(في بلدي يخشون السعادة مخافة العين)
جملة مضحكة مبكية, كانت عبارة عن تغريدة قرأتها لأحدهم, فشدت انتباهي علما أن كاتبها لم يشر إلى بلده بالإسم,
لكنني شخصيا أجدا فيها تشابها فيما قد يقع ضمن محيطي أيضا من بعض الافراد إلا من رحم ربي,
حتى نفسي لم تسلم من هذا المعتقد, فتجد منا من يحرم نفسه شعورا بسعادة بأمر ما وقع,
كشراء شيئ جديد, أو تحصيل نجاح دارسي او عملي, كفرحة بزواج , فرحة بمولود ... إلى غير ذالك من مظاهر الفرح المحمود فيما وبما يرضي الله,
فلاتجدنا قد نستشعر هذا الفرح مخافة أن تبدوا الفرحة جلية علينا فتصيبنا عين حاسد او حاقد, اوعين تعجب بالشيء ولاتقل ماشاء الله.
لكن خطورة المعتقد أشد فيمن يمنع نفسه من التمتع بما أنعم الله عليه من نعم, مخافة أن تظهرعليه, فتجده يلبس لباسا باليا, علما أنه لديه من المال ما يشتري به لباسا انيقا, أن يرهق نفسه في البحث عن المواصلات, علما ان بإمكانه تعلم السياقة وشراء سيارة خوفا أيضا من العين, إلى غير ذالك من هذه المظاهر.
وبصراحة هذا معتقد خاطئ المفروض الأخذ بالأدعية النبوية في دفع كل عين لامة, واستحضار القلب عند ذكرها,
دونما مبالغة من الخوف من العين لدرجة أن نحرم أنفسنا شعورا طبيعيا بسعادة ما, على أن تكون سعادة لأمر في غير معصية, حتى نستشعر سعادة حقيقية لا وهما مزيفا.