(الأخضر) وإنفلونزا التثبيط
[hide] (الأخضر) وإنفلونزا التثبيط
محمد الشيخ
أكبر مشكلة يواجهها المنتخب السعودي قبل أي استحقاق يخوضه، تتمثل في حالة الضوضاء التي تنبعث من غير جهة، فتساهم في تلويث فضاءاته وتعكير صفوه.
وأكاد أجزم أن وحدا من أهم مصادر الضوضاء التي عانى منها (الأخضر) ولايزال هو الإعلام المثبط، الذي احترف إشاعة الهواجس، وتميز في صناعة العراقيل، فنجده يثير غبار المخاوف، ويزرع شوك القلق، مع كل حدث يتعلق بالمنتخب، فلا يكاد يُتَعاقد مع مدرب، ولا تُعْلَن تشكيلة، ولا تُلَعب مباراة، وإن كانت ودية، حتى ينبري المثبطون ليشيعوا حالة من الهواجس، التي سرعان ما تتحول إلى خوف، حينما تبدأ بالتسرب إلى الشارع الرياضي.
يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو: "أعطني الإعلام أعطيك شعباً آخر"، وعلى هذا الأساس لا يمكن لإعلام (الأخضر) أن يصنع لاعبا واثقاً، أو مشجعاً متفائلاً، طالما أن ثمة من يغذيهم بوجبات التشاؤم المعلبة عند كل خطوة يخطوها المنتخب، ولعلي لا أبالغ إن قلت أن بعض الإخفاقات التي مرَّ بها المنتخب كان أحد مسبباتها الإعلام المثبط.
اليوم منتخبنا سيخوض أولى مواجهات الملحق حينما يلتقي نظيره البحريني في المنامة، وهي المواجهة التي ستزيح الستار عن جانب كبير من مصيره في بلوغ مونديال جنوب أفريقيا، بعد أن وضع نفسه على المحك، ومن هنا تكمن صعوبة المواجهة؛ لكن بقدر ذلك ينبغي أن نكون متفائلين، لا لمجرد التفاؤل وحسب، بل من أجل أن نشيع أجواءً من الثقة حول (الأخضر)، ولنقطع الطريق على المثبطين للأنفس، والموهنين للعزائم.لا ادعو للقفز على الحقائق، ولا لتغطية الشمس بغربال، ولكنني أَدَّعي أنني وحزب المتفائلين قادرين على تقديم لقاح وعي لنجوم (الأخضر)، ولجماهيره الوفية، للعلاج من (إنفلونزا التثبيط) التي انتشرت في الوسط الرياضي السعودي، بسبب بعض المصابين بها من حملة الأقلام المتحنطة، والفكر الواهن الذين لازالوا يوزعون إحباطاتهم في غير مكان حتى ونحن على مرمى حجر من المواجهة المرتقبة.أحد أبرز المصابين ب (إنفلونزا التثبيط) استكتب قبل يومين في صحيفة بحرينية، وبعد مقدمة طويلة جرد فيها (الأخضر) من كل ميزة فنية، همس بصوت مسموع عن توقعاته التي ذهبت لفوز المنتخب البحريني على أرضه وتعادله في الرياض، معللاً توقعه أن "اللاعب السعودي بطيء في الخارج، مرتبك أمام جماهيره في الداخل"، وحتى يتعطف علينا، لم ينس القول إن "الأمنيات لا علاقة لها بهذا التوقع الخاص".
أعرف أننا لن نفوز على البحرين، بل لن نعبر للمونديال بمجرد التفاؤل وحده، ولا بسلاح الدعاء فقط، لكنني أيضا أعرف أن نشر مورفين الإحباط في (الشارع الأخضر) من شأنه تخدير العزيمة وتوهين القوة، وعلى هذا الأساس سنبقى متفائلين مع (الأخضر) بتاريخه الحافل وبنجومه المضيئة، وقبل ذلك إيماناً منا ب"تفاءلوا بالخبر تجدوه"!.
منقول [/hide]
|