السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت في صغري اقرأ مقولة خالد رضي الله عنه عند موته: و لقد شهدت مائة معركة و ما في جسدي موضع إلا و به ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح و هئنذا أموت على فراشي حتم أنفي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء فلا أفهم مقصوده من : فلا نامت أعين الجبناء حتى أدركت أنه يقصد أن إقدامه في المعارك لم يقربه من الموت و إحجام الجبناء لا يؤخرهم عن الموت.
أيها الإخوة، إن الموت حقيقة غائبة فهو حقيقة يوقن بها كل إنسان و لكنه غائبة يغفل عنه كل إنسان و السبب كما قال الحسن البصري رحمه الله: ﻷنكم عمرتم دنياكم و خربتم آخرتكم فلا تريدون أن تنتقلوا من العمار إلى الدمار. إن ذكر الموت سنة نبوية ينبغي أن يكثر منها العبد لكي تساعده في الجد بطلب الطاعات و ترك المعاصي و قد يتضايق البعض من ذلك فيقال لا تقنطوا الناس من رحمة الله بكثرة ذكر الموت و لم يعلموا أن كثرة ذكر الموت لا تعجل به كما أن التناسي عنه لا يؤخره بل هي آجال معدودة و أنفاس مكتوبة.
قيل للحسن البصري رحمه الله: إننا نجالس اقواما يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير فقال:ﻷن تصاحبوا أقواما يخوفونكم فيدرككم أمن خير من أن تجالسوا أقواما يؤمنونكم فتخافوا.
إن كثرة ذكر الموت يرقق القلب و بقصر اﻷمل و يشحذ الهمم للمسارعة إلى الخيرات. اسأل الله أن يصلح ما فسد من قلوبنا.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أشكركم جميعا على المتابعة
و أشكرك عمو السراب على السؤال و مشاغل الدنيا لا تنفك نسأل الله العون عليها و أن لا يجعلها جل همنا
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″