خاطرة دنيا
دنيا، أي دنيا؟؟ يقولون هي الحياة.. تحب فيها فتفرح و تلهو، تحزن و تركد و تخمل، تحن و تقسوا، تصدق و تعبث.. دنيا يسألون عنها يأتي جواب تصحبه نسمات تنهيدة: هي كل من أحب أمه، أحس بالدفء بين أحضانها، بالراحة كلما سمع صدى صوتها، يكفيه قربا منها حتى يهيم في حبها و تكفي لمسة حنو يديها حتى يغوص في سبات رقيق فراشه حرير..
هي كل محروم من أمه، يجتاحه برد ممرض لبعدها.. فراغ يمتد على مدى غيابها، يسير وحيدا دون أمل يتحسس ممن حوله نظرة حنان تخفف عنه قسوة الأيام..
هي كل صحبة جمعتك بأحبابك، هي صديقتك أو صديقك نظمكم طريق واحد امتزجت فيه أفكاركم، رافقتكم عندها الراحة و الصراحة، الألفة و البهجة، أحيانا فيها تحضن الدمعة ببسمة لترتاح القلوب و تطمئن الأنفس.. لقد و جدت نظيرها للتعايش..
هي كذلك صحبة جمعتك بأحبابك، عايشتهم.. صارحتهم.. أحببتهم، صارحوك.. أوهموك حبهم، ملو منك.. عاتبوك.. لاموك عند حيرتهم، هجروك.. جردوك حبهم و انسحبو من مملكتك، تركوك في فراغ قاس.. هو لن يكون أسوء من عدم رفقتهم..
و يقولون هذه هي الدنيا...
يسألونك عنها يأتيك صوت عذب يرتعش في سكون: هي حب حياتي.. أجل إنه الحب، تعرفت عليه.. ألفته، لم أقدر على فراقه، أسكنته قلبي و ملكته ثنايا غرفه.. هو حبنا الذي عشعش في كل متاهات جسدنا.. أحبك قالتها كل خبايا جسدي، نظرتك عيني رمشت أحبك.. مال ثغري همس أحبك، اهتز قلبك ..أحبك، أرسلت عيناك أريدك.. أجل هكذا جمعتنا الحياة في رحمة من الرحمن
هي حب حياتي و مضافة أحزاني.. حب تسلط على قلبي، عكر صفوه.. لوث هواءه.. كل مرة يتلف أجزاءا منه.. تعانقت عندها أرواحنا.. نمت و سطها نبتة شائكة أبعدتهما، فرقتهما.. كان حبك يا قاسي، اندفع عندها شوق ليرتطم بجدار متين ادعى بأنه القدر.. بل هو عدم حسك.. يقولون قلبي رقيق.. سخيف، أقول قلبه لئيم جريد، أقول قلبي بريء عفيف، حسي صحيح صريح.