ياحاملاً نحو الجنوب ثيابهُ
خذني إلى أبها وضبياً حلّها
واتركني بين جبالها وظلالها
فلعلّها تأتي إليّ لعلّها
ما كنتُ أعرف ما الهوى وبما بهِ
من لوعةٍ وفراقُ أنثى خِلُّها
حتى وجدت القلب خلفها راحلاً
ومودعاً جسماً يصيحُ محلّها
أسقتني من كأس الهوى حتى انتشى
قلبيْ ورفرف طائراً ليقلّها
لكنها ذهبت وها أنا ذاهبٌ
لديار من ذهبت وابقت ظلّها
لبيكِ ياحرماً حُرمت جوارهُ
لبيكِ ياكلّ المنى وأجلّها
لم تختفي شذرات ريقها من فمي
فبأي شيءٍ ألتهي وأملّها
قسماً بمن وضع الجمال عيونها
ورماها فانتصبت وأعجز سلّها
لن اترك الأيام تغدر كيفما
شاءت وتسقيني أسىً وأسىً لها
وأزور من لم تستطيع زيارتي
وألم احلاماً غفت وأُهلّها
أواهُ تنحتني الشهورُ وتنقضي
وأميرتي تحتارُ كيف أدلّها
إنّي لأعلمُ كلّ زاويةٍ بها
بدر البدور فكيف مثلي يظلّها
مانحن إلا راهبين تضاحكا
يوماً فأغراه الهوى وأزلّها