كنت اقرأ قصيدة مالك بن الريب التميمي و هو يرثي نفسه في قصيدة طويلة منها :
أَلا لَــيـتَ شِــعـري هَـــل أَبـيـتَـنَّ لَـيـلَةً == بِـجَنبِ الـغَضا أُزجـي الـقَلاصَ الـنَواجِيا
فَـلَيتَ الـغَضا لَـم يَـقطَعِ الـرَكبُ عرضه == وَلَـيـتَ الـغَـضا مـاشـى الـرِّكـابَ لَـيـالِيا
وَلَـيـتَ الـغَـضا يَــومَ اِرتَـحـلنا تَـقـاصَرَت == بِـطـولِ الـغَـضا حَـتّـى أَرى مَــن وَرائِـيا
لَـقَد كـانَ فـي أَهلِ الغَضا لَو دَنا الغَضا == مَــــزارٌ وَلَــكِــنَّ الـغَـضـا لَــيـسَ دانِــيـا
فينتابني شعور بالحزن و أتمنى أن أزور الغضا لما وقع في قلبي من وصفه ثم قدر الله لي أن أمر على منطقة القصيم فأحببت أن أمر على الغضا و أرى ما فيه فوجدته صحراء قاحلة ليس فيه إلا أشجار الغضا التي هي أقرب لشجر العرفج و هنا تأكد لي قاعدة سابقة أن الإنسان إذا أحب شيئا أوصل مدحه إلى السماء و إن كان لا شيء و إذا أبغض شيئا خسف به إلى القاع و لو كان شيئا ذا شأن و لذلك فإن أعدى أعدائك أن تستخدم عاطفتك في الحكم على الأشياء فينبغي استخدام العقل و الإبتعاد قدر الإستطاعة عن استخدام العواطف عند الحكم على الأشياء فهي الهلاك بعينه.
إلى اللقاء