السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قد يبدو العنوان متناقضا فهو يجمع بين الضدين،و الضدان لا يجتمعان،و هو كذلك لكن قد يصدق هذا الوصف عند التجزيء.
الناقد هو مثال لهذا الوصف فهو مبدع في نقده، فكما قيل الناقد بصير،إلا أنه قد يكون فاشلا بأن ينجز مثل الذي يقوم بنقده و هذا ليس عيبا فكونه مبدع في نقده فهذا يكفي فكثير من النقاد الأدبيين على الشعراء قد لا يحسنوا أن يقولوا بيتا واحدا.
أفضل النقاد من كان حياديا فليس محبا و لا كارها لأن الحب و الكره يؤثر على معايير النقد.
و عين الرضا عن كل عيب كليلة== ألا إن عين السخط تبدي المعايبا
فالناقد المحايد يرى نقاط القوة فيشجعها و يرى نقاط الضعف فينبه عليها و غالبا يتقبلها العقلاء الذين لا يدعون الكمال بصدور رحبة أما النرجسيون الذين يرون أنهم لا يخطئون فهم لا يقبلون من محبيهم أصلا.
يأتي في المرتبة الثانية -في رأيي و قد أكون مخطئا- الناقد الحاقد لأنه يرى عيوبك الحقيقية فينبغي أن نستفيد من ذلك كما قال الشاعر:
عداي لهم فضل علي و منة == فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
فهم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها== و هم نافسوني فاكتسبت المعاليا
فلا تنظر إلى نقد الحاقد عليك بأنه شر محض بل إستفد منه بغض النظر عن النية من نقده.
يأتي الناقد المحب في المرتبة الثالثة و إن كان المحبون يختلفون فهناك من المحبين من يرى الأخطاء لكنه ينبهك إليها بقلب مشفق رحيم فهذا إن وجد فقد يكون خيرا من المحايد لأنه يظهر لك العيب و غالبا ما يقترح عليك الحل بسبب حبه و شفقته لكن هذه عملة نادرة أما المحب الأعمى الذي لا يرى إلا حسناتك فقد يكون خطرا عليك لأنه يصورك على أنك ملاك و أنى ذلك.
أخيرا: المؤمن مرآة أخيه و المرآة لا تكذب أبدا.
اللهم بصرنا بعيوب أنفسنا و وفقنا لإصلاح الزلل.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
اولا عودا حميدا والحمدلله على السلامه
ثانيا رائع ما كتبت هنا وفي راى ان
الناقد يجب أن يكون نقده داخلياً
وأن يأخذ نقطة ارتكازه في محور العمل الأدبي لا خارجه