائص حمض دوكوساهيكسانويك المتوفر بغزارة في حليب الأم أن الأطفال ممن رضعوا طبيعيا كان تحصيلهم الأكاديمي أفضل. كما يحتوي حليب الأم على الحمض الأميني تورين وهي مادة ضرورية لنمو مخ الجنين حيث أن أجسام المواليد الجدد والخدج وعلى خلاف البالغين لا تنتج تورين وهو أحد الأحماض الأمينية التي يحتاجهاالمخ للنمو فالمخ يتضاعف حجمه خلال العام الأول من الحياة وهذا يجعل من الضرورة القصوى تغذيته بما يساعده على النمو. ويعتقد الباحثون أن حليب الأم يحرك عمل جهاز مناعة الطفل حيث ثبت علمياً أن ذلك يعود جزئياً إلى البروتين الموجود في هذا الحليب ويعرف ب س د14 المذاب كما تطور الرضاعة ترابطاً عاطفياً ونفسيا بين المولود والأم رغم صعوبة تحديد كيفية وأسباب ذلك.
ويعد حليب الأم أنسب غذاء يمكن إعطاؤه للأطفال الرضع لاحتوائه على جميع العناصر المغذية التي يحتاجونها للنمو بطريقة صحية، ومن المعروف أنه يحتوي على أضداد تساعد على حماية الرضع من أمراض الطفولة الشائعة مثل الإسهال والالتهاب الرئوي وهما السببان الرئيسيان لوفاة الأطفال في جميع أنحاء العالم ووفقا لمنظمة الصحة العالمية.. ومن خصائص حليب الأم، التي تعجز الدراسات عن التوصل إلى سرها إلى اليوم هي تكيف محتوى هذا الحليب وقيمته الغذائية بحسب حاجة الرضيع من أول ساعات حياته إلى نهاية فترة الرضاعة، بما يضمن له حماية من العدوى وأمراض الجهاز والهضمي، إضافة إلى أن عملية الرضاعة الطبيعية تعمل على تزيد من ذكاء الطفل. وقد حذر العلماء من أن الرضاعة الطبيعية لفترة تقل عن ثلاثة أشهر عقب ولادة الطفل قد تؤدي إلى التأثير سلبا على ذكائه. فقد أجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحوثلاثمائة وخمسين طفلا تتراوح أعمارهم بين ثلاثة عشر شهرا و خمس سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل العلمي. وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أدنى من المتوسط عن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر. فيما يؤدي عدم الرضاعة من الثدي إلى ضعف مناعة الطفل ضد العديد من الأمراض بما في ذلك التهاب السحايا الجرثومي والإسهال والتهابات الأذن.
وإذا كانت الرضاعة الطبيعية أمر حيوي لنمو الطفل الوليد وتقوية بنيانه، فإن تأثيرها على صحة الأم المرضعة لا يقل أهمية، حيث توصّلت الدراسات إلى أن إن الرضاعة الطبيعية تساعد النساء على استعادة أوزانهن التي كن عليها قبل الحمل، بسرعة، كما تساهم في تقلص معدلات السمنة وتساعد في الحد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والسرطان المبيضي في مراحل لاحقة؛ فقد أظهرت دراسة علمية أن الرضاعة الطبيعية تساعد بشكل كبير في التقليل من احتمال الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي ينتمين لعائلة لديها تاريخ في المرض. وبينت الدراسة التي أجريت على أكثر من 60 ألف امرأة، أن إرضاع طفل لمدة ثلاثة أشهر، تعادل تناول الدواء المعروف لتلافي الإصابة بالمرض والمسمى تاموكسيفين، لمدة خمس سنوات. وتقول الدكتورة إليسون إم ستويب من جامعة نورث كارولينا التي أجرت البحث: "العلاج الذي نقدمه للنساء اللواتي يوجهن خطر الإصابة بسرطان الثدي هو تاموكسيفين، كوقاية من سرطان الثدي." وأضافت: "لكن هذه الدراسة قدمت خبراً سعيداً للنساء اللواتي يملكن تاريخاً مرضياً في العائلة، واللواتي يردن تقليل خطر إصابتهن بالمرض، حيث وجد الباحثون أن النساء اللواتي لم يقمن بإرضاع أطفالهن، معرضات أكثر بـ 25 في المائة للإصابة بالمرض من أولئك اللواتي أرضعن الأولاد.
وفي ذات السياق كشفت دراسة أعدها باحثون في مركز أبحاث الرعاية الصحية بجامعة بطرسبرغ أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأم من مخاطر التعرّض لأمراض القلب. وتوصّل الباحثون إلى أن النساء اللواتي لا يرضعن أطفالهن من الثدي يصبن بتكلس في الشرايين التاجية والأورطية والسباتية وبأن ذلك يعيق أيضاً تدفق الدم ويسبب ترسبات فيها وهذا قد يؤدي أيضاً للإصابة بالجلطة الدماغية، الأورطي في حين أن هذه النسبة لم تتجاوز الـ 12% بالنسبة إلى الأمهات المرضعات، وبأن نسبة التكلس في الشرايين التاجية والسباتية كانت أعلى عند النساء غير المرضعات. ولخّصت الدكتورة إيلينور شوارتز، وهي أستاذة مساعدة في الجامعة واختصاصية في أمراض النساء والتوليد وعلم الأوبئة ما جاء في البحث قائلة إن "النساء اللواتي لا يرضعن من الثدي قد يتعرض لتغيرات تؤدي للإصابة بأمراض القلب". وحسب شوراتز فإن جسم المرأة يختزن الدهون خلال مرحلة الحمل وهذه تخرج من الجسم خلال فترة الرضاعة، مضيفة إذا لم ترضع المرأة طفلها من الثدي فعلى الجسم مواجهة مشكلة تراكم الدهون بشكل مفرط:

الله يعطيك العافيه عاشق الجنان
معلومات ثريه أتحفتنا به سلمت يداك
موضوع رائع ويستحق التقييم نظراً لأهمال الرضاعه الطبيعه
لك كل الشكر والتقدير

يعطيك العافيه وبارك الله فيك